نعم وهي كذلك بالفعل، فالقصة ابتدأت بمغادرته العراق في عام ١٩٨٠، بعد مطاردات السلطة البعثية الغاشمة له ولااخوانه واقاربه، والتي ادت الى تغييب شقيقه المهندس حسين باقر واعدامه وعدم تسليم اهله جثته، حتى وجدوا بعد سقوط النظام رفاته في احد المقابر الجماعية التي تجاوز عددها ٤٠٠ مقبرة، ووصل ضحاياها الى نصف مليون شخص بريء.
بقي الشيخ همام حمودي في المهجر لمدة ٢٣ عاما، لم يتجه الى التجارة ولا الى شؤونه الخاصة من قبيل الدراسة او العمل الخاص في اي مجال، ولم ينشد الراحة والدعة والسكون كما فعل الكثيرين غيره ممن اختاروا ان يعيشوا في الدول الغربية يتنعمون بحقوق اللاجئين ونعومة الحياة ورونقها وبهجتها المادية الدنيوية... لم يفكر الشيخ حمودي كثيرا ولم تردد بمواصلة طريق الجهاد والتضحية، وهو طريق ذات الشوكة، واختار ان يسير مع الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم رحمه الله، الذي كان من ابرز تلامذة الشهيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر واقرب المقربين اليه لاكثر من خمسة عشر عاما... وقد تصدى الشيخ لعدة مسؤوليات في مسيرة العمل السياسي والجهادي، الذي ارتبط بنشاط اجتماعي وثقافي كان مكملا للعمل السياسي والجهادي، و ما يسجل له انه لم يدخل في صراعات ومناكفات ومعارك من اي نوع مع اي طرف او شخص، ولم يكن له عدو الى صدام ونظامه الديكتاتوري، ويقر له الذين عملوا معه، والاخرين من احزاب وقوى سياسية حتى البعيدة عن المجلس الاعلى بأنه شخصية ايجابية ومتوازنة وقادرة على التقريب بين المتباعدين وليس العكس.