وقال السعدي في ،بيان وتلقت "شبكة فدكـ" على نسخة منه، "خطابي إلى الحكومة والسياسيين في العراق أقول لهم: اتقوا الله في العراقيِّين، ولا تزجوا بهم في مصالحكم الشخصية والسياسية، وأوقفوا الإعدامات، والاعتقالات، والمداهمات، والتعذيب في السجون والاغتصاب لانتزاع الاعترافات الكيدية القسرية".
وأضاف "لا تُنَمُّوا روح الطائفية في خطاباتكم، واتركوا وصف العراقيين بألفاظ بذيئة واتهامات لا صحة لها، وتجنبوا أساليب التهديد والترهيب، ولا تُفرِّقوا في تعاملكم بين العراقيين على أساس الدين أو المذهب أو القومية، وقدِّموا الخدمات للعراقيِّين الذين حُرِموا منها عقدا من الزمن بدلاً من هذا التنازع السياسي".
وعا السعدي الحكومة الى تقديم الاعتذار "لعوائل الضحايا من الشهداء الذين سقطوا بنار الجيش في الفلوجة والحويجة والرمادي وغيرها على حدٍّ سواء، وقدِّموا الجُناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، وعوِّضوا أهالي الضحايا بالتساوي، ولا تُفرِّقوا بين حالة وأخرى، فقد أساءني ما حصل من تمييز بعض الشهداء عن بعض يالاهتمام والتعازي والدعاء والمُطالبة بقاتليهم؛ مِمَّا يؤصِّل روح الطائفية في النفوس".
وحذّر السعدي الحكومة بالقول "إيَّاكم والمساس بالمتظاهرين جميعا ماداموا مُطالبين بحقوق العراقيِّين دون تمييز أو تهميش".
ولفت السعدي الى ان "الحكومة إذا أصرّت على موقفها وعِنادها وعدم الاستجابة لحقوق العراقيين فربما أُفكِّر بالتزام الصمت وأترك الأمر لله ثم لأهل الحقوق فلم يبق عندي ما أقوله بعدما أعلنتُ بياناتي الصريحة في وسائل الإعلام ونشرتها في موقعي الإلكتروني".
هذا ويعتصم الالاف من ابناء المحافظات الغربية سلمياً منذ أكثر من ١٢٠ يوماً احتجاجاً على الاعتقالات وتهميش المكون الذي ينتمون اليه حسب ما يقولون، ولكن هذا الحراك سرعان ما تغير الى مظاهر مسلحة وتشكيل مجاميع من القبائل عقب اقتحام القوات الامنية الشهر الماضي ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة في كركوك.
وقرر العشرات من شيوخ العشائر الانسحاب من ساحة الاعتصام ورفع الخيم التي نصبت بعد مقتل خمسة جنود عراقيين على يد مسلحين من ساحة الاعتصام.
وأمهلت قيادتا شرطة وعمليات الانبار ومجلس صحوة العراق المعتصمين ٢٤ ساعة لتسليم الجناة الى القضاء او اللجوء الى خيارات الحسم العسكرية، وقد مددت المهلة ليصل مجلس محافظة الانبار الى تسوية بين المعتصمين والاجهزة الامنية بتسليم القتلة وتفتيش ساحات الاعتصام.
ويحذر سياسيون من حدوث حرب أهلية على أسس طائفية اذا ما استمرت الاوضاع على ما هي عليه في البلاد، معبرين عن رأيهم ان الحل الامثل يكمن في استقالة الحكومة واجراء انتخابات مبكرة.
وتتفق اطراف دولية مع تلك التحذيرات على وجود خطر يحيط بالعراق في ظل الاوضاع الاقليمية المضطربة، وانعكاس الاحداث التي تجري في سوريا على واقع المنطقة.
ويبدي مراقبون قلقهم من أوضاع المنطقة والازمة السورية بالتحديد ويقولون إنها بدأت تتطور وتأخذ منحاً طائفياً ومذهبياً قد تشمل المنطقة بشكل عام والدول المجاورة لسوريا بشكل خاص، ومن تلك الدول العراق الذي يشهد تعددية دينية وطائفية وقومية.