وقال السيد عمار الحكيم في كلمة القاها باحتفالية بمناسبة المبعث النبوي الشريف تحت شعار {محمد "ص" رحمة وتغيير} اقيمت في مكتبه اليوم السبت بحضور شخصيات دينية واجتماعية وجمع غفير من المواطنين ان " مفاهيم المنطلقات والمساحات والبوصلة تمثل جوهر المشروع الاسلامي الاصلاحي والمبعث النبوي الشريف والاسراء والمعراج ، مبينا ان من خصائص الرسالة الاسلامية هي التوحيد والاخلاق والعلم والمعرفة " .
وتابع السيد عمار الحكيم " تعودنا ان نمزج الفرح بالحزن واحتفالنا اليوم بالمبعث النبوي الشريف يتزامن باحيائنا قبل ايام ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم {ع} ، والجريمة الغادرة باستشهاد مواطنين ابرياء في منطقة النخيب ، وفي وقت نسال الله المغفرة والمقامات العالية في جنات الخلد للشهداء الابرار ، نعزي اسرهم ونسال الله ان يلهمهم الصبر والسلوان " .
وبين ان " ادعياء الاسلام راحوا يقتلون المسلمين ويهدرون الدماء ويسلبون الارواح ويشقون الصدور ويقتلعون وياكلون الاكباد تحت غطاء الدين وتفسيراتهم القاصرة له ، مشيرا الى ان الاسلام هو السلام والعقل والعلم والمعرفة والتعايش مع الاخرين ، مبينا ان اسلامنا مشروع انساني واسلام هؤلاء ليس له اي ارتباط بالانسانية " .
وفي الشان السياسي قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم مشيرا الى قاعة الاحتفال بمناسبة المبعث النبوي الشريف " في هذه القاعة عقد قبل ايام الاجتماع الرمزي لقادة البلاد والقيادات السياسية فيها وقد استجاب الجميع لدعوتنا ولم يقاطع اي فريق او جهة الاجتماع الرمزي وقد شارك الكل بنفسه او ممثل عنه " .
واضاف السيد عمار الحكيم " لقد عبر الجميع عن مسؤولية كبيرة لا سيما ان البعض ونتيجة لحساسيات معينة وبتفهم منه لم يحضر ليسهم بنجاح الاجتماع وعبر عن تلك المسؤولية الوطنية بغيابه " .
وتابع انه " في ظل السقف الذي وضعناه للاجتماع فقد حقق نجاحا كبيرا وباهرا والحمد لله ، لكن البعض ابدى وجهة نظر في وسائل الاعلام هي ان الاجتماع لم يحل كافة المشكلات وان مشكلة البلاد اعمق ، ونحن نقول ان هذا صحيحا "متسائلا "من قال ان مشكلات البلاد تحل في اجتماع او لقاء واحد ؟!" .
واوضح السيد عمار الحكيم " نقيم كل شئ بحسب السقف والهدف الموضوع له ، ولم يكن الهدف من الاجتماع الرمزي حل كافة مشكلات البلاد بل كسر الجمود السياسي في ظل تلاحق الازمات وتصدع النفوس والمقاطعة بين القيادات على الرغم من ان هذه هي التي تقود البلاد وهم بشر ، وحالة الجمود والتصدع واشتداد الحساسيات بين القيادات السياسية وتوسع الفجوة بين الجميع قمنا بتنظيم اللقاء الرمزي لتنفيس الاحتقان " .
واسترسل " لقد كان الهدف من الاجتماع الرمزي هو تقريب القادة بعضهم من بعض وتطييب الخواطر وتوفير مناخات الحوار في اللقاءات المقبلة ، وقلنا يجب ان نبدا باجتماع رمزي ليتهيا القادة لمواصلة المشوار في المستقبل ويبحثون القضايا العالقة ويصلوا فيها الى نتائج وحلول " .
وقال السيد عمار الحكيم " ما قمنا به ليس بدعة وكانت قد حلت العقد بين الولايات المتحدة والصين بعد جمود وصراعات ، بلعبة كرة المنضدة وانتهى كل شئ واجتمع البلدين واعيدت العلاقات بينهما " .
واوضح السيد عمار الحكيم انه " يجب عدم التقليل من قيمة الاعمال المنجزة ، لان ما تحقق من نجاح في الاجتماع الرمزي ليس خاصا بعمار الحكيم بل انه دور مسؤول قام به قادة العراق وكل من حضر وشارك فيه ، الجميع نجحوا وفازوا وعبروا عن مسؤولية عالية تجاه الوطن والشعب حينما استجابوا للدعوة التي تقدمنا بها " .
واضاف السيد عمار الحكيم " نعتقد ان الاجتماع الرمزي قد حقق نتائج جيدة وهو خطوة اولى وضعناها لانفسنا وحققنا فيها النجاح المطلوب ، الا ان العملية لم تنته ، بل بدات ويجب ان تستمر بخطوات اخرى وصولا الى رؤية شاملة وواضحة لما يرضي المكونات والشعب عموما ويحقق حالة من الوئام والتقارب بين القيادات " .
وشدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم قائلا " لسنا هواة الادوار والمواقع ولا تنقصنا الوجاهات لنبحث عن دور في هذه العملية ونقف وندعم كافة المبادرات التي تصب في مصلحة البلاد وفيها تحقيق لمصالح الشعب ، وهناك مبادرة نائب رئيس الجمهورية وهو اليوم في موقع الرئاسة ونحن ندعم هذه المبادرة لانها تحت سقف الرئاسة " .
واضاف " ليس المهم من يبادر ولسنا ممن يحتكر الادوار والمبادرات ، نحن نقف وندعم الجميع لننطلق ونحقق النتائج المرجوة ، واقول للقادة اتمنى ان تقدموا للعراق والعراقيين المزيد وتكملوا الخطوة باخريات لانجاز المشروع باكمله " .
وتابع السيد عمار الحكيم " لا يكفي ان نقف ونشكوا الواقع بل يجب ان نجلس الى طاولة حوار الشجعان الشرفاء الاقوياء ، طاولة ابناء الوطن الواحد " .
وقال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم " الجميع مسؤول عن سفينة العراق وايصالها الى بر الامان ونجاح اللقاء الرمزي وتعزيزه يتطلب الالتفات الى " حصر الخلافات في غرف الاجتماعات وعدم نقلها الى الاعلام ، وعلى القيادات الضغط على ممثليهم وتنظيم ايقاع التصريحات ، وضرورة استمرار اللقاءات والاجتماعات ، وعدم الاكتفاء بطرح المشكلات بل تقديم الحلول والمعالجات لها ، ووضع السلطة التنفيذية الاطراف الاخرى في اجواء صناعة القرار ، واصدار وثيقة شرف اعلامية لوسائل الاعلام ، واجراء دراسة مستفيضة لمطالب المحتجين في كافة محافظات البلاد " .
وفي شان انتخابات مجالس المحافظات قال رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم " لقد تمت المصادقة على النتائج النهائية وكانت لنا ومنذ اكثر من خمسين يوما نقاشات ومباحثات مع بعض الشركاء وبعض الجهود اثمرت واخفق بعضها الاخر ، وفي ظل وصول لحظة تشكيل مجالس المحافظات الجديدة والحكومات المحلية حيث لم يبق الا اقل من خمسة عشر يوما ، لا بد من الاسراع وانبثاق فريق جديد لخدمة الناس ، وقد كنا مرتبطين بميثاق شرف مع الاخوة في دولة القانون ونظمنا العلاقة قبل الانتخابات ووضعنا تصور لما بعدها وعقدنا الكثير من الجلسات واتفقنا على الذهاب والانفتاح على كافة القوى وتشكيل مجالس محافظات ذات تمثيل واسع وكان الحديث والاتفاق مع الاخ نوري المالكي ليكون الاتفاق مركزيا للتخفيف على اللجان وتكون القضية اكثر انضباطا الا ان الاتفاقات والتفاهمات لم تحصل على الغالبية واصدمت ببعض المعوقات وقد طلب منا احالة القضية الى المحافظات لتشكيل مجالسها وحكوماتها المحلية بتفاهمات من داخلها ، وفي ظل انتظارنا ٥٠ يوما لتحقيق التحالفات وبما ان القناعات وصلت الى هذا المستوى فقد اوعزنا الى المحافظات للتفاهم فيما بينها بشان حكوماتهم المحلية ، وبما ان كتلة الاحرار تمثل الطرف الشريك الاخر فقد وضعنا تفاهما مركزيا وابقينا الباب مفتوحة للاخوة في دولة القانون " .
واوضح السيد عمار الحكيم ان " تحالفاتنا مع دولة القانون رصينة وقوية واعتمدت على منهجية وعلمية ولا يمكن ان تخدش وسيبقى التحالف مع القوى الكبيرة اساس العمل لخدمة الناس " .
وعاد سماحته ليعرج على جريمة النخيب وقال عنها انها " تمثل انتكاسة والم يعيشه كل عراقي مخلص لان الارهاب لا يعرف حدودا ، وقضية قتل المسافرين على الطرق العامة يجب الوقوف عندها ومعرفة الرسالة والدوافع لانها تنطوي على محاولة لتقسيم البلاد وعزل الناس بعضهم عن بعض وفصلهم وهذه اولى مراحل التقسيم الطائفي " .
وشدد السيد عمار الحكيم قائلا " لا بد ان نقرا الرسالة بوضوح وان نتخذ الاجراءات حيال ذلك لان النوايا كافية للتعرف على حقيقة القتلة واتخاذ موقف موحد منهم " .
ودعا سماحته " اهالي تلك المناطق الكريمة الى الوقوف موقفا واضحا تجاه الجرائم النكراء لان طريقة تنفيذ تلك الجرائم تحدد من يقف وراء هؤلاء الارهابيين ومن لهم مصلحة بدفعهم ليرتكبوا هذه الجرائم " .
وختم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم كلمته قائلا " نشد على ايدي وسواعد المؤسسة الامنية وندعوهم الى ملاحقة هؤلاء الارهابيين ويوقفوهم وان يحافظوا على لحمة الشعب " .