أنتهى كل شيء, وتشكلت حكومات محلية, غير إن الملف الأهم والهاجس الأكثر تأثيراً لم يزل يلقي بظلاله على الجميع..الأمن المفقود, والتخبط الذي يصاحب عمل الجهاز الأمني برمته, فكان لا بد من وقفة جادة ونصيحة أمينة تقدم للقائد العام, سيما في ظل وجود ميزانية ضخمة لوزارتي الدفاع والداخلية.. بادرنا, وقدمنا خطة ورؤية أمنية للسيد رئيس الوزراء, ووعد بدراستها وتنفيذها, لكن الآلية القديمة والتي أثبتت فشلها هي التي سادت, ولم تلبى خطتنا التي لم نعلن عنها ولم ندعي ولم ننشر ما يشير إلى إننا حاولنا أو ساعدنا وساندنا.. إعتراضنا على التخبطات في هذا المجال الحساس والذي يرتبط بأرواح الناس غير خاضع للمساومة, ولا زلنا متمسكين برؤيتنا الأمنية التي توفر علاجات شاملة للأمن المفقود, ما يؤسفنا هو عدم التعاطي مع هذه الرؤية رغم القناعة بقدرتها على تحجيم دور الإرهاب والقضاء عليه تدريجياً..! وهم يعرفون جيداً, لو قدر لنا أن نمسك هذه الملفات لتم التعامل معها برؤية علمية ومنهيجية واضحة ولشاهد الناس الفرق الكبير الذي سيحصل, ومع تنامي جماهيرية تيار شهيد المحراب, صار الرعب مصاحباً لهم كونهم يدركون إن وجودنا في السلطة يعني نجاح لم يستطيعوا تحقيقه لفترتين متتاليتين؛ فنحن نمتلك المشروع والأداوت متوفرة..
بذات الوقت الذي نتدارس به الملفات الأهم, والتي يأتي الأمن في أولوياتها, كان لموضوع الإقتصاد شأن كبير في أروقتنا؛ فقدمنا مشروع البصرة (العاصمة الإقتصادية) والذي حظي بمباركة أغلب الكتل البرلمانية, إلا إنه أصطدم بعرقلة مجلس الوزراء والأخوة في دولة القانون!..جملة من علامات الإستفهامات نضعها هنا؛ فنحن قدمنا مشروعاً للحكومة, وهي التي ستشرف على تنفيذه, وهو المنجز الأهم والذي يمكن أن تفتخر به طيلة ثمان سنوات من البؤس, فلماذا معاقبة محافظة كالبصرة تعاني التلوث من جراء عمليات الإستخراج, والسبب هو إن الكتلة التي قدمت المشروع؟!..البصرة التي لم يمثلها ولو شخص واحد في مجلس الوزراء تعامل بهذه الطريقة الإنتقائية, وبحجج واهية..! ضغطنا على الجرح, ليس جرحنا, إنها عقوبة شعب بإسره لإجل أهواء شخصية ومنافع زائلة..
ولم نزل نقدم ما بوسعنا لحلحلة جميع المشاكل التي تعرقل عمل الحكومة؛ فقدمنا مبادرات الحل, وسعينا لتقريب المختلفين مع دولة الرئيس, ليس لمصلحة لنا, بقدر ما تقدم أجواء ملائمة تخدم الحكومة..فهل الشركاء معرقلون؟..ها نحن نقوم بجمع الشركاء بغية التفاهم معهم وتعطيل عرقلتهم, فماذا تريدون أكثر؟!
يبدو إن الأخوان يحتاجون لسبب ما, وهذا السبب يقضي بوجود عداوات مفترضة, كي تلقى لائمة الفشل في خانتها..دافعنا عن الحكومة, وساندناها, وعاضدناها في حين لم يكن لنا ممثل بها, ولم نزل هكذا وطالما حاولنا جاهدين إن تكون منسجمة مع حلفاؤها, رغم كونهم حلفاؤها وليس حلفاؤنا!..فهمنا أن تسير العجلة المتوقفة, ويحفظ للناس دمائهم وأموالهم.
توالت الأحداث, وتسارعت, وأختلف المتفقون, والذين أعترضنا بدايةً وطالبنا بوجود سند دستوري بوجودهم, فكان كل السلاح والأموال التي أستلموها , فضلاً عن الجاه حتى صار بعضهم أميراً بواسطة الحكومة, تحولوا إلى ساحات الإعتصام بعملية غريبة وبمطالب بعضهم مبهم وغير مفهوم, وكأن هناك إتفاق مسبق لم ينفذ!
ثم توجهت قواتنا المسلحة إلى حرب عصابات داعش, وكان خطاب سماحة السيد الحكيم بدعم الجيش لا يقبل الشك, فوجئنا بتحريف وفبركة أحدى الخطابات, وكأن الآخرون يزايدون علينا في الدفاع عن المقدسات وأولها الإنسان؟!.. ثم أستعرت حرب التسقيط الذي تقف ورائه جهات باتت معروفة, إلى أن وصلنا إلى هذه الإنتخابات, ولا هم لهم سوى فبركة الأكاذيب والأدعاءات الرخيصة ضد المجلس الأعلى وسماحة السيد الحكيم, وكأن مشروعهم الإنتخابي هو إستهداف السيد الحكيم وتيار شهيد المحراب (قدس) فقط!..نحن نعرف إننا أقوى المنافسين في الساحة الإنتخابية, لكن لا يمكن القبول بهذه الطريقة السمجة, ولا يمكننا سوى أحتقارها وأزدرائها, وكما قال السيد عمار الحكيم (لا وقت لدينا للرد على هذه الفيركات والتسقيط, فنحن لدينا مشروع ونقوم بشرح مشروعنا)..لماذا لا يعتمد الآخرون على مشروع وبرنامج بدل التسقيط والإدعاء بإمتلاك الحق المطلق؟!.. السبب واضح؛ فمن هدفه السلطة فقط, لا يمكن أن ينتج مشروعاً يطرحه للناس, وعندما يغيب المشروع, لا يقوى على المنافسة, أقرب الطرق هي إستهداف الأقوياء بغية الإستقواء بطريقة قذرة. إن السبب الذي يقف وراء هذه الحالة, هي معرفة الأخوة الأعزاء بأن تيار شهيد المحراب وقياداته لم تركن في يوم من الأيام ولن تلتفت ولن تعاتبهم, وستسامحهم وتقف إلى جنبهم عند الحاجة, لكن هذه الطريقة تعد من الدونيات التي لا يمكن الوثوق بأصحابها, سيما إن الساحة أثبتت تقبلها للمشروع فيما أدرات ظهرها للصراخات والشعارات المبنية على طريقة (ها خوتي النشامة)!
أخيراً..إن المؤشرات الأولية تشير إلى تعافي تيار شهيد المحراب, وسيكون له تأثير كبير في هذه الإنتخابات, وأعلنا بأننا سنقوم بالخطوة الأولى التي من شأنها لملمة الصفوف, إلا وهي أعادة ترتيب وهيكلة التحالف الوطني, فنحن وحدنا الساعون للوحدة سواء ونحن وحدنا الذين تنازلنا عن كل شيء وفي قوتنا من أجل الوحدة, ومن أجل العراق الجديد والعملية السياسية التي بنيت بسواعد رجالاتنا وتضحياتهم, لذا فنحن أحرص الناس, ودونكم التاريخ تصفحوه بتجرد وبدون حقد, وهذا الحاضر الذي أنفردنا به بمشروعنا الراقي والقادر على النهوض بالواقع, والمستقبل سيعزز كل ما نقوله بالفعل..