* أصدرت الكثير من الدواوين بالاضافة الى القصائد المتفرقة ـ التي لم يضمها ديوان ـ ألا تعتقد أنك قلت كل شيء واكتشفت كل شيء!؟
ـ أني لحد الان لم اكتب الشيء الذي اريده ولا زلت احاول!
* كتبت الكثير عبر زوايا صفحات الصحف ودافعت بضراوه عن الشعر الشعبي محاولاً رصفه الى مصاف الشعر الفصيح فهل تعتقد ان الشعر الشعبي في خطر امام هذه التحديات الحداثوية ومحاولة الابتعاد عن العامي من الأفكار والالفاظ عبر مفهوم (ألأدب الرفيع)؟
ـ كنت ولا زلت ادافع عن مكون أساسي في الثقافة العربية الا وهو الشعر الشعبي لاسباب عديدة كون هذا النوع من الشعر ظلم حتى من الذين كتبوه ـ وقد أتهم بالتخلف لأن الذين كتبوه وابدعوا فيه لا يحملون الشهادات العليا أضافة الى الظلم الذي تعرض له الشعر الشعبي من خلال اصدار قانون منع نشر الشعر الشعبي الذي اصدره النظام السابق ولا زال نافذ المفعول بحيث لا يسمح بطبع دواوين الشعر الشعبي في دار الشؤون الثقافية التابعة لوزارة الثقافة وبخصوص الحداثوية فأن الشعر الشعبي والشعر الفصيح خطان متوازيان يغالطان النظرية الحسابية وتلتقيان بأكثر من مكان.
* عندما نعود بذاكرتك الى الماضي والى دواوينك البكر وبدايات شعرك أي الدواوين يكون لها الحضور الأكبر في خاطرك؟
ـ أنا أجد نفسي في كل دواويني الشعرية لانها ولدت من صميم روحي ووجداني ومأساتي ومأساة بلدي وفرحي وفرح الآخرين لكن مجموعتي (المعاضد) تبقى هي الأم لبقية مجاميعي الشعرية.
* تصنع أفكار قصائدك عبر أسئلة فاجعة هي أسئلة الأنسان في مواجهة الواقع وحركه الاشياء وفي العلاقة بهذه الاشياء محاولاً صناعة فضاءك الشعري الخاص، والذي هو فضاءاً أنسانياً بحتاً، كيف تعلق؟
ـ الانسان هو هدفي واسئلتي الفاجعية هي تعبير حقيقي عن ما مر به الانسان العراقي والعربي وكذلك الانسان في أغلب بقاع العالم اما كيف أصنع فضاءاتي الشعرية وقصائدي هي التي تضع تلك الفضاءات.
* تجربة الحداثة ـ وأنت من دعوا اليها مبكراً ـ والتنويعات عليها، كيف تراها الآن؟
ـ الحداثه في مجال الشعر الشعبي أعطت ثمارها من خلال ما كتبه الشاعر الكبير مظفر النواب وعندما بدأنا نكتب الشعر الشعبي في السبعينيات وجدنا العديد من تلامذة الشاعر مظفر النواب وعلى رأسهم الشاعر شاكر السماوي وأخرين يكتبون الحداثة وكنت منذ بدايه كتابتي للشعر أمارس كتابة هذا اللون من الحداثه ولا زلت مع أني كتبت كل النماذج (الكلاسيكية) في الشعر الشعبي.
اما الحداثه في الشعر الشعبي اليوم فهي بوضح لا تحمد عليه منذ ١٩٨٠ ولحد الآن.
لان الشعراء الشعبيين غلبت عليهم القصيدة الهتافيه والتعبوية للحروب وما مر في العراق من حصارات واحتلال وأرهاب وطائفية.
* أمتاز أسلوب قصائدك بدلالاتها الخاصة والنفس الشعري المميز فهي (عماريات) كريم راضي العماري فقد منحتها أفقاً واسعاً من الحرية والبوح فالى أين تأخذك الحرية؟؟
ـ سأعمل كل ما بوسعي من اجل ان اواصل الكتابة بحرية وثقة بالنفس لعلي استطيع أن أصل الى الناس.
* نجد في قصائدك أنك تمنح اللغة حيويتها وتعطيها هوية العصر نائياً بها عن السرد محاولاً خلق طبقة كاملة من الكلمات التي تغمرنا بأيمائها متمرداً على الصياغات الموروثة، كيف تفسر ذلك؟
ـ أنا أحاول منذ بدء كتابتي للشعر الشعبي ان أقترب من اللغة العربية الفصحى حتى استطيع ان اوصل ما أريد الى أكبر عدد ممكن للقراء والمتلقين كذلك احاول ان أبتعد عن المفردات الشعبية المفرقة في المحلية والتي لا تعرف الا في مناطقها وبيئتها.
وقد حققت الكثير في هذا المجال بحيث ان مجاميعي الشعرية طبعت وقرأت من قبل الانسان العربي في عديد من الاقطار العربية بشكل سلس.
* تدور قصائدك حول المرأة حتى تكاد تهيمن عليها فهي حاضره على الاغلب في كل قصيدة صراحة أو ضمناً، فهل المرأة ضرورية في صناعة القصيدة ومن هذه المرأة؟
ـ القصيدة التي لا تكتب للمرأة تولد مييته وهنا لا يسعني الا ان أقول قبلاتي لحبيبتي.
* الشعر نهر يغير أمواجه في كل لحظه كما قيل كيف تنظر الى هذه الرؤيا ضمن منظار الحداثة فهل هناك حداثه بعد ما توصل اليه الشعر الان، كيف تتنبأ ذلك؟
ـ بالضرورة الحداثة مستمرة كلما تطور وعي الانسان وثقافته والشعر كان وسيبقى بحراً والشعراء يصون فيه.
* لقصائدك سلطة شعرية فهي قصائد متمردة نافرة، صعبة الأنقياد على مفهوم المضامين ـ فمن اين تاخذ سلطتك الشعرية؟
ـ أنا أحترم رأيك في هذا المجال ولا استطيع ان احكم على ما ذكرت بشكل مباشر لان سلطتي الشعرية تأتي من شيء أسمه الحب.
* لقد كتبت الكثير وعاصرت الاجيال الشعرية باختلافاتها وشاركت في المهرجانات الشعرية وتسمنت مواقع مختلفة من العمل الاداري والثقافي ماذا بقي وماذا راح، اين الثوابت واين المتغيرات؟
ـ كل شيء بقى وسيبقى ما دمت حياً وما دمت أكتب بصدق للوطن والانسان وحبيبتي ـ المتغيرات يجملها الزمان والمكان وقصائدي ستبقى طليقة في كل زمان ومكان. اما بخصوص العمل الاداري والوظيفي فأنا لا أصلح للعمل الوظيفي والأداري لانه يأخذ من جرف قصائدي ويضيع علي الكثير من الوقت الذي أحتاجه للقرأه والكتابه والحب.
* كشاعر وشاهد عصر الى اي مدى كان الابداع معبراً عن تفاصيل المجتمع اوجاعاً وآمالاً واستشراقاً للمسقبل؟
ـ كان ويبقى الابداع معبراً عن أدق مكونات المجتمع وتفاصيل حياتهِ في جميع الجوانب لأن الابداع روح الحياة ولان الابداع هو الاستشراق الجميل لمستقبل الانسان.