تقرير..وفاء الفتلاوي: حذرت العديد من الاوساط السياسية والصحية من مغبة انتشار مرض جديد في بغداد والمحافظات، ينخر في جسم الانسان ويهدم خلايا نمو الاطفال، ويقضي على مستقبلهم، ينتهي بموت محقق بمرض " SOL " الخطير "التدرن الرؤي" عبر مايعرف بـ"الاركيلة".
حيث شهدت حدائق ومتنزهات العاصمة بغداد تخصيص ركن صغير لتعليم اللاطفال دون سن الـ{١٢} على اغرب ثقافة شهدها العالم الإسلامي والغربي، ليست علمية ولا فنية ولا حتى رياضية بل هي ثقافة شرب "الاركيلة" تحت انظار ورؤى المئات من العوائل.
وكانت المرجعية الدينية العليا قد حذرت وأبدت أسفها من تنامي بعض الظواهر في صفوف الشباب كظاهرة {الاركيلة} والادمان على الانترنت بصورة سلبية التي تحطهم بنائهم الفكري والروحي.
وبين وكيل المرجعية الدينية الرشيدة في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان" الظروف الخاصة التي يمر بها بلدنا تتطلب المزيد من أي وقت أخر في الحفاظ على شريحة الشباب في سبيل تقدمهم ومما يؤسف له وجدنا في الفترة الأخيرة من ممارسة بعض العادات المضرة والتوسع في ظاهرة استعمال {الاركيلة} ومايشبه الإدمان على متابعة الانترنت بصورة سلبية"، داعية الى "ضرورة أن يقوم الآباء والأمهات إلى المساهمة في حماية وحفظ أبنائهم من الظواهر غير الصحيحة".
وزارة الصحة اكدت مدى خطورة شرب الاركيلة على حياة الأطفال والشباب على حد سواء، حيث كشفت عن ان شرب الاركيلة الواحدة يعادل {١٢} سيكارة.
وكالة {الفرات نيوز} اجرت حديثا مع المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة احمد الرديني بخصوص هذا الموضوع وقد اوضح قائلا" بصورة عامة هناك مايسمى بالتدخين السلبي وهو يعتبر غير مباشر اي في حال تدخين اثنين والثالث جالس الى قربهم سيكون هو الاخر يتبادل الدخان معهم ،فكيف بطفل في طور النمو يدخن الاركيلة التي تعادل {١٢} سيكارة".
واضاف ان" مضار التدخين كثيرة منها الامراض التنفسية والاورام السرطانية، والطفل حيث يؤثر على خلايا النمو وهناك خطورة كبيرة عليه ففي دول كثيرة بالعالم لاتسمح بالتدخين داخل المنزل خوفا على الطفل والاسرة لا اننا وللاسف لتوجد لدينا مثل هذه القوانين".
واشار الى" اننا اليوم نحتاج الى قوانين صارمة وعقوبات ملزمة وتوعية اكثر في هذا الموضوع خاصة وان الكثير من العوائل العراقية اليوم اصبحت مدمنة على شرب الاركيلة والتي تعادل تناولها {١٢} سيكارة للمرة الواحدة ، وبهذا ستكون الخطورة اكثر،كما ونلاحظ هناك في البيت الواحد اكثر من اركيلة ،وبالتالي ستشكل خطورة اكبر على حياة الطفل خاصة وخلايا الطفل هي في طور النمو فسيكون السرطان اسرع الى جسمه بالاضافة الى الاصابة بالامراض المزمنة التنفسية الحادة وبالتالي ستتحول الى ربو".
واكد على" امكانية انتشار مرض { SOL } الخطير{التدرن الرئوي} عبر شرب الاريكية والدخان المتطاير في الهواء"، مشددا على" ضرورة توعية الاسرة للطفل وبيان مدى خطورة هذه الاشياء على حياته ومستقبله اذ من الممكن ان يتحول الى مدمن ويكون من الصعوبة التخلص منها".
نائب رئيس لجنة الطفل انتصار الجبوري دعت الحكومة المركزية والجهات المعنية الى توعية الاسرة العراقية حول ظاهرة التدخين وتناول الاركيلة خاصة للطفل الذي يعتبر هو نواة المستقبل.
وقالت الجبوري في حديث اجرته معها وكالة {الفرات نيوز} اليوم ان" ظاهرة تناول الاطفال الى الاركيلة خطيرة جدا من الناحية الصحية والاقتصادية والنفسية، والجميع قد لاحظ انتشار هذه الظاهرة بين الشباب في الفترات الاخيرة وهذا ما وجه الاطفال الى تناول مثل هذه العادات السيئة ".
واكدت على ان" تقاريرنا تشير ان العوائل العراقية التي لايدخن الاب فيها تكون محمية لاطفالها وخالية من مثل هكذا ممرسات، بالاضافة الى العادات والتقاليد التي يتاثر بها الطفل من قبل العائلة"، مشيرة الى ان" انتشار الكافيهات والمتنزهات التي تحتوي على الاركيلة جعل من الطفل مقلدا، خاصة وهو يشبه خامة بيضاء يتوجه اينما نريدها".
واشارت الى ان" الحل للتخلص من هذه العادة السيئة هو التوعية، اذ لايوجد قانون يحد من الحريات الشخصية، حيث سبق وان اقر قانون منع التدخين في الطرق العامة، الا انه لم يتم منع المدخنين"، لافتة الى" اننا اليوم يجب ان نعتمد على التوعية من خلال المدارس بكافة مراحلها والروضات والبيت ومنظمات المجتمع المدني والحكومة ايضا لها دور في الحد من هذا الموضوع الا اننا لا نستطيع في الوقت ذاته ان نحد من حريات الاخرين ".
من جانبه اكد الاخصائي بامراض الاطفال الدكتور حسان صبري العاني في لقاء اجرته معه وكالة {الفرات نيوز} ان" خطر الأركيلة قد يفوق خطر السيجارة، حيث ثبت من الدراسات الحديثة ان تدخين الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من تدخين السجائر وبذلك يكون الشخص أكثر عرضة للاصابة بأمراض القلب والرئة، ويساعد تدخين الشيشة على الاصابة بمرض السل".
واضاف ان" خطورة تدخين الاركيلة تكمن في انه يحتوي على المواد اللاصقة خاصة الجلسرين والذي يؤدي حرقه عن طريق الفحم الى تكوين مادة الاكرولين وهي من المواد السامة والتي تسبب حدوث سرطان المثانة".
واشار الى ان" خطورة شرب الاركيلة لدى الاطفال يفوق خطورته على الكبار اذ تعمل الاركيلة على تدمير خلايا المخ للطفل كونها في طور النمو بالاضافة الى انها تزيد من نشاط بعض الهرمونات وسرطان الرئة والمثانة ،الفم الحنجرة وأيضاً يؤدي إلى إلتهابات مزمنة في مجاري التنفس، لذا ننصح الاسر العراقية الى اتخاذ الحيطة والحذر بعدم تقرب ابنائهم نحو هذه العادات السيئة".
اما الجانب السياسي فقد وصف عملية افساد الشباب والاطفال ، وتحطيم قدراتهم هي امتداد لجرائم الارهاب بحق العراقيين وهي افتك واكثر خطورة من الحرب المسلحة.
واشار النائب عن كتلة المواطن عامر الفايز الى ان" الاعداء يلجأون الى كافة الوسائل التي من شأنها تحطيم القدرات العراقية ، وخاصة الشباب والاطفال بالمخدرات والفساد والانحلال الاخلاقي عبر نشر المقاهي والمتزهات والكافيهات التي تقدم هذه السموم وغيرها ، انها حرب غير مسلحة افتك واكثر خطورة من تلك المسلحة " .
وشدد على " ضرورة ان تأخذ الجهات ذات العلاقة دورها ومتابعة الامر بجدية لاسيما الاسرة باعتبارها الركيزة الاساسية في المجتمع ، بل على كل فرد ان يخبر الجهات الامنية في حال رصد اي شيء من هذا القبيل " .
ويشار الى حصيلة أبحاث أجرتها البحرية الأمريكية في وقت سابق أثبتت ان ما يتراوح بين ٣٠ - ٤٠% من أنابيب الاركيلة تحتوي على العصيات المسببة {للسل الرئوي}.
وذكرت النتائج أن ٣٠% من مدخني الاركيلة على الأقل في الدول النامية سوف يصابون بهذا المرض على مدى العشرين سنة المقبلة.
وفي النطاق ذاته أجرت سوزان تاتو وزملاؤها من معهد {كارولينكا} في استوكهولم دراسة على ٢٦٢ شخصاً بالغاً حيث اكتشفت أن التبغ {المعسل} الموجود في الاركيلة منقع بالفواكه والدبس لفتح شهية المتناولين على شرب اكثر قدر ممكن من هذه المادة.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة {بيربودونتولوجي} الى أن" ٢٠% من المشاركين في الدراسة كانت لديهم علامات مرض اللثة وهي عبارة عن التهاب واحمرار اللثة ويمكن أن تؤدي الى اتلاف العظم والأنسجة الطرية التي تدعم الأسنان وربما تؤدي الى فقدان الأسنان في نهاية المطاف".انتهى