بالله عليكم، لا تقولوا ان كلاماً من هذا النوع يمثل طعنة في ظهر قواتنا المسلحة لأنه يؤثر في معنوياتها فيما هي تخوض معركة وطنية ضد الارهاب، فاستمرار المجاميع الارهابية في التحرك بيسر وسهولة أينما أرادت وحيثما شاءت، والفشل في وضع حدّ ونهاية للاستهتار الارهابي بأرواح العراقيين ودمائهم ومصادر عيشهم ورزقهم، يمثل كلّ منهما طعنة نجلاء في ظهر كل عراقية وعراقي، مدنياً كان أم عسكرياً... هذا الانفلات الارهابي يؤرقنا جميعاً ويضرب نفوسنا وضمائرنا في الصميم على نحو موجع... اننا نريد الاستقرار والسلام والعيش الرغيد بعد طول معاناة مع الحروب والفقر والتخلف.. نريد أن نعيش حياة طبيعية كسائر البشر، متمتعين بالثروة الهائلة لنفطنا وزراعتنا ومياهنا وعقولنا... نريد خاتمة سعيدة لآلامنا وأحزاننا ومآسينا وويلاتنا المديدة.. لا نريد أن تُصبح كل مدينة من مدننا وكل قرية من قراهنا كربلاء، ولا كل يوم من أيامنا عاشوراء.. حتى الحسين لا يقبل بهذا، فهو لم يثر من أجل أن نعيش، نحن العراقيين، المحنة الى أبد الآبدين والسير على طريق الجلجلة الى ما لا نهاية.
بالتأكيد هناك خلل ما يجعل قواتنا المسلحة التي يزيد تعدادها عن المليون رجل غير قادرة على وقف الارهاب عند حده.. وهذا الخلل لابدّ أن يكون في التخطيط أو في الإدارة أو في التنفيذ.
في عزّ قوتهم وفي ذروة ضعف الدولة العراقية، لم يتمتع البيشمركة الكرد بالمرونة التي يتمتع بها الداعشيون الآن، مع ان البيشمركة كانت الطبيعة (الجبال) سنداً مكيناً لهم، فيما داعش والجماعات الارهابية الأخرى تعمل وتتحرك في أرض مكشوفة، صحراوية أو سهلية.
لماذا يجري الذي يجري؟ .. هذا السؤال ينبغي أن ينشعل به الجميع: الحكومة، مجلس النواب، القيادات العسكرية والأمنية، الاحزاب السياسية الحاكمة وغير الحاكمة، المنظمات الاجتماعية والنخبة الثقافية .. نعم يجب أن ينشغل به الجميع لأن الأمر يتعلق بحياة شعب يزيد تعداده عن ثلاثين مليون نسمة وبأمنه ومستقبله ومصيره، ولأن المسلسل الدراماتيكي امتد الى أطول مما ينبغي بكثير جداً.
هل نحن عاجزون حقاً؟ كيف ولماذا؟ هل هناك تقصير؟ من المسؤول؟ .. كيف نتجاوز العجز ونعالج التقصير؟
كل الأجوبة عند الحكومة والبرلمان، وليس لدى غيرهما.