واضاف الحكيم في كلمة له في الحفل التأبيني الرسمي في الذكرى العاشرة لاستشهاد محمد باقر الحكيم وعزيز العراق ان" سياسة تبادل الاتهامات لن تصل بنا الى اي نتيجة ، وسياسة التنصل من المسؤولية لا تشرف اي وطني شجاع وكلنا مسؤولون عن هذا الوطن وليست الحكومة فقط وكلنا مسؤولون ايضا عن حماية هذا الوطن وليست القوى الامنية فقط ولايوجد جيش في العالم يستطيع ان يحمي دولة ووطن اذا لم يساهم شعبه ومواطنوه بحمايته ، ولتكن المطالبة بالحقوق بهدوء وليست بأطلاق التهديدات".
واوضح" نحن ومنذ ان شرّفنا بتحمل المسؤولية ، فأننا رفعنا راية الانسانية فوق كل الرايات وحمينا العقيدة بأرواحنا ، ولم نساوم يوما على وطننا ووطنيتنا ، مبينا ان" العراق الذي ولدنا فيه وحملناه حلما في قلوبنا وقضية في ضمائرنا هذا العراق يستحق منا قليلا من التواضع ويستحق منا قليلا من التنازلات ويستحق منا ان نثبت له وطنيتنا الحقيقية ، لان الوطنية الحقيقية هي فعل وليست مجرد كلمات وان اصدق تعريف للوطنية هو شعورنا بالمسؤولية الجماعية".
وتابع الحكيم" اليوم ونحن كعراقيين علينا ان نتمسك بوطننا أكثر وان تطغى وطنيتنا على ذاتياتنا ، وان لا نسمح لطوفان الفتنة ان يجرفنا دون وعي ، فمتى ما انهار سد الوطنية والوحدة المنيع فلا يدعي احد انه سيكون بمنأى عن الغرق،منوها ان" البعض قد يرى ان نهجنا الوسطي هو محاولة لمسك العصى من المنتصف ، ولكننا نقول وبكل وضوح اننا اصلا لا نؤمن بسياسة مسك العصا ، لاننا نؤمن ان السياسة هي ان تاخذ بمقدار ما تعطي وان التطرف هو بضاعة مسمومة سواء كانت بالافكار او بالمطاليب وحتى بالافراط بالتفائل.
وبين ان" الارادة لا تكبل ، والافق لا يضيق الا بضيق الرؤية ، ومن يتصدى لموقع المسؤولية ويكون في القمة لا بد ان يتسلح بالرؤية والارادة ، ونحن جميعا ندعي اننا نقف على هذه القمة ومسؤوليتنا جميعا ان نجد لشعبنا الطريق الصحيح الذي سيسير به.
واستطرد الحكيم بقوله نحن واثقون كل الثقة من انكم كقادة للعراق ستتخذون القرارات الصحيحة في الوقت الصحيح وستفوتون الفرصة على اعداء هذا الشعب والساعون لغرس انيابهم المسمومة في جسد الوطن وعلى الجميع قول كلمتهم امام هذه التحديات المصيرية التي تواجه الوطن،موضحا انه"عمق الرؤية التي يحملها القادة الذين اجتمعنا اليوم كي نخلد ذكراهم .
ودعا الحكيم جميع الكتل السياسية الى السمو فوق الاختلافات وان تحجيم التقاطعات والجلوس حول طاولة الحوار لانهاء الازمة السياسية .
وبشان يوم الشهيد العراقي قال الحكيم ان الشهداء يمثلون العلامة الابرز في تاريخ الامم ، وهم الذين يعشقون الحرية فيسقونها بدمائهم ويعتمرون تاج الكرامة ليكون عنواناً لاممهم ومنطلقاً لامتلاك ارادتها ومسيرتها الطويلة في عملية التغيير وشهيدنا السعيد كان لا يقبل ان يحدد بعائلة او طائفة او ارض او حدود وانما كان يتسع باتساع القيم والمبادئ التي يؤمن بها فكان لكل المسلمين ولكل العراق .
واوضح ان" الشهيد الحكيم[قده] كان يربى جيلا من المجاهدين الذين تشبعوا بافكاره ورؤيته واسلوبه في العمل والتعامل فكان القائد والقدوة الذي مهد طريقا واضحا ومميزا في ادبيات العمل السياسي الاسلامي والجهاد على اساس المبدأ والعقيدة ، فكان امتداداً لمدرسة الاسلام الكبرى ومنهج اهل البيت وامتداداً للمرجعية الدينية ، مثلما كان أمتداداً لارادة شعب ونضال امة. ومع هذا الامتداد فأن السيد الحكيم [قده] كان مؤسساً لمنهج واضح من الجهاد والوطنية التي اطرت لمرحلة من اهم مراحل صراع الشعب العراقي مع الديكتاتورية والاستبداد . ".
واضاف الحكيم انه"وامتداداً لشهيد المحراب كان عزيز العراق رجل يؤمن بالتضحية كايمانه بالايثار ويدعو للمشاركة لقناعته التامة بالتعددية لهذا الشعب والتنوع لهذا الوطن فكان الاول في اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية وكان مستعدا لخدمة ابناء شعبه وان يذهب الى ابعد الحدود وقد عمل بهمة كبيرة والم اكبر على تجذير مفاهيم الدولة الحديثة للعراق الجديد. لقد تعلمنا من عزيز العراق مفردات وابجديات الخطاب الوطني الناضج الذي لا يتوقف عند محطات الطائفية او القومية او المناطقية وانما يمثل خطاباً لكل ابناء الوطن دون تمييز او اقصاء ومن عزيز العراق تشبعنا بمبدأ ان العراق لكل العراقيين مهما اختلفت عناوينهم او تقاطعت طرقهم فأن العراق يبقى هو الطريق الوحيد .
واقيمت في مكتب الحكيم اليوم السبت الحفل التأبيني الرسمي في الذكرى العاشرة لا ستشهاد السيد محمد باقر الحكيم وحضر الاحتفالية المركزية بمناسبة يوم الشهيد العراقي [١ رجب] بحضور عدد كبير من المسؤولين والسياسيين والقادة العسكريين ورجال الدين ".