وتحدث أهل الضحية الجديدة أنهم عثروا على كريم أحمد وهو رجل خمسيني، معلقا بحبل من قماش مثبت في سقف هيكل بيت غير مكتمل البناء تسكن فيه عائلته.
وذكر ابنه في لقاء متلفز ان والده كان يعاني مؤخرا حالة نفسية سيئة جراء الأوضاع المأساوية التي تعيشها عائلته في المخيم ونقص الخدمات والرعاية الصحية وعدم قدرته على العودة إلى بيته في يثرب التي نزح منها منذ أكثر من عام جراء سيطرة تنظيم داعش على المنطقة.
وأضاف ابنه الشاب إن مما زاد من حالته النفسية هو أن ولديه تم اعتقالهما في مدينته يثرب من قبل الأجهزة الأمنية بناء على بلاغ المخبر السري وانهما يقبعان في السجن بتهم الإرهاب رغم انهما لم يشاركا بأية أعمال عسكرية.
وأكدت شقيقة المتوفى أنه كان متأثرا جدا بسوء الأوضاع في المخيمات وعدم ظهور بوادر حل لأزمة النازحين، وهو ما لا يطيقه وليس لديه قدرة على التحمل للبقاء في المخيم. وتساءلت عن سبب عدم سماح الحكومة لأهل يثرب بالعودة إلى مناطقهم رغم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش منذ حوالى سنة، وذلك بسبب الميليشيات والمخبرين السريين الذين يشون بسكان المنطقة لأسباب طائفية وليس أمنية.
وكان شابا وشابة في مخيم النازحين بدهوك شمال العراق، قد أقدما على الانتحار قبل أقل من شهر، نتيجة تدهور أوضاع المخيمات والنقص الكبير في الاحتياجات وإهمال الحكومة والمنظمات الإنسانية لأوضاعهم التي يبدو أنها ستطول، مما شكل ضغوطا نفسية على سكان المخيمات.
وكانت عدة حالات انتحار وقعت في مخيمات النازحين منها ما أعلن عنه نائب رئيس مجلس محافظة ديالى، الشيخ عمر الكروي، عن انتحار الطفل ابراهيم ملكاط (١٣عاما) بواسطة حبل شنق به نفسه ما أدى إلى وفاته في الحال، لافتا إلى ان الضحية لجأ إلى الانتحار على إثر تعرضه إلى ضغوط نفسية بسبب صعوبة الحياة داخل مخيم النازحين في بعقوبة الذي يعاني من الفقر والحرمان، على حد وصفه.
وسبق أن أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق ان النزوح بسبب العمليات العسكرية نتج عنه وفاة ١٥٠٠ طفل و١٣٨ حالة إجهاض، محذرة من تدهور أوضاع النازحين بشكل كبير.
كما أعلنت المفوضية عن وفاة ستة عشر طفلاً في مخيمات النازحين بسبب موجة البرد التي اجتاحت العراق في الشتاء الماضي في إقليم كوردستان وفي بغداد.
وضمن السياق، سبق وأعلن مصدر في صحة ديالى أن المفارز الطبية في مخيمات النازحين شمال شرقي بعقوبة سجلت ١٦ حالة تسمم في مخيم علياوة للنازحين في قضاء خانقين إثر تناولهم مواد غذائية تم توزيعها من قبل إحدى المنظمات الإنسانية.
ويذكر ان منظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية، سبق وأن حذرت من تدهور أوضاع النازحين والنقص الكبير في الخدمات الأساسية التي يفترض توفيرها وسط إهمال رسمي واضح.
كما يشكو النازحون من عدم السماح لهم بالعودة إلى المناطق المحررة من تنظيم «الدولة»، بسبب إجراءات الجماعات المسلحة.