ما اردت ذكره هو درس بليغ في اهمية تشخيص المصالح.. قال سماحة الشيخ.. عندما انتهيت من قراءة رسالة الامام، قال غورباتشوف.. هذا تدخل في شؤوننا الداخلية.. فرددت بكل احترام.. ان ما ورد بالرسالة يتعلق بالروحانيات وعالم الغيب.. وانتم لا تعترفون اصلاً بهذه الامور.. فكيف يتدخل امر لا وجود له عندكم بشؤونكم؟.. فطرف اعتقد ان الكلام "طوباوي" ولم يأخذه على محمل الجد، والاخر اعتقد انه اقام الحجة.. فالطرفان بعد ان شخصا اختلافاتهما العقائدية سارا الى رسم مصالحهما المشتركة، فانتظمت العلاقات بين بلدين يختلفان في الدين والعقيدة.
فاذا كانت المصالح المشتركة قادرة على ايجاد قواسم مشتركة بين المختلفين عقائدياً.. فهل هي عاجزة بين ابناء الدين الواحد كالسنة والشيعة؟ وهل اختفى العقلاء والمتشرعون حقاً القادرون على حفظ حرمة الدماء؟ وهل نسوا ان الصراع داخل العقيدة الواحدة (دينية وغير دينية) قد يكون، بشهادة التاريخ، اخطر من غيره.. ودوافعه قد تكون:
١- الانحرافات والتكفير واستخدام السيف للتزعم وفرض الرأي. وسيحصل صراع طويل لينتهي كما انتهى البروتستانت والكاثوليك.. واليهودية والمسيحية.. والانقسامات الشيوعية او الغربية او القومية الى معسكريين متميزين، ليس امامهما، بعد القتل والدمار، سوى التعايش والاعتراف بالاخر وبحقوقه ومصالحه..
٢- الاستبداد بالسلطة.. التي تغطي نفسها عقائدياً من اجل الهيمنة والتفرد.. ولقد جربت سلطات كثيرة اخضاع الاخر باسم السنة او الشيعة وتهميشه، فارتد الامر عليها.
التكفير والاستبداد قد يبدءان مع خصوم مشتركين.. كابناء المذهب الاخر او اعداء الدين والوطن.. لكنه ينتهي الى اخوانه في الدين والمذهب.. وها هي الاحداث في كل مكان تشير ان العقيدة بمفردها لا تكفي.. ففي الحالتين، اي ان توحدت العقيدة او اختلفت، فالاساس احترام الحقوق المتبادلة والمصالح المشتركة وعدم الاعتداء.