وقال المالكي في كلمة القاها خلال المؤتمر الثاني لشيوخ عشائر العراق الذي عقد في مبنى وزارة الداخلية في بغداد " لايوجد اي تعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية بل العكس أي خطوة تتخذها السلطة التنفيذية تصطدم بواقع السلطة التشريعية وهناك حرب وعداء وفشل هائل للسلطة التشريعية وان فشلها سيجعل الحكومة لاتستطيع ان تقوم بدورها وهذه كلها تحتاج الى وجهة نظر ولاحسم للامر الا بالاغلبية الوطنية السياسية حتى يكون البرلمان مساعد للحكومة الذي اصبح اكبر عقبة امام الحكومة وبدون ذلك فمن الصعب جدا ان تنهض الحكومة بدورها ".
وأضاف " اننا يجب ان لانقف موقف المتفرج العاجز وانما موقف المسؤول ومن لايتحمل المسؤولية في هذا الزمن الحساس عليه ان يعلن ذلك وان لايبقى في موقعه وما نشهده من بناء واعمار وتطور ومحاربة الخارجين عن القانون انما كان من التفاته وانتباه من ابناء العشائر الذين اختصروا الزمن باخراج القوات الدولية من الاراضي العراقية ومواجهة الخارجين عن القانون واعطوا درسا لاينسى في موقف تاريخي لحماية العراق وخروج البلد من اتون حرب طائفية قذرة ".
وأشار المالكي الى ان " مشكلتنا الان اصبحت اكثر تعقيدا من السابق فكانت المشكلة في العراق فقط ولكننا اليوم اصبحنا نعاني من مشاكل ما تمر به المنطقة وانعكاسها في العراق وعادت الطائفية مصدرة الينا وهذا ما يعطينا درسا بان الطائفية ستبقى هي المركب لتفتيت العراق والتي يراد منها تقسيم البلاد والعباد واراقة الدماء ليرتاح العدو الذي لا يقلق لاننا نحن ننوب عنه في تهديد بلادنا وتقسيمها ".
وتابع " والخطر على العراق اليوم هو خطر المنطقة وما تعيشه من تحديات طائفية بل حتى اصبحت داخل المذهب الواحد وما نسمعه اليوم من اصوات طائفية نشاز غريبة عن الذوق العراقي والتاريخ والاخوة فقد مررنا بازمات في النظام السابق وعمليات قتل وسفك للدماء واسلحة كيمياوية وقتل علماء وشهداء وبنظام ضيع البلد بحروب داخلية وخارجية كنا نقول النظام والحاكم ولم نقل السنة او الشيعة او الكرد ولم نسمع هذه الاصوات على منصات التظاهر وهذا الكلام غريب جدا عن ذوق العراقيين وتاريخيهم اذن فمن هؤلاء ومن جاء بهم ولماذ الان ومن يمثلون واي بوابة دخلوا اليها ولماذا استجاب هؤلاء للمنطق السيء ".
وابدى رئيس الوزراء شكره للعشائر لتصديهم في اشد المناطق حراجة وقال "لكن نحن امام قوة وصمام امان في الدور الذي تنهض به العشائر والتي قالت لا ..قفوا عند حدكم واين تريدون بالبلد وما هذا الاتهام والشتيمة واي اموال واي دولة واي مخابرات تحرككم في هذا الاتجاه وذاك وماهذه الظاهرة ".
وقال " سمعنا بجيوش جديدة وللاسف اساءوا فيها للعشائر بتشكيل جيش اسموه "جيش العشائر" ونسال من الذي جهز ومول ومن الذي كان يقف خلف الفكرة ومن الذي يستطيع ان يشكل جيشا والله لولا حرصنا على الدم العراقي وباملنا الكبير للذين يتصدون لهولاء الخارجين على القانون ورغبتنا بمعالجة الامر بالحكمة فهم لايشكلون شيئا امام الدولة ".
وأضاف المالكي " اننا نرى استعراضات عسكرية في ساحات الاعتصام ولكن اذا ما تصدت العشائر لها ووقفت الى جنب الجيش يقال عليهم ميليشيات وهم يستعرضون في ساحات الاعتصام فهي ليست ميليشيات ويبيعون ويشترون بالسلاح فنقول ان تلك هي الميليشيات اما العشائر كانت تقوم بدور مشرف ومساند بوقوفها الى جنب الدولة في معارك البصرة والموصل والانبار ".
وبين رئيس الوزراء " وبالامس كانوا يطالبون بحقوق قوات الصحوات ونحن لن نتخلى ابدا عن الذين وقفوا مع الحكومة من ابناء العراق في الاوقات الصعبة ولكن اليوم لوقوفها مع الاجهزة الامنية اصبحوا متهمين وبصفاقة يقولون اقتلوهم ونقول نحن اصبروا لان العراق اكبر من ان يستدرج بسهولة وهمنا المحبة والوئام والبناء ووحدة العراق وسيادته ونريد ان نبني ونعمر ولانريد ان نستهلك في الحروب الداخلية الذين يقودونا اطفال جهلة ومع الاسف الشديد اصبحوا في مواقع متقدمة في الدولة ".
وأشار الى ان " الخيانة من مواقع متقدمة هو من يضعف الدولة وكل مسؤول هو ملك للشعب وليس ممثلا لقوميته او مذهبيته فعار على مسؤول في الدولة يتحدث بلغة طائفية فليخرج من موقع المسؤولية وليذهب لمستنقعات الطائفية لنعرف من هو اما ان يتسفيد من موقعه في الدولة ويتحدث بالطائفية فهو امر مرفوض ونقول لهم لاتجعلوا مواقع الدولة مواقع لاحزابكم ولقومياتكم ولمذاهبكم ولمخابرات الدول الاقليمية والدولية التي تمثلونها فالعراق اعز واكرم وليعلم الجميع لو حصل تمزيق للعراق على ما نسمع في هذه المواقع فنهم لن يكسبوا شيئا ولايكسب احد شيئا وتدخل البلاد في حرب لانهاية لها وتتمزق ليس على اساس اقاليم كما يريدون ويدعون وانما على تكتلات صغيرة من قوميات ومذاهب وعشائر ".
وأشار رئيس الوزراء الى ان " قوتنا هي النظام السياسي الذي اتفقنا عليه ففيه الحرية والديمقراطية وبالامس خرجنا من انتخابات فاز فيها من فاز وخسر من خسر وهذه هي الطبيعة العامة للحياة السياسية فنظامنا السياسي لا انقلابات فيه ولايعتمد الطائفية وانما نحن من اقحمنا الطائفية به ودستورنا على ما فيه من كلام يحتاج الى تعديل ولكن عبر القنوات الدستورية ".
واستطرد قائلاً " فاليوم يقتل العراق ويجمد عمل الحكومة والبرلمان الذي اصبح مسجى لاننا اتجهنا خارج الدستور وذهبنا الى المحاصصة تحت عنوان الشراكة التي تحولت من مفهوم طيب حيث يشترك الجميع في تحمل المسؤولية الى ان اصبح لدينا رؤساء وزراء ورؤساء جمهوريات ورؤساء مجلس نواب وليس رئيسا واحدا هل هذا يبني بلدا؟ فلنعد للدستور وننهي التوافقات ونسميها شراكات دستور يحكم ونظام سياسي قائم على ارادة الشعب ".
واستدرك رئيس الوزراء قائلا " ولكن المحاصصة والطائفية ربما اثرت في بعض الاجهزة الامنية ولكن من نعرف انه يتعامل في اطار مسؤوليته على خلفية طائفية ويميز بالمذهبية والقومية فهو سيحال الى القضاء ويحاسب ويطرد ولدينا اليوم جيش يحمي العملية السياسية والوطن وليس جيشا مسيسا كالجيش في النظام السابق ".