لقد أثار مراجعي مقال أستاذنا الدكتور هادي عبد الله المنشور في جريدة المونديال الموسوم (ظلمنا أستاذنا ألبدري من حيث أردنا تكريمه )بسبب ثقافة الجحود الموروثة لدى الشعب العراقي تجاه أبنائه المبدعين فمن قبله كان ألجواهري الكبير شاعر العرب الأول ومتنبي العصر الذي يستقبل استقبال الرؤساء عندما يحل ضيفاً على اي بلد وفي العراق يسقطون عنه الجنسية العراقية حتى مات غريبا بسوريا ودفن في مقبرة الغرباء!
وقبله بدر شاكر السياب عاش غريباً في بلده وهكذا نازك الملائكة وعبد الوهاب ألبياتي وهلم جره من رجالات العراق وكفاءاته الذين احتوتهم زوايا النسيان ولذلك خسر العراق الكثير من الطاقات والمواهب المبدعة التي لو تم احترامها وتقديرها لساهمت في دفع عجلة التطور في الكثير من جوانب حياة العراقيين ونحن بظلمنا إياهم ظلمنا أنفسنا لا ن الحكمة تقول ( أن الأمة التي لا تحترم رجالاتها فاتها من حظها الكثير).وليس غريباً أن نلاحظ القصور الغير متعمد في تكريم أستاذنا الكبير مؤيد ألبدري كونها نتيجة طبيعية لأننا لا نستطيع أن نؤدي عرفاً لم نألفه والجاهل بالشي معذور ،فثقافة تكريم الأحياء غير مألوفة في الوسط العراقي وتظهر على محيانا حمرة الخجل بيد أننا نجيد تكريم الأموات وقراءة سورة الفاتحة على أرواحهم والبكاء والنحيب عليهم أمام كاميرات القنوات الفضائية،وهذا ما أرسل رسالة لجميع الكفاءات العراقية سيما الرياضية عدم وجود بيئة راعية للكفاءات والنخب الرياضية تشجعها على العودة إلى الوطن والعمل على تطوير الرياضة العراقية عبر استثمار الخبرات والمؤهلات التي تمتعت بها تلك الكفاءات بفعل احتكاكها بمدارس رياضية مختلفة طيلة أيام المهجر ، وبذلك فقدت كفاءاتنا حافز العودة إلى العراق ولأاعتقد أن أحدا من الوسط الرياضي يتعمد القصور بقصديه ذلك ، وهذا ما يدعونا إلى لملمة البيت الرياضي العراقي وإصلاحه من خلال معالجة الثقافات الخاطئة الموروثة والمستحدثة ، فهو لم يصل إلى مرحلة اليأس وان المفاهيم والسلوكيات الغير صحيحة تستشري عندما لا تجد من يعالجها ونحن نفخر أن هناك في الوسط الرياضي من هو حريص كل الحرص على خدمة الرياضة العراقية وكلنا أمل أن يسعى القائمين والمسئولين على الرياضة العراقية بتوفير ضمانات حقيقة قادرة على جذب العقول والكفاءات الرياضية العراقية والعودة بها إلى الوطن ودفع عجلة الرياضة العراقية إلى الأمام واللحاق بركب الآخرين ولاضير أن نذكر اللجنة الاولمبية العراقية وهي تناقش مع اتحاداتها ميزانية العام الحالي أن تخصص مبالغ لتلك الاتحادات كنثرية سنوية لإقامة حفلات التكريم للشخصيات الرياضية التي قدمت وخدمت الرياضة العراقية وهم بين ظهرانينا لان ذلك يبعث في نفوس هؤلاء الرياضيين الشعور بالراحة ويشكل للأجيال حافز للاقتداء بهم وان كانت هذه الخطوات متأخرة (ولكن أن تأتي متأخرا خيراً من أن لاتأتي)