الشيطان ثالث كل إثنين، سواء كانا رجلين، أو إمرأتين، أو رجل وإمرأة. وبحسب نوع المقابلة وطبيعة اللقاء فالشيطان يقدح في النيران دون أن يلتفت الى النوع الحاضر، لكنه يسر كثيرا في حال وجود طرف ضعيف يتقبل الإغواء ،أو بوجود مشكل ما يتطلب صراعا وزعلا ومشاكسة وتآمر من أحد الطرفين، أو دخولهما مع أطراف أخرى في دائرة الدس والختل والمكر والخديعة، وربما الغدر، حتى يصل الأمر بهما الى التنازع والتقاتل، ثم تسيل الدماء منهما غزيرة والشيطان يتفرج. تروي الحكايات إن الشيطان حاول إثارة الفتنة في قرية فلم يفلح، وكان ولده يراقب المشهد من بعيد فإقترح على والده أن يتدخل، وحين وافق الوالد نظر الى فعل ولده فإذا به ينزل نحو القرية ويتوجه الى (عجل) جامح مقيد بالحبال كان صاحبه يخشى أذاه فربطه بوثاقه، ثم فك الحبال عنه، وإنطلق العجل يضرب هذا ويرفس ذاك ويهوي على صغير فينطحه برأسه فيؤذيه، تقابل الناس في الميدان وإشتعلت الحرب بين جماعة صاحب العجل وجماعة ضحايا العجل حتى تشابكت الأيدي، وهوت الفؤوس على الرؤوس، وجرح عديد منهم، وعاد الشيطان الصغير متباهيا في حضرة والده الذي شعر بالفخر إن تربيته لم تضع هباءا، فكان شر خلف لأشر سلف.
أحدهم إتصل بي، وسألني إن كنت أنا أنا أم إن غيري هو من رد عليه؟ فقلت، أهلا بك، وأنا أنا، وليس سواي، فقال بالحرف الواحد، أنا فلان الفلاني، قلت، ياهلا. قال، أنا كاتب وصحفي معروف، فحلفت له بحق أولادي أني لاأعرفه، ولم أسمع به يوما ولم أقرأ له منشورا في مكان، لافي صحيفة ورقية، ولا في موقع ألكتروني، ولا على موقع من مواقع التواصل الإجتماعي ولا ولا ولا . قال، أنت سرقت عبارة من مقال لي منشور في موقع ألكتروني! عدت وحلفت له بحق أولادي، وبمايؤمن ووو. لم يقتنع. طيب ماتريد ياسيدي؟ أريد أن تنشر إعتذارا منك لي ! قلت له، طيب إذا كنت لاأعرفك، ولم أرك، ولم أسمع بك، ولم أقرأ لك شيئا فكيف أكون سرقت منك شيئا، ثم أعتذر عن فعل لم أرتكبه؟
المضحك إنه يتهمني بسرقة عبارة يرددها جميع البشر، منهم على سبيل الإيمان، وغيرهم على سبيل السخرية، تقول، ماإجتمع إثنان إلا وكان الشيطان ثالثهما، وعبارة أخرى تتحدث عن فتوى لجماعات دينية متشددة تحرم جمع الطماطم بالخيار لأن الطماطم أنثى والخيار ذكر! تأكدت حينها إنني وهذا الشخص كان الشيطان ثالثنا، فأردت أن أمنع الشيطان من التدخل فأغلقت الهاتف بوجهه. طبعا مع بالغ الأسف لكني كنت مضطرا لهذا الفعل.