نظن بأن أفضل عمل ممكن أن يقوم به السيد رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي هو فتح تحقيق موسع و جدي حول حيثيات و أسباب و ذيول عملية مؤامرة سقوط الموصل وما تمخض عن ذلك من كارثة وطنية كبيرة أدت إلى انهيار الجيش العراقي و مقتل الآف و تهجير الملايين من المواطنين ، ثم كشف حقيقة " الأبطال" الأشاوس الذين لعبوا دورا في هذا الانهيار الكارثي سواء بشكل تآمري مقصود أو عن البلاهة و السذاجة أو تنفيذا لأوامر فوقية ..
إن ما حدث في الموصل و ما تمخض عنها من نتائج كارثية لهي أكبر بكثير من أية خيانة وطنية ـ، بل تتجاوز كل المسميات لأنها ببساطة قد اضحت كارثة وطنية عامة تعاني و تعذب من تبعاتها كل المكونات العراقية و بالأخص لأقليات منها ، فمن هنا يجب التشديد و المطالبة بتوضيح ملابسات و ظروف هذه الانهيار و الهزيمة التاريخية أمام أحقر المخلوقات انحطاطا و بربرية ووحشية ومساءلة كل من له دور في هذا الانهيار و الهزيمة و الكارثة الوطنية الشاملة ..
أن الكارثة الوطنية المتجسدة بسقوط الموصل بيد عصابات داعش وما تمخض عن ذلك من مجازر جماعية و عمليات اغتصاب و سبي و تهجير الملايين من الأسر المسالمة المعانية الآن من شتى أنواع الصعوبات و المشاكل المعيشية و السكنية ، يجب أن لا تمر مرور كرام و بجعجعة كلام فقط ، إنما بتشكيل لجنة تحقيقية جدية لكشف الحقائق و محاسبة المقصرين و إحقاق حق الضحايا و ذويهم المفجوعين ..
فمن العار و الخزي على العراقيين أن يسكتوا على هذه المهزلة التاريخية و المفجعة التي ارتكبت في الموصل و التي بسببها يعاني الملايين من العراقيين حتى هذه اللحظة بسبب مجازر سبايكر و سنجار و صقلاوية و غيرها و عيش الملايين من النازحين وسط المستنقعات و الأوحال والحرمان من أبسط المستلزمات الحياة الضرورية و العصرية ..
فعلى أولئك الساسة الفاشلين و الضباط الخونة و المهزومين الذين سببوا كل هذه المعاناة الفظيعة و الرهيبة للملايين من العراقيين أن يدفعوا ثمن ذلك غاليا ..