وتوفى البطريرك عيواص في المركز الطبي بمدينة دامب بألمانيا عن عمر ناهز ٨١ عاما إثر جلطة في شهر آذار الماضي.
وقال النجيفي على حسابه في موقع "فيسبوك" إن عيواص "رجل من أبناء الموصل يستحق رثائها واستذكارها... قليل من أبناء أي مدينة في العالم من يتبوأون المناصب العالمية وأقل منهم من يحتفظون بمكانتهم المرموقة لفترة طويلة".
وتابع "فكيف برجل ولد في الموصل ودرس وعمل فيها وفي بغداد والبصرة وكان عضوا في المجمع العلمي في العراق والأردن وسوريا وتبحر بعلوم اللغة العربية بالإضافة إلى واجباته الدينية تجاه ملته وكنيسته وبقي الرئيس الأعلى للسريان الأرثودكس في العالم لمدة ٣٤ سنة".
وأضاف "وكيف به إلا يستذكره العراق ولا تستذكره الموصل يوم وفاته... أليس غريبا أن نسمع علماء دين مسلمين في سوريا ولبنان ينعونه بقولهم فقدنا (قامة دينية وعروبية كبرى) ويستذكرون مواقفه المشرفة من القضية الفلسطينية".
وذكرت وكالة "سانا" في أواخر شهر آذار الماضي أن وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد نعى عيواص وقال إنه كان "يمثل قامة دينية ووطنية وعروبية كبرى".
وانتقد النجيفي العراقيين بسبب عدم استذكاره بالقول إن عيواص "لم يحظ بالاهتمام المناسب من العراقيين لسبب واحد هو إنهم لايعرفون تاريخ رجالهم".
"لم يحضر السفير العراقي في لبنان مراسيم تشييعه ولكن اهل الشام شيعوه مجتمعين على الرغم من حربهم" كما يقول النجيفي.
وولد عيواص في مدينة الموصل في ٢١ نيسان عام ١٩٣٣ من أسرة عيواص السريانية الأرثودكسية واسمه سنحاريب وانتسب إلى المدرسة الإكليريكية الأفرامية في الموصل في العام الدراسي ١٩٤٦- ١٩٤٧ وسمِي زكا وتخرج فيها بتفوق وحصل على دبلوم في اللاهوت وتاريخ الكنيسة وقوانينها واللغات السريانية والعربية والإنكليزية عام ١٩٥٤.
ورسم مطرانا للموصل باسم مار سويريوس زكا عيواص عام ١٩٦٣ وفي العام ١٩٦٩ انتخب مطرانا لأبرشية بغداد والبصرة كما عين في الوقت ذاته مطرانا بالوكالة لأستراليا.
انتخبه المجمع الأنطاكي السرياني الأرثوذكسي بالإجماع بطريركا لأنطاكية وسائر المشرق ورئيسا أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع في ١١ تموز ١٩٨٠ وتم تنصيبه في كاتدرائية مار جرجس بدمشق في ١٤ أيلول من العام نفسه باسم مار إغناطيوس زكا الأول عيواص.
انتخب من بين الرؤساء الأربعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في ٢٢ كانون الثاني من العام ١٩٩٠ ومن بين الرؤساء السبعة لمجلس الكنائس العالمي في ١٤ من كانون الاول عام ١٩٩٨.