هو تعبير كامل عن وقوف دول العالم مع العراق في حربه ضد الارهاب. ان "القاعدة" وفلولها شبكات عالمية، معقدة ومنتشرة.. لها واقع سياسي مباشر وعبر منظمات واجهية ومخترقة.. ولها جذور اجتماعية وعقيدية، واستراتيجيات وخطط، تجند بواسطتها مئات والاف المعدمين والحائرين والناقمين والضالين.. وتستولي وتخترق جغرافيات واسعة.. مستغلة الانقسامات وفترات الاضطراب والفوضى.. وهي مستمرة في عملياتها منذ عشرات السنين، واحياناً بتصاعد وانتشار، كما تبرهن التجربة في عشرات الدول. فالارهاب يمتلك اسلحته الفتاكة من قطع الرؤوس.. والجلد والتعذيب والتنكيل بالموتى.. وارسال صواريخ الانتحاريين، قبال صواريخ الجيوش واجراءاتها. لذلك لا سبيل لاختزال الحرب ضده بالتركيز على جانب واهمال جوانب اساسية.. فالارهاب كما قال ممثلنا في الامم المتحدة آفة، وكما نقول وباء وسرطان، وليس مجرد تمرد ومرض، ان لم يستأصل بسياسات مسؤولة وجادة، فانه سيستمر بايقاع الخسائر بنا، كما حصل في الايام الماضية، وفي كل يوم تقريباً. الحملات الامنية، وتعبئة الشعب وحمايته، والتعاون مع الدول اسلحة ضرورية. يبقى السلاح الاهم للانتصار وهو جماهير المناطق التي انتشر فيها الارهاب.. والمبتلية والتي ستبتلى اكثر ان تهاونت في التصدي، وتهاونا في الدعم والتفهم، ومثال سوريا امامنا. تشير المعلومات ان الاموال التي تجمعها "داعش" في مدينة الموصل وحدها تزيد على ٢٠ مليون دولار شهرياً، من الناس والمصالح الخائفة.. وعندما يسيطر الارهاب على منطقة، فانه يطلب فرداً من كل عائلة للتطوع في صفوفه، والا القتل والخطف وقطع الرؤوس لتتقاذفها الاقدام. فالخوف كان وما زال الوسيلة الاساسية عبر التاريخ للتجنيد والتعبئة والقوة، تستخدمها الحكومات والمنظمات الجائرة على حد سواء. ان لم نكسب جماهير المناطق "الغربية" ليكونوا في مقدمة الصفوف المتصدية "لداعش"، فلا يخدع احد نفسه انه يستطيع الانتصار على الارهاب. نعم، يستطيع المواطنون من غير تلك المناطق حماية ارضهم وجمهورهم.. لكن عليهم ان يعترفوا انهم –كعراقيين- سيخسرون ارض وجمهور المنطقة التي يسيطر عليها الارهاب.