يُفترض بوكالة الاستخبارات أن تحمي الناس وتصون حياتهم و ممتلكاتهم من خلال اتخاذ خطوات و إجراءات استباقية ضد الإرهاب و الإرهابيين ، فهذا هو الشغل الأساسي والرئيسي لجهاز المخابرات و الاستخبارات ، ولكن أما أن تُستهدف وكالة الاستخبارات هي نفسها ، وفوق ذلك ، في عقر دارها *!! ، فتلك هي في الحقيقة قمة المهازل المتجسدة بين الاستسخاف الوظيفي و الجهل المهني وبين العقلية المغيبة بين الخرافات و اللامبالات !..
ففي عهد النظام السابق كان الناس يجهلون أين تقع مقرات وكالات الأمن و الاستخبارات أو المخابرات ، وأن عرفوا ذلك ، فكانوا يتجنبون التواجد أو المرور من قربها ، و يا ويل لمن يقوده حظه العاثر بالمرور سهوا من هناك ! ، ناهيك عن مجرد التفكير بالتجرؤ على تفجيرها أو استهداف أفرادها و عناصرها ، أما الآن وفي غياب المهنية و الهيمنة الحزبية و السياسية الجاهلة والقائمة على حساب غياب الاحترافية المسلكية ، فلم يُعد هناك يوجد فرق بين بائع بطيخ وبين رجل أمن جدير ، بحيث أصبح العكس هو الصحيح : أي الإرهابيون هم الذين يطاردون رجال الأمن والمخابرات والاستخبارات ويستهدفونهم قتلا واغتيالا و تفجيرا أو خطفا مهينا ..
فثماني سنوات من إشراف مباشر و توجيه مثابر !! ، على جهاز المخابرات و الاستخبارات من قبل القائد الأوحد ، يبدو الأمر على النحو التالي :
ـــ تيتي تيتي روحتي مثلما أجيتي .. يعني من عهد المالكي الأول حتى عهد المالكي الثاني !!..