قالت الخارجية العراقية إن المملكة العربية السعودية ستشارك في القمة العربية التي من المؤمل أن تعقد في بغداد وسط ترجيحات بتأجيلها بسبب الأحداث التي شهدتها تونس وتشهدها مصر.
وكانت السعودية من الدول التي تتخوف المشاركة بمسؤليها في بغداد بسبب ما تقول عنه إن الوضع الأمني غير مهيأ لاستقبال الملوك والرؤساء العرب.
وابلغ لبيد عباوي وكيل الخارجية العراقية في تصريح صحفي أن "الخارجية السعودية أكدت لنا أن الرياض ستشارك في القمة العربية ببغداد".
ولم تعلن السعودية موقفها بشكل رسمي بشأن المشاركة من عدمها في القمة العربية المرتقبة في العراق.
وأضاف عباوي "لم نبلغ بأسماء الشخصيات السعودية التي ستحضر في القمة لكنها (الخارجية) أكدت لنا أن مشاركتها ستكون بوفد رفيع المستوى".
وكانت العلاقة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والمسؤولين السعوديين يشوبها نوع من القطيعة أو الجمود، لكن المالكي أكد في مقابلة تلفزيونية سابقة ، عقب توليه رئاسة الحكومة الجديدة بأنه مستعد لزيارة السعودية إذا تلقى دعوة رسمية منها.
وأعرب النائب البارز في ائتلاف الكتل الكردستانية محمود عثمان عن اعتقاده في وقت سابق بان الوقت غير مناسب لعقد القمة العربية في بغداد.
ومن المؤمل أن تعقد القمة برئاسة العراق، في ٢٣ من شهر آذار المقبل في حدث هو الأكبر في البلاد منذ نحو عقدين، فيما يستعد نحو ٥٠ ألف جندي أميركي ابقي في البلاد لمهام "إسناد" إلى الانسحاب النهائي أواخر العام الجاري.
وتقول الحكومة العراقية إنها ستنفق أكثر من ٣٠٠ مليون دولار أميركي لإعادة تأهيل أكبر ستة فنادق في بغداد استعدادا للقمة المقبلة.
ولم يستضف العراق قمة عربية اعتيادية منذ أواخر أيار ١٩٩٠، فيما يقول مسؤولون عراقيون إن عقد القمة في بغداد "إنجاز وطني" ودليل على عودة العراق إلى حاضنته العربية والإقليمية.
وبحسب مسؤولين عسكريين عراقيين فإن القوات الأمنية العراقية هي من ستتولى حماية وتأمين القمة العربية وليس القوات الأميركية.
وتشهد مصر في هذه الأثناء احتجاجات وصفها المنظمون بـ"المليونية" للمطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم، يقابلها تظاهرات مؤيدة له، في وقت أشارت فيه تقارير صحفية إلى وقوع صدامات بين الجانبين أدت إلى إصابة المئات بجروح.
ويرى محللون أن الكثير من رؤساء الدول لن يجازف بالقدوم إلى بغداد، خشية امتداد ثورتي مصر وتونس إلى دولهم مع احتمال إجبارهم على ترك السلطة.
وقال نواب ومسؤولون عراقيون في وقت سابق إن الاحتجاجات العربية في بعض الدول، قد تؤثر بشكل سلبي على انعقاد القمة العربية في بغداد.