وقال الساعدي لوكالة {الفرات نيوز}السبت ان "البلد ذاهب الى الهاوية والفتنة الطائفية قادمة، اذا ما استمر التدهور الامني الذي يعيشه البلد، فعلى الدولة ان تتوحد برؤيتها من اجل الخروج ببرنامج موحد لإنقاذ البلد من الوضع الذي يمر به"، مبيناً ان "الخطاب التوحيدي هو احد عناصر مجابهة الفتنة الطائفية، ولكنه ليس العنصر الوحيد اذ ان هناك عدة عناصر يجب على الدولة العراقية وبكل مفاصلها ان تعمل عليها وتسعى الى ايجاد منظومة تجعل العيش المشترك محط انظار الجميع ولا يتجاوزه حد".
ويشهد العراق في هذه الفترة موجة من التصعيد الطائفي من خلال التصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين وخطباء الجمعة، في ظل التصعيد في الاعتداءات الارهابية والتفجيرات التي تطال كافة مناطق البلاد ويذهب ضحيتها العراقيين وممتلكاتهم وما تتعرض له البنى التحتية في البلاد من خراب على ايدي الارهاب والمفسدين.
وكان النائب المستقل، جواد البزوني، قد حذر من عودة الاقتتال الطائفي نتيجة لتردي الامن، إذ قال لـ{الفرات نيوز} ان "إستمرار التدهور الامني والازمات السياسية سيؤدي الى غليان الشارع، وعودة الاقتتال الاهلي والطائفي، وهذا الخطر الذي نخشاه في هذه المرحلة " داعياً الاطراف السياسية الى " الابتعاد عن الخطاب الطائفي ومحاولة حل المشاكل بالابتعاد عن الازمات، والذهاب الى مصالحة وطنية حقيقية، وتطبيق الدستور والقانون".
واضاف الساعدي ان "السلم الاهلي هو المطلب الاساسي للتخلص من الفتنة والسلم لايكون عبر الخطاب فقط بل لابد من ايجاد مقومات العيش الكريم لجميع ابناء الشعب الامر الذي يؤدي الى تجفيف المنابع التي يمكن ان يستغلها الطائفيون من خلال فقدان هذه المقومات مايؤدي الى الاستحواذ على اكبر طبقة من قبل منظومة الارهاب والطائفية".
وشدد على ضرورة "عقد ميثاق شرف بين القوى السياسية من اجل توحيد جهودها لابقاء العملية السياسية قائمة وكذلك بناء الدولة على اساس المؤسسات والاحترام"، مبينا ان "المرجعيات الدينية عقدت حورارت تبين من خلالها ان الاسلام فيه مشتركات بين المذاهب اكثر من الاختلافات، اضافة الى تحرك الشعب وعدم الاكتفاء بنقد القوى السياسية المتصارعة فهذا النقد لايؤدي الى تحقيق المطلوب فمن خلال هذه الامور نستطيع مجابهة خطر الطائفية".
وكان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، قد اطلق مبادرة دعا فيها جميع القوى السياسية، والوقفين السني والشيعي وأوقاف الأطياف والأديان الأخرى لعقد اجتماع رمزي وإصدار بيان مجتمعين لطمأنة الشعب وتحويل البيان إلى ميثاق شرف ضد الإرهاب ومن يدعمه.
ويعقد قادة الكتل السياسية اليوم السبت اجتماعا رمزيا دعا اليه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم من اجل طمأنة الشعب العراقي وتوحيد الخطاب تجاه الارهاب على خلفية تصاعد الاحداث الامنية والخروقات المتكررة التي تشهدها العاصمة بغداد من خلال التفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
وتابع الساعدي ان "الطائفية باتت اعمق اليوم لوجود مغذيات اقليمية لديها في المنطقة، اذ ان مايجري في سوريا والسعودية والبحرين يبين ان هناك مشروعا كبيرا في المنطقة لتمزيق الدول الى اقاليم كونفدرالية لتأسيس شرق اوسط يبنى على اساس الطائفية والمذهبية من اجل اضعاف الدول".