وقال ممثل المرجعية المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر ،ان " التفاهمات السياسية وروح الثقة بين الكتل واستمرار الحوار لتهدئة الاوضاع العامة في البلاد هي خطوة في الاتجاه الصحيح من اجل التمهيد لاجواء وظروف تمكن السلطات في اداء مهامها لخدمة المواطن وتلبية احتياجات الشعب " .
واضاف الشيخ الكربلائي في محور ثان من خطبته انه " لا ينبغي اضفاء طابع الصراع الطائفي على الصراع السياسي الذي تحول الى مواجهة عسكرية في بعض دول المنطقة "، مبينا ان " ما تشهده المنطقة من صراعات سياسية قادت الى صراعات عسكرية ولا ينبغي اضفاء طابع طائفي عليها لان ذلك سيشكل خطرا كبيرة على المنطقة الاسلامية وسيؤدي الى خلق اجواء من التشنيج والاحتقان والتوتر الطائفي بين شعوب المنطقة " .
وتابع " لا يجوز تصوير الصراعات السياسية على انها طائفية لان ذلك يضعف الشعوب الاسلامية ، والمطلوب الانتباه الى خطورة اضفاء هذا الطابع على تلك الصراعات التي قادت الى مواجهات عسكرية ، ولا ينبغي الانجرار وراء الدعوات المعادية من خلال قيام اهل العقل والحكمة والروية بخلق اجواء ايجابية وتهيئة الارضية المناسبة لاحتواء كل ما من شانه الاضرار بشعوب المنطقة ، وتوعية الناس لخطورة هذا النهج وابتعاد الجميع لا سيما الساسة وائمة المساجد عن الخطابات الانفعالية المتشنجة واعتماد الخطاب الهادئ المتزن الذي يوحد ولا يفرق بين المسلمين " .
وفي محور اخر من الخطبة نبه ممثل المرجعية الى " اهمية اختيار الاشخاص المناسبين لمجالس المحافظات الجديدة ، اذ قال " ننبه الكتل الفائزة بانتخابات مجالس المحافظات وقادتها الى ان تفاهماتهم لا بد ان لا تكون على حساب اعتماد المعايير الصحيحة في الاختيار من حيث الكفاءة والنزاهة والاخلاص والمهنية والقدرة على اداء الخدمة " .
وبين انه " ليس صحيحا ان تكون هذه التفاهمات مبنية على اساس رضا الكتل او القادة ، لان المواطن حينما انتخب وادلى بصوته عبر عن ارادته ووضع ثقته بالكتل والقادة الذين سيعملون على ايصال الاشخاص القادرين على تقديم الخدمات له ، وايصالهم الى للمقاعد والمناصب المهمة في مجالس المحافظات الجديدة " .
وواوضح الشيخ الكربلائي ان " الامور لا تجري كيفما اتفق ولا تترك للكتل وقادتها يختارون كيفما شاؤوا لتلك المقاعد والمناصب لان المواطن بات يدرك ان التعبير عن ارادته بايصال الصالحين والقادرين على الخدمة " .
وخصص وكيل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي المحور الاخير من خطبته للبيئة ، اذ قال مشددا " لا بد ان يكون هناك وعيا بالنتائج الضارة المترتبة على عدم الاعتناء بالبيئة لان هذه الاثار الضارة تؤثر على سلامة وصحة المواطن ورقي البلاد " .
واشار الى ان " مسؤولية ايجاد بيئة مناسبة لصحة الانسان وسلامته ترتقى بالبلاد الى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال ، وان المسؤولية مشتركة بين المواطن والمؤسسات المختصة " .
واوضح الشيخ الكربلائي ان " الكثير من الناس لا يعون او يعطون هذا الامر اهتماما كافيا بل هامشيا الا ان الدولة المتقدمة تضعه على راس الالويات حيث استطاع الانسان هناك ان يكون له دورا كبيرا ومثمرا في هذا الاطار ، وشريعتنا الاسلامية توصينا بالاهتمام بهذا الجانب من الحياة ، وما احوجنا الى الاهتمام المتآتي من وعي الناس باهمية البيئة " .
وشدد " على وسائل الاعلام القيام بحملة توعية للمواطن باهمية هذه الجوانب من حياته ومنها النظافة التي اهتم بها الاسلام كثيرا وهي عمل محبوب عند الله عز وجل وينال به الانسان رضا الباري وثوابه " .
وتابع الشيخ الكربلائي ان " لهذا الامر تاثيرات ايجابية على صحة ونفسية الانسان واقتصاد بلاده لان الاهتمام بالنظافة سيوفر الكثير من النفقات على مؤسسات الدولة ، لذا فان المطلوب من كل مواطن الاعتناء بالنظافة في البيت والشارع والسوق ومكان العمل ، اضافة الى انه من واجب المؤسسات ايضا " .
ولفت الى ان " المجتمعات تهتم كثيرا بالنظافة ونحن اولى بذلك لان الامر له تاثير صحي وبيئي ونفسي ويوفر الكثير من النفقات التي لو انها وفرت لامكن صرفها في جوانب حياتية اخرى " .
واشار الشيخ الكربلائي الى " قضية التجاوزات على بعض الخدمات والتي وجدت لخدمة المواطن "، مبينا ان " وعي المواطن مطلوب لخلق بيئة سالمة لتجنب الكثير من الامراض " .
وانتهى وكيل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى القول " نحن بحاجة الى تظافر جهود المواطنين وتعاونهم مع المؤسسات العاملة في هذه المجالات للوصول الى بيئة صالحة " .