حاولت السلطة السياسية مرارا احتواء السلطة الدينية وقد نجح الملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز ومنذ عام ألفين وخمسة في تقليص دور العلماء والحد من صلاحيات عائلة آل الشيخ. لكن العائلتين ظلتا ملتزمتان بالقوانين والتقاليد الأساسية فلا يعين ملك دون موافقة القيادات الدينية. ولا يتخذ قرار هام دون استشارتهم.
أما نظام الحكم في السعودية فطبيعته ملكية يتوارث فيه أبناء عبد العزيز الحكم وفقا للأقدمية في السن. وهو الشرط الذي وضعه الملك المؤسس خلافًا للملكيات التقليدية التي تجعل انتقال السلطة بين الأبناء لا بين الإخوة.
توفي معظم أبناء عبد العزيز ولم يبق منهم سوى عدد قليل، كلهم طاعنون في السن تجاوز الملك الحالي شرط الأقدمية في العمر وعين مقرن أصغر أولاد عبد العزيز وليا لولي العهد. خطوة رأى كثير من المتابعين للشأن السعودي أنها تأتي لإطالة أمد الحكم بعده وتلافيا للمشاكل المحتدمة بين الأخوة الباقين.
لكن وفاة عبدالله وسلمان قد يفجر الخلاف في العائلة الحاكمة. فالإخوة السديريون أبناء السعودية حصة السديري يرون أنهم أحق بالملك وأن مقرن الذي ينحدر من أم يمنية لا يحق أن ينصب ملكا في ظل وجود من هم أرفع منه نسبا.
لكن أيا يكن المشهد فالخلاف الأكبر سيكون بعد وفاة آخر أبناء عبد العزيز... حينها لا يكون هناك خيار سوى نقل السلطة للجيل الثاني. فأي فرع من أحفاد عبد العزيز سيتربع على عرش المملكة لعقود وربما لقرون.