كما اكدت ان الفوز هو سمة الرهان القادم والذي يعول فيه على وعي الناخب وادراكه ان المرحلة المقبلة تختلف كثيرا عن المراحل السابقة في كونها مرحلة يجب ان تدشن اسلوب حكم مغاير يضع نصب عينيه ترسيخ بنى الدولة والحكومة على اسس الديمقراطية الحقيقية التي يكون فيها الشعب هو المثيب والمعاقب، مرحلة يجب تشهد نهاية الازمات الحقيقية والمفتعلة وتشهد وضع حلول جادة تعالج الاخطاء التي تراكمت على مدى فترتين انتخابيتين سواء كان ذلك على الصعيد الامني او الاقتصادي او الخدمي او السياسي .
والمفاجاة تحققت حين جرى افتتاح القاعة الجديدة التي تستوعب ما يقرب من العشرة الاف شخص وان مجرد امتلاءها بمن لبى الدعوة التي وجهت على عجالة، يعكس سعة القاعدة الجماهيرية التي يتمتع بها المجلس الاعلى في حين راينا وراى الحاضرون ان من لم يجد له مكانا داخل القاعة و بقي خارجها اكثر بكثير ممن دخلوها، بمشهد يذكر بتلك الحشود التي تجمعت على جانبي الطريق الذي سار فيه الموكب الذي اقل شهيد المحراب (قده) عند دخوله العراق من البصرة بعد صقوط النظام البائد في العام ٢٠٠٣، ويذكر بالعلقة الراسخة التي تجمع السادة آل الحكيم بالجماهير وهو ما يمثل ملمح اخر اخر من ملامح الفوز إذ ان الجماهير التي حضرت هتفت بنفس تلك الهتافات التي هتفت بها سواء لشهيد المحراب اولعزيز العراق (قدست نفسيهما الطاهرتين) والتي اعقبتها بتلاحم حقيقي وتبني للمشروع والاهداف التي طرحت في تلك الفترة ، وها هي اليوم تعبر عن التللاحم مرة اخرى مع تيار شهيد المحراب بقيادة السيد عمار الحكيم.
جاء مؤتمر كتلة المواطن الانتخابي في فترة شهدت عدد من المؤتمرات التي قامت بها الكتل المتنافسة ولعل ما يثير المتابع للشان الانتخابي وربما السياسي بشكل اوسع هوما تستلزمه المقارنة بين هذه المؤتمرات للوقوف على ما تفرزه من معطيات يمكن ان تمثل مؤشرا لما ستكون عليه تشكيلة مجلس النواب القادم فقد شهدت المؤتمرات الانتخابية للقوائم الكبرى التي يحتمل انحصار المنافسة الحقيقية بينها للحصول على الارقام الكبرى تحت قبة البرلمان القادم حضورا جماهيريا ربما يكون جيدا اذا اخذ بنظر الاعتبار الظروف الامنية المرتبكة لكننا لاحظنا ان مؤتمر كتلة المواطن ذات الرقم (٢٧٣) تجاوز جميع المؤتمرات من جميع النواحي، فعلى مستوى الحضور فقد كان مفاجأة بحق حيث ضربت الجماهير الارتباك الامني عرض الجدار وسجلت حضورا لافتا جعل الاحزاب والقوائم الاخرى تعيد حساباتها في ضوء حقيقة اتساع جماهيرية المجلس الاعلى بل وجميع القوى التي شاركته في كتلة المواطن، اما على صعيد قراءة الفعل السياسي فان ذلك سيؤدي بنا بعيدا اي الى استقصاء مقدار الوعي الجماهيري الذي تحقق على مدى السنوات القليلة الماضيةبحيث انعكس ذلك على سعي الجماهير لمؤازرة القوائم التي جعلت من التغيير هدفا جادا لها ، اما على صعيد المحتوى فان المؤتمرات الاخرى خلت او كادت تخلو من اية اشارة الى برنامجها الانتخابي فيما تصدى السيد عمار الحكيم الى قراءة البرنامج بشكل مفصل مما اكسب المؤتمر عمقا واحتراما لتلك الجماهير التي تجشمت عناء المشاركة في هذا العرس الانتخابي .