وتقول السلطات المحلية في سامراء وهي مسقط رأس الارهابي ابو بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه "خليفة الدولة الاسلامية"، إن المدينة التي لا يتجاوز عدد نفوسها الـ١٥٠ ألف شخصاً، تحولت إلى مركز عمليات مصغر لإدارة الحرب ضد (داعش) الارهابي شمالي البلاد. فيما لا احد يدلي بمعلومات وافية عن اسرة الارهابي "ابو بكر البغدادي" في مسقط رأسه بسامراء، على الرغم من أن عشيرته "البدري"، ما تزال تسكن شرقي المدينة وبعض البلدات جنوبيها، لكن يرجح البعض، أن عائلته كانوا من "الرحالة" في صحراء منطقة جلام شمالي سامراء.
ويقول عضو مجلس محافظة صلاح الدين، خالد الدراجي، في حديث إلى صحيفة (المدى) من سامراء، إن " عشيرة البدري، التي تعد من أكبر عشائر سامراء، وينتمي إليها زعيم تنظيم داعش،الارهابي أبو بكر البغدادي، واسمه إبراهيم البدري، لم تصدر أي توضيح عن شخصيته".
ويفترض أن "سكان المدينة انشغلوا عن أقرباء البغدادي وعشيرته بالأحداث الأمنية المتسارعة بعد سقوط مدينة الموصل، والأنباء عن اقتراب الارهابيين من سامراء ذات الحساسية الدينية الكبيرة بالنسبة للجميع، سنة وشيعة، متخوفين من إعادة سيناريو شباط ٢٠٠٦ حين قامت جماعات القاعدة الارهابية بتفجير ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (ع) ما أدى إلى اشتعال فتنة طائفية كانت بغداد مسرحاً رئيساً لها".
وينفي أهالي سامراء، وجود أي معرفة لهم بعائلة البغدادي أو أقرباءه، في حين يقول آخرون أن "أحد لا يجرؤ على السؤال عن أقرباء البغدادي في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المدينة"، برغم تأكيدهم أن عشيرته "لم تتحدث أبداً عن زعيم داعش الارهابي ".
يذكر أن غالبية سكان سامراء،(٤٠ كم جنوب تكريت)، من العرب السنة، وهم من عشائر السوامرة والبو بدران والدليم (البو نمر والبو فهد والبو عيسى)، والجبور والعزة والعبيد، وإن أغلب الظن أن الجزء الذي ينتمي إليه "البغدادي" من عشيرة البدري، كانت عوائله تستوطن في صحراء جلام، شمالي سامراء، وهم من المزارعين الذين يتنقلون بحثا عن الماء والمناطق الصالحة للزراعة.
يذكر أيضاً أن الهجوم الذي شنه ارهابيو داعش على سامراء، قبل أحداث الموصل بأربعة أيام، وقاموا خلاله باحتلال الجزء الشرقي من المدينة لعدة ساعات، تم بحسب مسؤولين محليين، عن طريق صحراء جلام، التي ذكر حينها أنها كانت تضم معسكرات لـ(داعش) الارهابي تم السكوت عنها باتفاق وهدنة عقدت مع بعض عناصر القوات الأمنية المرابطة في المنطقة.
ميدانيا، تتجمع انواع الصنوف والتشكيلات العسكرية في سامراء، التي يقول عنها عضو في مجلس محافظة صلاح الدين، خالد جسام، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إنها "تحولت إلى مركز قيادة لإدارة العمليات ضد داعش الارهابي في شمالي المحافظة والمناطق الأخرى".
ويضيف جسام، أن "عمليات سامراء تضم قوات من الشرطة الاتحادية، من لواء العسكريين وصلاح الدين، وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية والجيش"، ويبين أن هنالك "مجموعة من قوات الاسناد التي جاءت من المحافظات الجنوبية".
ويذكر عضو مجلس محافظة صلاح الدين، أن "سرايا السلام التي شكلها السيد مقتدى الصدر، لحماية المقدسات الدينية، يصل تعدادها لنحو ألفي مقاتل"، ويؤكد أن تلك "القوات كلها تنسق مع قيادة عمليات سامراء وتقوم بواجبات دفاعية صرفة".
ووصلت "سرايا السلام" إلى سامراء في الأول من تموز الحالي، وانتقد محافظ بغداد علي التميمي، الذي كان يرافقها، الخطط المتبعة في المدينة، قائلاً إن "مرقدي الإمامين يتعرضان للقصف المستمر من ١٥ يوماً"، ويتعهد "بتطبيق خطة جديدة مع وصول سرايا السلام لإرساء الأمن هناك وحماية المرقدين من أي هجمات ارهابية".