وشهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات خلال الايام الماضية استهداف مساجد وحسينيات راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، كان اعنفها في محافظة كركوك حيث استهدفت الحسينيات وراح ضحيتها اكثر من ١٥٠ بين قتيل وجريح كما شهدت ديالى انفجار عبوة ناسفة على مسجد سارية في بعقوبة عقب صلاة الجمعة الماضية اسفرت عن مقتل واصابة اكثر من مائة من المصلين، وشهدت الحلة تفجير سيارتين مفخختين قرب حسينية وجامع، مما ادى الى مقتل وجرح اكثر من ٩٠ معظمهم من المصلين.
وقال الحيدري في خطبة صلاة الجمعة الموحدة التي اقيمت في نصب الشهيد بالعاصمة بغداد ، انه "في كل الاوقات التي جرت على العراق من هجمة طائفية يراد منها اراقة الدماء يقف ديوانا الوقفين الشيعي السني موقفا واحدا في داخل العراق وخارجه نذهب الى حيث ما نجد من يسمع القول فيتبع احسنه ونقول لهم بان العراق لن يرضى بفتنة طائفية ولايمكن ان يفرق الاعداء بين السنة والشيعة ولا يمكن الا ان نكون وحدة واحدة ونقف موقفا واحدا من اجل خير العراق والعراقيين، وليس الوقفان الشيعي والسني وحدهما وانما هناك الكثير ممن يتحدثون بهذا الاتجاه".
وأضاف ان "المرجعية الدينية بامامة السيد علي السيستاني [دام ظله] يقول لا يوجد صراع ديني بين الشيعة والسنة في العراق بل هناك ازمة سياسية ومن الفرقاء من يمارس العنف الطائفي للحصول على مكاسب سياسية، ويقول ايضا ان البعض لا يتورع من استخدام العنف للوصول الى الاهداف المرسومة".
وتابع الحيدري "كما طرحت المرجعية الوحدة الاسلامية ولكن في اطار الوحدة الوطنية"، مشيرا الى "اننا اليوم نعلن للعالم اجمع بان للسنة والشيعة قلب واحد وهدف واحد واتجاه واحد وعبادة ومنهج واحد ونقول ان الفتنة الطائفية واثارتها ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تحصل. هناك رد فعل لدى الخيرين من العراقيين ولا ننجر الى الفتنة ولا الى الخصومة بل العكس هو الصحيح ونتوجه يدا بيد من اجل العراق والعراقيين وما يسعى اليه اهل التكفير والقاعدة والملطخة ايديهم بدماء العراقيين من البعثيين يريدون الفتنة بيننا ونقول لهم هيهات ونحن هنا في هذا المكان نمثل العراق كل التمثيل من مختلف انحائه ونمثل وحدة واحدة".
وبين ان "ما نشهده هذه الايام من عنف اعمى يضرب كل مكان ويقتل الطفل الصغير والشيخ الكبير والمراة الحامل يدعونا لاان نحرك في نفوسنا ونفوس الاخرين مكامن الفطرة الايمانية التي تسمو بالفرد والمجتمع الى اعلى مراتب السلوك الاخلاقي الاصيل ونحن مطالبون بان نقدم الثقافة الاسلامية المحمدية الجامعة للامة ويجب ان نعيد الامل للامة التي تنتظر منا جميعا نداء التاخي والحب والسلام فالامة تنتظر الرعاية والعناية بها وبمصالحها وشؤونها ونستوحي من الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم الذي يقول جئتكم بخير الدنيا والاخرة".
وأضاف "كما اننا بحاجة الى ان يسعى الخطاب الاسلامي المعاصر الى عدم الركون الى المتطرفين والمنحرفين والى الارهاب وسفك الدماء ونحن بحاجة الى الابتعاد عن اسلوب التكفير للاخرين او الاساءة الى رأي الاخر وان ياخذ الخطاب الاسلامي الذي نتبناه منهجا اصيلا من اجل وحدة الامة ونقف صفا واحدا ونوحد القلوب والمشاعر والعواطف بوجه الذين اختاروا طريق الفرقة والفتنة ونقول باننا اخوان شيعة وسنة وعربا وكردا وباقي الطوائف واننا جميعا كالجسد الواحد فاللهم اجعل بركاتك على العراق والعراقيين وارحم قوافل الشهداء واغفر لنا ذنوبنا انك سميع مجيب".
يذكر ان العراق يشهد توترا امنيا يتمثل بتفجيرات تستهدف المدنيين بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة فضلا عن عمليات منظمة لاغتيال افراد الاجهزة الامنية واختطافهم كما حصل في الانبار،، وقد اجرى القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، على خلفية التفجيرات، عدة تغييرات بصفوف القادة والضباط الامنيين الكبار.
وكان المالكي دعا الاحد الماضي في بيان له ، في معرض رده على سؤال حول تكرار استهداف المساجد والمصلين في مناطق مختارة من العراق، الى "اقامة صلاة موحدة يفهم منها انها تجمع العراقيين من الشيعة والسنة وهذا ما نتمناه، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب ان تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد، وانا ادعو الى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة".
يشار الى انه مع احتدام الوضع السياسي شهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات منذ الأربعاء ١٥ ايار الحالي سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة هي الأعنف منذ أشهر راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى غالبيتهم من المدنيين.