وتساءل الشيخ الكربلائي خلال كلمته التي القاها في مهرجان تراتيل سجادية الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة تزامنا مع ذكرى استشهاد الإمام السجاد عليه السلام للفترة من ٢٤ـ٢٦/محرم الحرام ونقله موقع العتبة الحسينية المقدسة تلقت "شبكة فدكـ" نسخة منه، انه"هل حفظت وصينت الحقوق التي قننت من خلال هذه اللائحة ؟ وهل ما يعانيه المجتمع الدولي اليوم وسابق السنوات من كوارث وحروب ، يعود الى مشكلة في تطبيقها ام قصور في اصل التشريع ؟ ".
واضاف أن "المشكلة تكمن في امرين الأول منهما يكمن بعدم استيعابها لكل الحقوق ، والثاني عدم تقنينها بشكل كامل ، وبالتالي لم توفق في توفير اسباب العمل بفقراته ومواده وتطبيقها بشكل عملي ، مما جعلها دون صبغة التكامل في معالجاتها اولا ، والإمكان التطبيقي لها ثانيا " .
وبين الشيخ الكربلائي " لا نستغرب ذلك ، لأن واضعها ـ مهما كان موقعه المعرفي او التقنيني ـ يبقى نتاج لتجربة بشرية تتحكم بها النوازع وتملي عليها المصالح الضيقة ، مما انعكس على صياغتها ، فضلا عن تأثر ـ الواضع لها ـ بنظريات إنسانية وظروف اجتماعية او سياسية او اقتصادية تركت بضلالها على طبيعتها خصوصا أنها شرعت بعيد مرحلة حرجة من ظروف القهر والغلبة والاستبداد والمصادرة للحريات والحقوق الأساسية للفرد " .
واختتم كلمته ان "مرحلة الإمام السجاد عليه السلام هي الأخرى لم تكن مثالية ، ولم يكن غائبا عن ساحته مثل هذه الظروف الصعبة ، الا أنه ـ سلام الله عليه ـ قد ترك للأمة كنوز معارفه وعلومه من قبيل التراث الإنساني العظيم الموسوم بـ "رسالة الحقوق ، وذلك كنتيجة حتمية كونه سليل بيت النبوة والعصمة " .
يشار الى ان لائحة حقوق الإنسان التي تتألف من {٣٠} مادة مستهلة بديباجة ، مثلت في حينها صفوة ما وصل اليه العقل الإنساني ، من خلال ممثلي الدول في الأمم المتحدة بعد خروج العالم منكسرا من الحرب العالمية الثانية ، وبالتالي فهي شريعة دولية لحقوق الأنسان وحل لما عانى منه المجتمع الدولي في حينها ، الا أن التجربة العملية لها قد اثبتت منقوصيتها وقصورها وكثرة الإشكاليات الواردة عليها ، مما دعا الكثير من المهتمين بالشأن الحقوقي والإنساني المحلي والدولي ، الفردي والمجتمعي ، ، الى محاولة تغييرها وتعديلها .
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة دأبت على اقامت مهرجانها الدولي الموسوم بـ {تراتيل سجادية} إحياء منها لتراث اهل البيت وكنوزهم العلمية والمعرفية سيما الإمام السجاد عليه السلام من خلال ثيمته الأبرز في صحيفته الحقوقية والسجادية .