وقال السيد عمار الحكيم في احتفالية اقامها مكتب سماحته الخاص ببغداد بمناسبة ذكرى ولادة امير المؤمنين {عليه السلام} ،ان" الامام علي {ع} مقياس الانسان وهو الصراط المستقيم والقسطاس المستقيم والمنهج الذي يسير عليه الاتباع وتيار الامة وكما ان عليا كان يمثل نهجا في الامة، واعداء علي {ع} لم يكونوا شخصا بل منهجا في تيار اخر فبعد ١٤٠٠ سنة لازال هناك تفجير وتقطيع اشلاء في الكنائس والحسينيات ودور العبادة وملاحقة الناس الامنين المسالمين".
واضاف ان" الامام علي {ع} حاضر بمنهجه واعداء علي {ع} حاضرون ايضا والصراع مستمر فقد تبلورت الشخصية القيادية لعلي في ليلة المبيت حين بات على فراش النبي محمد {صلى الله عليه وعلى اله وسلم} وضحى بوجوده وبكل مالديه من اجل قائده فقد اطاع رسول الله طاعة مطلقة والقيادة الحقيقة هي تلك القيادة التي تنبع وتنبثق من التبعية الواعية والحقيقة".
وبين " هكذا برز الامام علي {ع} القائد في هذه المحطات والمنعطفات وحين تصدى علي استشعر بالمسؤولية الشرعية والاخلاقية تجاه الامة وتصدى للموقع السياسي وهو يقول لربه{ اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الاصلاح في بلادك فيامن المظلمون من عبادة} فقد كان يريد تحديد بوصلة القيم والاخلاق وتحقيق الامن والقضاء العادل".
وتابع قائلا ان" علي {ع} برهن على ان قيمة القيادة بالمشروع الذي تتبناه وليس بالموقع الذي تشغله فالموقع لا يصنع قادة بل المشروع وحمل المشروع وتحمل المسؤولية تجاه المشروع الذي هو جعل عليا القائد المتسالم عليه ونحن نتحدث عن القيادة المجتمعية وليس عن الامام والالهية، فالقيادة التي تحمل المشروع همها كيف تنتصر المشروع وتسعد الناس وتنتصر لقيمهم فلا تقف وقفة التشفي والخصومة من هذا وذاك ولذا فاننا نجد عليا {ع} كان اول من منح الحريات السياسية بعد رسول الله {صلى الله عليه وعلى اله وسلم} واعطى فرصة وفسحة لمن يعترض على علي {ع} وعلي {ع} مع الحق لكن صوابية او بطلان الادعاء لم يمنع علي {ع} من منح هذه الحريات، هكذا ارسى قواعد الامن والسلم المجتمعي وكرس الظواهر الايجابية والسلم في المجتمع بعيدا عن التشفي والانتقام من الخصوم السياسيين".
واكد ان" امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب {عليه السلام} استطاع ان يمهد لروح المشروع وحفظ التوازن في ربع قرن التي مضت وكان دوره دور التوازن وصمام الامان للامة وقد وفا كما وفا به ائمة اهل البيت {عليهم السلام} ووفت وتفي به المرجعية الدينية العليا وهي الامتداد لخط الامامة الالاهية".
وعن اهم المستجدات في الساحة العراقية قال السيد عمار الحكيم" اننا نقف وقفة سريعة على اهم المستجدات التي نعيشها في بلادنا، اذ نقترب من اعلان النتائج الاولية من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لما توصلوا اليها في عمليات الفرز الاولي في هذه العملية الانتخابية، ولكن تأخر الاعلان عن اي معلومة رسمية حتى الان وبعد مرور هذه المدة اثار القلق والشكوك لدى العديد من الاوساط والمعنيين"، مبينا" اننا سنستمر بمراقبة العملية بدقة وسنقيم مدى الجدية في النظر في الشكاوى التي قدمها المرشحون والقوائم المتنافسة الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وسنتحفظ بالرد ونتظر خروج وظهور النتائج".
واشار الى انه" اذا ما وجدنا ان النتائج غير منطقية سيكون لنا ردا حاسما على مثل هذه النتائج لان دورنا في هذه الأمة هو الدفاع عن ارادتها وحريتها، واذا تبين ان هناك تزوير في هذه الارادة وهناك عبث في حرية هذه الامة واصواتها سوف لا نلتزم الصمت وسيكون لنا كلمة وكلمة واضحة وقوية لتنوير الرأي العام والدفاع عن حقوق شعبنا وأردتهم"، مشيرا الى " اننا نامل ان لا نصل الى هذه المرحلة، وان تقوم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في عملها بكل مهنية واحتراف وشرف وشفافية، وتحافظ على اصوات الناخبين وتترجمها الى مقاعد كما جاءت في صناديق الاقتراع دون زيادة او نقيصة، وعلى القائمين على العملية الانتخابية المفوضية ان يعوا بانهم سيقفون طويلا امام التاريخ وامام الشعب العراقي اذا ما تلاعبوا او خضعوا او رضخوا للضغوط والتأثيرات".
واستطرد قائلا" اننا نشكر ونثمن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على جهودها ونشكر الفريق الكبير الذي يقوم بادواره في فرز الاصوات ولكن نشدد على ضرورة تحمل مسؤولتهم التاريخية اتجاه الشعب العراقي واتجاه اصواته التي خرجت في تلك الملحمة البنفسجية ووضعها في صناديق الاقتراع، وذا ما اعلنت النتائج وكانت نزيهة وشفافة حين ذاك سننتقل الى مرحلة لاحقة اخرى وسنولي الأولوية القصوى الاولى في سرعة الإجراءات وانعقاد مجلس النواب وتشكيل الحكومة العراقية لاننا نعي جميعا طبيعة التعقيدات والظروف الاستثنائية التي يمر فيها العراق وتمر بها المنطقة هو ما يحملنا جميع مسؤولية كبيرة في الإسراع في هذه الخطوات لتعزيز الاستقرار وتشكل حكومة وطنية قوية ومنسجمة وتحمل رؤية واضحة وموحدة ومتفق عليها لادارة البلاد في السنوات الاربع القادمة".
واوضح " موقفنا الواضح والمعلن اننا نطلق لبناء التحالف الوطني كخطوة أساسية ومحورية لإيجاد الاستقرار السياسي في البلاد ويجب ان تكون عملية بناء التحالف الوطني على اساس حقيقية متينة ورصينة لا ان يتحول التحالف الى مجرد غطاء وقتي ومرحلي لتشكيل الحكومة وينتهي دوره عند تشكيل الحكومة والاعلان عن بعض المواقف في الازمات، ان التحالف الوطني الذي نعمل عليه في المرحلة القادمة هو المؤسسة التي تكمل الآليات الواضحة وتتحرك ضمن سياسات وخطط ورؤية واضحة نتفق عليها داخل التحالف الوطني ليتحول التحالف الى محطة لصنع القرار ولتوجيه ومراقبة كل المسؤولين التنفيذيين الذي يرشحهم التحالف الوطني لمواقع الخدمة العامة وبذلك يتحول التحالف الوطني الى ضمان لوحدة واستقرار العراق لا يكون مجرد غطاء لتمرير بعض القرارات والسياسيات، ثم بعد ذلك ننطلق لبناء التحالف الوطني الاكبر من القوى الوطنية الفاعلة والقادرة في جميع الساحات الوطنية والتمثيل الحقيقي والقوي لكافة المكونات العراقية لما يطمئن جميع العراقيين".
وزاد قائلا" نقولها بوضوح لا لحكومة بلا مشروع وبرنامج ولا لتحالف وطني بلا مقومات مؤسسساتية ورؤية واضحة ولا لأغلبية سياسية بلا فريق قوي منسجم، هذه اللاءات الثلاث والتي تمثل خارطة الطريق للمرحلة القادمة وان اي اغلبية سياسية بسيطة ستجعل الحكومة القادمة ضعيفة وهزيلة وقلقة ومن يطالب بأغلبية سياسية بسيطة عليه ان يستذكر ان من ياتي بنصف زائد واحد ممكن ان يرحل بنصف زائد واحد، وسيسهل إسقاطه لاحقا في اي وقت، وهذا امرا لا يخدم الوطن والمواطن ولا يخدم حتى من ينادي بهذه الافكار والاطروحات، نحن في ائتلاف المواطن نمثل حجر الزاوية في تشكيل الحكومة القادمة بمساعدة شركاؤنا الاساسيين ونحن فخرون باننا نمتلك جسور التواصل والثقة مع جميع الاطراف المتصدعة سياسيا وسنعمل بقوة لجمع كل اطياف الشعب العراقي وتشكيل الفريق القوي المنسجم الذي يقود العراق إلى بر الامان، ولنا الفخر ان نكون صمام الامان وعنصر التوزان في العملية السياسية القادمة بمساعدة جميع القوى المخلصة والوطنية في بلادنا".