يستخدم ٨٠% منها للزراعة.. وحوالي ٣% للضخ في ابار النفط.. ونسبة للخزن في السدود الاصطناعية كالثرثار ودوكان والموصل ودربندخان، او الخزانات والمنخفضات الطبيعية كالاهوار والرزازة وغيرهما.. ونسبة للتبخر، واخرى للشرب والاستخدامات المنزلية والصناعية.. ويهدر ٧٠% مما يستخدم للزراعة لطرق الارواء المتخلفة.. اي نخسر ٥٠% لهذا العامل فقط.
باتت كلف انشاء السدود الكبيرة عالية جداً.. وبجدوى اقل خصوصاً مع شحة المياه سواء للتخزين او لتوليد الطاقة. وهذا وضع جميع الدول المشابه للعراق. فدول اعالي النهر قادرة على الالتفاف على القوانين الدولية او عدم تطبيقها اصلاً، والتسويف ما لم تتوفر مغريات وتعاون جديين. واننا امام واجب تاريخي لتطوير استراتيجياتنا، والا سندفع اثمان باهضة نتيجة الاهمال والتأخر.
اولاً بالاستثمار الواسع لتحديث طرق الزراعة والري واستخدام المياه.. وتوفير مصادر جديدة من المياه الجوفية والامطار والرطوبة ومنها مياه البحر، باستخدام الطاقة الشمسية او النووية.. وهناك مشاريع مدروسة لميناء يدخل عشرات الكيلومترات في عمق الخليج.. وقناة او قنوات مبطنة تدخل لعشرات ومئات الكيلومترات داخل العراق.. فمياه شمال الخليج تقل ملوحتها بثلاث مرات مياه البحر التي تبلغ ٣٥٠٠٠ جزءاً..
وثانياً، ان نفاوض، ونضغط، وسنكون بوضع اقوى، اذا نجحنا في استثماراتنا الوطنية وربط المصالح مع دول الجوار.. تماماً كالمصلحة المشتركة في الشبكة الاقليمية للكهرباء، ولانابيب النفط والغاز، والاسواق والترانزيت ورؤوس الاموال، ونربطها بقضية المياه وغيرها من قضايا.. فالتعاون وتبادل المصالح هو الحل.. وليس الحروب والتصادمات والتشكي، والبقاء اسرى السياسات العملية للاخرين.
من يتجول اليوم في محافظات العراق وخصوصاً الجنوبية التي تعاني ارتفاع معدلات التصحر والملوحة سيلاحظ اراضِ خضراء منتشرة حتى في اقصى البوادي والصحارى.. والسبب هو كميات الامطار التي هطلت في العامين المنصرمين. السماء ترشدنا للاستراتيجيات الصحيحة.. وان استراتيجية مائية ذكية وعلمية يمكنها ان تفعل ما يقترب من المعجزات. سيقولون هذه احلام وتمنيات مع الاوضاع الراهنة.. وهذا صحيح.. لكننا لن نفقد الامل.. وثقتنا بالشعب وبرجالاتنا، بعد الله، عظيمة جداً.