وكذلك المئات من صلوات الجمعة المنتشرة في عموم مدن ومناطق البلاد وهذا يعني ان نسبة المتدينين والذين يتبعون مرجعيات دينية كثر ، وهؤلاء الكثر لابد لهم من ان يكونوا مؤثرين ولهم بصمتهم في الامور المهمة في البلد كالانتخاب والتظاهر والرفض والقبول ، فضلا عن الترويج ضد او الترويج لـ امور تخص العباد والبلاد ، الا ان الواقع يشير الى عكس ذلك تماما فما ان تطلع على وضع البلد حتى تعتقد انك في بلد الهرج والمرج او ربما في جزيرة الواق واق ، لا مرجعية ولا صلاة جمعة ولا مساجد ، وطبعا النتيجة التي ستصل اليها هو انك قد توهمت في امر بين امرين ، اما ان المرجعية لم تقم بواجبها تجاه الناس بالصورة الصحيحة او ان الناس ابتعدوا عنها (واقصد المرجعية) فتردى حالهم واصبحوا كالغراب عندما (ضيع المشيتين) ، واعتقد ان الامر الثاني هو الارجح ومع ذلك فلنقترب اكثر من الموضوع ونعرف هل ان المرجعية حاشاها قصرت تجاه شعبها يوما ؟ وهنا يجب علينا ان نعرف ان واجب المرجع هو التوجيه للاصوب وليس عليها اجبار الناس على فعل شيء حالها في ذلك حال كل الاحكام والفتاوى التي تصدر عنها ، فهي لا تتعدى كونها فتاوى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، حتى ان الله سبحانه وتعالى اتخذ هذا السبيل للتعامل مع البشر (ﺇﻧﺎ ﻫﺪﻳﻨﺎﻩ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﻦ ﺇﻣﺎ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻭﺇﻣﺎ ﻛﻔﻮﺭﺍ) ولم يجبر احدا على الطاعة وعمل الخير ، ولكنه بيّن ذلك في كتابه العظيم وعن طريق الانبياء والرسل والصالحين ، وجعل للناس حق الاختيار ، هكذا تفعل مرجعيتنا الحكيمة ، ولها في الله وفي رسوله واهل بيته الكرام اسوة حسنة ، الامر الاخر ان المرجعية لم تترك امرا الا وبينت رايها فيه واعلنته على الملأ ، وليس ذنبها اننا كسولين او متقاعسين ، فمن اراد ان يبحث عن الطريق الصواب عليه ان يبحث وان يتعب قليلا لكي يصل الى مراده والى ما يريده الله .
اما بالنسبة للاحتمال الثاني فهو ان الناس ببعدها عن الله وعن المرجعية ، وصلت الى طريق الحيرة والندم ، وربما الضياع ، الا ان البعض اخذته العزة بالاثم فلا هو مقتنع بما وصل اليه من نتيجة ، ولا هو لديه الشجاعة الكافية ليقول انني كنت مخطئا وسوف اتبع طريق الرشاد ، اما البقية الباقية فهم يعتقدون ان البقاء على التل اسلم ، وهذا خطأ فادح ، فالعراق اليوم بامس الحاجة الى التكاتف وتوحيد الكلمة ورص الصفوف ، والمشاركة في امور تهم المصلحة العامة خير الاعمال اليوم ، وما الانتخابات الا مصداق حقيقي للتغيير ، او ربما هو الطريقة الوحيدة المتاحة حاليا ، لذا علينا ان نتخذ من المرجعية نبراسا نقتدي به ونتوجه الى صناديق الاقتراع وكأن ذلك شعيرة من شعائر الله ، ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب.