وابننا ورجلنا صدام حسين هرب إلى سوريا . كما كنا نعلم جيدآ إن صدام يستخدم الأسلحة الكيميائية وغار الخردل ضد الكرد والإيرانيين وباقي الشعب العراقي ورغم ذلك كنا نبيعه هذه الأسلحة .
وعليكم إن تتذكروا إن نفط الشرق الأوسط تعتمد علية أجزاء كبيرة من أوربا والصين واليابان وإذا سيطرنا عليه سيطرنا على اقوي المنافسين المحتلين ومن المهم إن نفعل ذلك / العميل الأسبق في المخابرات الأمريكية جون بيركنز .
إننا عندما نقرأ بتمعن تلك الكلمات نجد إن صدام هو ابن المخابرات وهو العميل الذي درب واعد ليكون رئيس العراق بعد الإطاحة بالزعيم عبد الكريم قاسم هذا أولآ إما الشيء الثاني فهو نفط العراق والمنطقة الذي يشكل جزء كبير ومهم من سياسة أمريكا لأنها إن سيطرت على النفط في الشرق الأوسط سيطرة على تلك المنطقة بأكملها , إذن كل الدعايات والتهم الباطلة التي لفقت للزعيم هي تمهيد لإطاحة به .
تعددت أسماء عمليه الإطاحة بالزعيم فتارة انقلاب وتارة أخرى يقال ثور ولكن كلها كانت تهدف إلى شيء واحد هو القضاء على الزعيم وإنهاء حكمة وبكل الحجج والوسائل والأكاذيب ومنها إن الزعيم تفرد بالسلطة وايظآ ميله لطبقة الفقراء وانسحابه من ألجامعه العربية التي رأى أنها لا تخدم العرب بل للمصالح الاستعمارية خاصة بعد نكبة فلسطين ١٩٤٨ ومحاولته استرجاع الكويت عام ١٩٦١التي هي اصلآ جزء من ارض العراق وغيرها من الحجج التي أراد البعثيون من خلالها تشويه سمعة الزعيم لتحقيق أهدافهم . كذالك قاموا بعدة محاولات انقلابيه لاستيلاء على الحكم ومنها حركة الشواف في الموصل وحركات انقلابية كردية كما كان هناك تقارب بعثي بريطاني صهيوني كان الزعيم يخشى منه أدى بالنهاية إلى تحرك عملائهم في الداخل لإطاحة بقاسم وكما سبق ذكره لكن الزعيم لم يعاقب احد ممن أرادو النيل منه بل عفا عنهم عندما أطلق مبدأ عفا الله عما سلف لكنهم ردوا له الإحسان بالإساءة من خلال التأمر ضده مع الاستعمار وقتله بمحكمة صورية في مبنى الإذاعة والتلفزيون مع مجموعة من رفاقه الإبطال في الثامن من شباط ١٩٦٣.
عبد الكريم قاسم رجل عراقي ينحدر من أسرة فقيرة شكل مع مجموعة من الضباط الأحرار خلية تنظيم جديد سمي بتنظيم الضباط الأحرار بعد حرب فلسطين إي في عام ١٩٤٩وعند عودتهم إلى البلاد خططوا لإطاحة بالحكم الملكي الذي كان يخدم بريطانيا وأعوانها من اجل تحرير العراق من ذلك الحكم وتحويل الحكم إلى جمهوري ينعم في ظله أبناء العراق بالحرية والعدالة . نجح هذا التنظيم في عمله وفجرت ثورة تموز ١٩٥٨ التي أطاحت بالحكم الملكي ليعلن الزعيم بداية عهد جديد إي عهد الجمهورية لكن سرعان ما دب الخلاف بينه وبين مجموعه من الضباط المنتمين لحزب البعث وعلى رأسهم عبد السلام عارف لأنهم كانوا يريدون الاستيلاء على الحكم لكن الزعيم فوت عليهم تلك ألفرصه .
بدء عبد الكريم منذ أول يوم لتسلمه السلطة بالعمل لخدمة أبناء العراق وليس لمصلحته الخاصة فعمل على إلغاء الفروق بين الفقراء والأغنياء وقضى على الإقطاع من خلال إصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي بموجبه وزعت الأراضي الزراعية التي كان يستولي عليها شيوخ الإقطاع على الفقراء , كذلك اقر قانون الأحوال الشخصية لسنه ١٩٥٧ والذي أعطى للمرأة كل حقوقها وساوى بينها وبين الرجل كما قام بتوزيع المساكن المجانية على الفقراء وفتح المستشفيات وتعبيد الطرق وبنا المدارس وغيرها من المنجزات التي لا تزال باقية لحد ألان .
الزعيم الذي شكل تهديدآ لكل القوى الاستعمارية في حياته وبعد مماته لم يدفن كما يدفن الموتى حتى لا يبقى رمزآ يهدد عروشهم بل اخرجوا جثمانه الطاهر بعد دفنه بأيام قليله ليرمى في نهر ديالى , لكن رغم كل ما فعلوا بقي رمز للوطنية للتضحية للفداء للإنسانية للفقراء في كل إنحاء العراق فلم يأتي حاكم أو رئيس جمهورية للعراق قبلة أو بعده حكم بمثل أخلاق وعدالة عبد الكريم الذي أصبح اليوم رمز فخر واعتزاز لكل العراقيين لأنه حكم بالعدل والمساواة والحق فلم يستغل المنصب لمنافع شخصيه مات ولم يكن يملك دارآ ولا رصيد في البنوك له ولا لأقربائه عاش نزيهآ شريفآ ومات كذلك فلك من كل العراقيين إلف تحيه حب وتقدير واحترام يا زعيم الحرية في هذا اليوم وفي كل يوم .