وذكر عبد المهدي في بيان تلقت "شبكة فدكـ" نسخة منه، ان " المشروع يتكون من انبوب نفط خام بطاقة ٢.٢٥٠ مليون برميل يوميا من الجنوب الى حديثة.. و٥٠٠ الف برميل يوميا من كركوك الى حديثة، ثم ينقسم الى كل من سوريا والاردن. لكن الاحداث الامنية في البلدين اوقفت المشروع، دون ان تلغيه انتظاراً لتحسن الظروف. فتم اقتراح مد خط اضافي يمر بعد وصوله النجف الاشرف قريباً من الحدود العراقية السعودية وصولاً الى العقبة. سيكون مسار الخط المقترح اقصر بـ١٩٥ كم مما سيقلل التكاليف".
وأوضح ان " الخط سيرافقه انبوب غاز ٢٨ عقدة مغذي لمحطات الضخ. اهتمت مصر بالمشروع وطالبت الانضمام اليه، فوصول الخام العراقي الى العقبة يعني وصوله الى مصر وافريقيا والمتوسط، خصوصاً ان المصافي المصرية تعتمد على "البصرة خفيف"، فباتت طرفاً ثالثاً في مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين وزراء النفط والطاقة المصري والعراقي والاردني، الاحد الماضي".
وقال ان "اهمية المشروع بالنسبة للعراق بانه سيعيد بعض المرونة التصديرية التي فقدها طوال العقود الماضية. كان اول خط فقده العراق هو خط كركوك/ حيفا، وهو بقطر ٣٠.٥ سم ويمتد لمسافة ٩٤٢ والذي انجز في ١٩٣٢، وتوقف في عام ١٩٤٨ بعد اغتصاب الكيان الصهيوني لفلسطين. ثم توقف الخط العراقي/ السعودي مع حرب الخليج الثانية، وهو الخط الذي أنشئ في الثمانينات والممول بالكامل من العراق.. وهو بطول {٦٢٦ كم} بطاقة ١.٦٥ مليون برميل/يوم وصولاً الى ميناء "المعجز" شمال "ينبع".. وتوقف خط كركوك سوريا/بانياس بعد ٢٠٠٣ والذي انشىء عام ١٩٥٢، وهو بطول ٨٨٠ كم، وبطاقة ٣٠٠ الف برميل يوميا.. وكانت مصفاة طرابلس في لبنان، التي يغذيها الخط، قد توقفت ايضاً عام ١٩٩٢ بسبب اوضاع الحرب الاهلية في لبنان. وتوقف خط، كركوك/ فيشخابور/ جيهان في تركيا، في شباط ٢٠١٤ بسبب "داعش"، ويبلغ طول الخط ٩٧٠ كم، وقد بدأ تشغيله في ١٩٧٦ بانبوبين ٤٦ و٤٠ بوصة {١١٢٠-١٠٢٠ملم}، وهو بطاقة تتراوح بين ٥٠٠ الف برميل/يوم و ١.١ مليون برميل يوميا".
وتابع ان " العراق يعتمد اليوم على موانئه الجنوبية فقط، اضافة للاستخدام المتعثر للخط الذي مده الاقليم وبدأ العمل فيه في ٢٠١٤ والذي ربط حقول الاقليم وكركوك بجيهان التركية. لذلك بدأ التفكير منذ سنوات بسلسلة مشاريع لمنح المرونة والطاقة اللازمة لشبكة الانابيب خصوصاً مع ازدياد انتاج العراق النفطي والغازي وزيادة صادراته ، فكان التوجه بالاتجاهات الاربعة.. اي السعي للمحافظة على شبكته الشمالية مع تركيا سواء باعادة استخدام الخط عبر الموصل بعد تحريرها، او بالوصول الى تعاون افضل مع الاقليم، او الاثنين معاً وهو الافضل.. والثاني تحسين قدراته التصديرية والتخزينية عبر الموانئ الجنوبية وهو ما تحقق فيه نجاحات غير قليلة، لكنها غير كافية.. وكذلك مشاريع مد انابيب النفط والغاز مع ايران، وهناك عدد منها تحت الانشاء واخرى في اطار المفاوضات.. ويبقى التفكير باحياء فكرة الخط العراقي السعودي قائماً لكنه غير مفعل، وهو امر تحكمه السياسة والعلاقات بين البلدين قبل اي شيء اخر. واخيراً وليس اخراً مشروع البصرة/حديثة ثم الى كل من كركوك والاردن وسوريا.
وختم ان " الوزراء الثلاثة اتفقوا على ان هذا المشروع هو مشروع حيوي وهو مشروع ستتلازم معه الكثير من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، ويشكل احدى البنى التحتية للعلاقات بين الدول، وهو جزء من ربط شبكات الماء والكهرباء والطاقة فيما بين دول الاقليم.. فلقد آن الاوان لبلداننا وشعوبنا ان تدرك بان عدم الاهتمام بالمصالح الاقتصادية ومشاريع التواصل في البنى الاساسية والارتكازية هو اسوء انواع السياسة التي دمرت طوال القرن الماضي والحالي الروابط بين بلداننا وشعوبنا، فخسرنا في الاقتصاد و السياسة على حد سواء".