بعد إثني عشر عام على التغيير, والإطاحة بأعتى الأنظمة الديكتاتورية الشمولية, لم تشهد الساحة العراقية تطورا ملحوظا, سواء أكان سياسيا أو أمنيا أو إقتصاديا.

بسم الله الرحمن الرحيم

تتقدم المفاوضات حول الملف النووي الايراني، والارجح ان يصل الفريقان لاتفاق حول التفاصيل قبل نهاية حزيران القادم.. وتتكاثر وفود من الدول الغربية والعربية الى ايران لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، ومنها شركات امريكية.. وفي اليمن هناكدعوات لمؤتمر حوار تحضره كافة الاطراف اليمنية بما في ذلك "انصار الله- الحوثيون" وهذه اشارات سلام.. بالمقابل اتهامات متزايدة بـ"الميليشيات" ومشاريع تقسيم متعددة.. واستمرار العمليات العسكرية الجوية على اليمن تقابلها تهديدات من "انصار الله" بنقل المعركة الى الارض السعودية، كما نقلت الاخبار، وهذه اشارات حرب.

يحلو لبعض المسؤولين أن يصوّروا جلوسهم على كرسي السلطة بأنه جلوس اضطراري، لم يكن يريدونه ولم يسعوا إليه يوما، ولو خيروا بين السلطة وابسط وظيفة لاختاروا الثانية لأنها تريح أعصابهم وتجعلهم يتفرغون لكتابة مذكراتهم، ومن يسمع تصريحات البعض منهم سيتصور أن العراقيين وقفوا على الأبواب يذرفون الدموع ويلطمون الخدود ويستحلفونهم بكل عزيز من اجل أن يستمروا في جلوسهم على كرسي المنصب.

ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﻋﺮﺑﻲ – ﺻﻬﻴﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﻋﺮﺑﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺒﻴﺐ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻷﻣﺔ .

ما من سبيل واضح في الأفق يمنح الناس فرصة حقيقية للوقوف بجدية كبيرة ضد سياسة الحكومات العراقية المتعاقبة منذ ٢٠٠٣م , وإلى الآن ومعها مسؤولي الدولة من الدرجة الثانية والثالثة و…تلك السياسة القائمة على أساس الاستخفاف بعقول الناس وتسفيه آرائهم أو بالعراقي الصرف { استزواجهم }.. مادامت الدولة قادرة على الخداع والكذب دون رادع أخلاقي أو قانوني أو ديني يذكر… .

أهمية الشرق الأوسط تأتي من حجم تأثيره الأقتصادي، سواء لما يتمتع به من مخزون نفطي، أو من موقعه الإستراتيجي في خارطة العالم، هذا الأمر الذي جعله محوراً للصراع العالمي، نظراً للفائدة المرجوة من السيطرة عليه.

التسامح سمة إنسانية؛ كلمة كبيرة؛ فعل عظيم؛ وهي موجودة قولاً وفعلاً في تاريخ المسلمين والعرب، لكنها ليست حاضرة في الوقت الحالي، فمبدأ التغالب وطلب الثارات، لا ينتصر عليه مبدأ أخر عند أغلبية الناس.

هكذا تطبع معظم شعبنا العراقي؛ على أطباع بعيده عن القيم الإنسانية والرسالة الإسلامية السامية، التي رسمها لنا الباري عز وجل، من أجل وضع كل شيء في نصابه الصحيح، والتعامل بمصداقية ازاء الأحداث والمستجدات كلا حسب موقعها، وقراءة أبجدياتها وفهم ملامحها وتحديد صورتها بشكل وأضح، ولا سيما ونحن نمر هذه الأيام بسحابة التشوية والتسقيط والإنتقام.

لا شك ان اميركا تتمنى تقسيم العراق وتقسيم دول المنطقة والجميع يعرف الخطة وخلفياتها ، وما يسمى بالشرق الاوسط الجديد او الكبير هو عبارة عن دويلات صغيرة متحاربة ناتجة عن تفتيت دول المنطقة الحالية لكي تصبح اسرائيل هي محور الشرق الاوسط وشرطيه الدولي ، كل من يتحدث عن الاعتدال والحوار…

برغم الرماد، وبرغم شدة النيران، دائما يكون شخص ما يعمل بصمت، ليخرج في نهاية المطاف، معلنا عن انجازه، في العراق لدينا حكايا، عن ما سلف، لا سيما في المجال الاقتصادي، اذ قد تكون الأمة العراقية منشغلة بمصيبة داعش، ونكسة الحكومة السابقة، فلا وقت لديها ان تفكر بتطوير الملفات الاخرى غير الملف العسكري والسياسي، لا وقت لديها ان تمنهج عملها، بين سلاح وقلم وعقل.