ولد الارهابي شارون في فلسطين عام ١٩٢٨ حين كانت تحت الانتداب البريطاني، وانضم في شبابه لمنظمة الهجانة اليهودية المسلحة، وشارك كقائد فصيل في حرب ٤٨.
كما شارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني ووقع أسيرا في معارك اللطرون عام ١٩٤٨، وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي –المشير فيما بعد.
في الخمسينيات تولى قيادة مجموعة من القوات الخاصة أطلق عليها "الوحدة ١٠١"، كان هدفها القيام بعمليات اغتيال خارج الاراضي المحتلة .
واثارت وحدة شارون الاجرامية الجدل بعد مذبحة قبية في خريف ١٩٥٣، والتي راح ضحيّتها ١٧٠ من المدنيين الأردنيين، وقام بمجزرة بشعة في اللد عام ١٩٤٨ حصد خلالها أرواح ٤٢٦ فلسطينيا بعد أن اعتقلهم داخل المساجد.
وحارب شارون في كل الحروب التي خاضتها "إسرائيل" منذ عام ١٩٤٨، وقاد كتيبة مظليين في حرب السويس عام ١٩٥٦ وترقى إلى رتبة جنرال. وفي حرب يونيو/ حزيران ١٩٦٧ تولى شارون قيادة قطاع في سيناء، ولعب دورا هاما في احتلالها.
وبعد ست سنوات شنت مصر وسورية حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام ١٩٧٣ لتحرير سيناء والجولان المحتلين، وقاد شارون فرقة إسرائيلية لفتح الثغرة التي تسببت بمحاصرة الجيش الثالث في سيناء.
اختير كعضو في الكنيست عن حزب الليكود اليميني بعد أسبوعين من انتهاء حرب ١٩٧٣، لكنه ترك الكنيست بعد عام ليتولى منصب المستشار الأمني لإسحاق رابين. ثم عاد للكنيست عام ١٩٧٧، وشغل منصب وزير الدفاع في حكومة مناحيم بيغن عام ١٩٨١، وفي ١٩٨٢ خطط ونفّذ عملية غزو لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.
وتسبب شارون بقتل مئات الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، كما سمح للميليشيات المسيحية المسلحة بقتل الفلسطينيين في المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
وأدّت هذه المجازر إلى طرده من منصبه عام ١٩٨٣ بعد إدانته بالقتل من خلال التحقيقات التي أجرتها محكمة إسرائيلية في عملية غزو لبنان. وخلال عمله وزيرا للإسكان في بداية التسعينات، قاد أكبر عملية بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام ١٩٦٧. وحرص نتنياهو على ضمّ شارون لحكومته بعد وصول الائتلاف اليميني الذي قاده للسلطة عام ١٩٩٦.
وبعد هزيمة نتنياهو في انتخابات عام ١٩٩٩، أصبح شارون زعيم حزب الليكود اليميني الذي قاد المعارضة، ضد حكومة إيهود باراك. وعقب فشل مفاوضات كامب ديفيد للسلام عام ٢٠٠٠ بين "إسرائيل" والفلسطينيين شن شارون حملة ضد باراك واصفا إياه بأنه مستعد لبيع القدس من أجل السلام مع الفلسطينيين.
وفي عام ٢٠٠٠ قام شارون بتدنيس حرمة المسجد الأقصى، وهو ما أدى لإطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وبعد هذه الخطوة الاستفزازية فاز شارون في انتخابات عام ٢٠٠١، حيث أكد أنه غير ملتزم بما وصلت إليه المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين، كما اقترح بناء الجدار العازل في الضفة الغربية.
وقرر شارون بصورة مفاجئة الانسحاب من قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، ماأحدثت هذه القرارات انقساما داخل حزب الليكود نفسه الذي كان يتزعمه شارون، مما دفعه للانفصال عنه وتأسيس حزب "كاديما" في نوفمبر / تشرين الثاني عام ٢٠٠٥ بالتعاون مع بعض حلفاءه السياسيين. واستطاع شارون قيادة كاديما للفوز بالانتخابات وأصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى.
وفي ديسمبر/ كانون أول ٢٠٠٥ أصيب بجلطة دماغية جعلته يدخل في غيبوبة استمرت ثماني سنوات لم يخرج منها حيا.