استخدم بعض الفاشلين دعاية انتخابية مملة وسطحية ومكشوفة تتراوح محاورها بين تسقيط المنافسين وتبرير الفشل الذي يعانون منه ، وهذا اسلوب معروف ينتهجه الحزب او المرشح الذي ثبت فشله سابقا فتحول من فاشل عادي الى رمز للفشل والفساد واللا ابالية ، وهنا من الفائدة توضيح كيفية تعامل هذا النوع من الساسة والاحزاب مع منافسيهم ، علما بأن المحرك الوحيد لهم هو خوف فقدان السلطة ، فهناك عدة اجراءات سياسية مشتركة تجدها متوفرة لدى كل فاشلي العالم وكأنهم من أمة واحدة مع التباعد الزماني والمكاني ، فهي صفة تتحول الى مدرسة سياسية عالمية اهم مرتكزاتها : ١- لعدم امتلاك الفاشلين منجزا يفتخرون به ويجذبون اليهم الناخبين يسعون عادة الى وصم منافسيهم بالفشل ! مع ان هؤلاء المنافسين لم يجربوا يوما العمل التنفيذي ! ومثلهم كمثل الحكم الذي يرفع الكارت الاحمر بوجه لاعب مازال في في الاحتياط ولم يشارك في اللعبة بعد ! انهم يعانون الشعور بالفشل فيرسمون للمنافسين صورة الفاشل التي تنطبق عليهم من باب الاسقاط النفسي . ٢- من اجل رسم صورة الفاشل للمنافس يعتمدون على تجميع الاكاذيب والتهم والاختلاقات حول المنافس وقذفها الى ساحة الرأي العام لاسقاط اعتباره ولا يتأثر بمثل هذه الاختلاقات الا الأميون او السذج اما العارفون بشؤون البلد فيدركون انها دعاية تسقيط وعادة تعطي هذه الدعاية نتائج معكوسة فتؤدي الى اسقاط القائمين بها فقط دون المستهدفين الذين يفوزون بالتعاطف الشعبي . ٣- اصحاب هذا المنهج يعانون من تفكك داخلي في حركتهم السياسية لان العنصر الوحيد الذي يجمع بين اعضاءهم هو المصالح والمنافع وينشأ بنهم صراع وحشي على تلك المنافع وتسود الانشقاقات الصامتة التي تؤدي الى انهيار تنظيمهم ، وهم يفتقرون عادة الى روح الولاء والتآخي والثقة المتبادلة . ٤- يعتمدون اثارة الازمات وسياسة المشاغلة وتحويل الاضواء وابقاء الرأي العام في حالة انتباه الى عنصر محدد وفي حالة توتر وتوجس من اجل استغفاله ومنعه من التركيز على القضايا المصيرية التي تشهد فشلا متكررا . ٥- يرسمون لأنفسهم صورة الضحية التي تعاني من غدر الآخرين ومؤامراتهم فترى الفاشلين دائما يقولون لولا فلان ولولا غدر علان وعداوة فلان لاستطعنا ان نحقق المستحيل ، نعم يقولون دائما ان شركاءنا هم السبب في الفشل لانهم يمنعوننا من النجاح ويمنعوننا من محاسبة المقصرين منهم . وهذا منهج معروف اساسه تعليق الاخطاء على شماعة الآخرين والتبرؤ منه . ٦- الفاشلون يحتقرون شعبهم ويعدونه جاهلا وانه قابل للشراء بوعد كاذب او كلام معسول او قطعة ارض او مبلغ من المال او تعيين في دائرة وما الى ذلك ، لذا يكثر في ايام الانتخابات اؤلئك الذين يوزعون قطع اراض وتعيينات في وظائف وتوزيع مضاريف فيها نقود ، لكن بالنتيجة يكتشف الضحايا ان الاراضي والوظائف هي اوهام واكاذيب ولا وجود لها في دوائر الحكومة المختصة ، فتحدث الصدمة قبل الانتخابات فيتحول الامر الى عنصر طرد وليس جذبا . ٧- الفاشلون يسعون جاهدين للحصول على دعم من المرجعية الدينية ولأن المرجعية قالت كلمتها واكدت ضرورة انتخاب الاصلح لذا يسعون الى تحريف دعوتها بالتزوير وخطأ التأويل وهو أمر مكشوف ايضا ، فيقولون ان التغيير الذي تقصده المرجعية هو الانتقال من حكومة المحاصصة الى حكومة الاغلبية السياسية ! وهو تاويل واضح البطلان . نعتقد ان الدعاية الانتخابية المبنية على برنامج واضح ووعود منطقية تتناسب مع قدرات البلد هي التي ستنجح ، والمرجعية رفعت شعار التغيير ودعت الناس الى استبدال الفاشلين والفاسدين وقالت ان الاصلاح يعني تقديم الخدمة للمواطن وانتشاله من الواقع السيء وليس التركيز على معنى حكومة الاغلبية السياسية بدل المحاصصة وما الى ذلك من االتـأويلات المضللة او غير ذلك من المختلقات التي يدعيها البعض بما يلائم اهدافه .