الادلة والشواهد على ذلك كثيرة جدا، فكثير من المرضى من ميسوري الحال، او ممن يضغطون على انفسهم، يسافرون الى خارج العراق لغرض العلاج، واعداد العراقيين الذي يتعالجون في الهند والاردن وتركيا وايران ودول اخرى كبير جدا، وكثير من المستشفيات والمراكز الصحية تفتقر الى توفر الكوادر الطبية المطلوبة، في الوقت الذي نجد الاطباء العراقيين باعداد كبيرة يعملون خارج البلد، وكثير من المناطق وخصوصا الريفية واطراف المحافظات، تفتقر الى المستشفيات والمستوصفات المراكز الصحية التي تساعد ابناء تلك المناطق في الحصول على الخدمات الطبية دون معاناة.
وفي ظل هذا الواقع السيء، الذي يكشف عن خلل كبير في اداء الدولة، حينما يظهر مشروع صحي خدمي، ينتشل فئات وشرائح ماجتماعية محرومة ومهملة من بعض معاناتهم الحياتية، فأن هذا يعتبر انجاز مهم جدا، ومشروع مؤسسة بهجة الباقر الخيرية، الذي يشرف عليه ويديره القيادي في المجلس الاسلامي العراقي الاعلى ورئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس النواب العراقي، مثال ونموذج شاخص في هذا المجال.
انا شخصيا سمعت من ناس عديدين يسكنون في مناطق مهملة وتكاد تكون منسية عن الاهمية والفائدة الكبيرة للمراكز الصحية لمؤسسة بهجة الباقر الخيرية في توفير العلاج والدواء لمن يحتاجه ويصعب عليه الحصول عليه، اما لعدم وجود مراكز صحية قريبة الى منطقة سكنه، او لعدم قدرته من الناحية المالية على دفع النفقات الباهضة للعلاج.
وخلال اربعة سنوات، ومنذ فتح او مركز صحي من قبل مؤسسة بهجة الباقر، تم انشاء العشرات من المراكز الصحية المماثلة في المناطق النائية والبعيدة والمحرومة التي قدمت خدماتها للالاف من الناس.. وهذا يمثل الشي الكثير والكبير، والذي يعبر عن حرص على الاهتمام والالتفات للبسطاء والفقراء والمعوزين والمحرومين من ابناء هذا البلد الكريم العزيز.