وقال العبادي في كلمته خلال مؤتمر جامعة الدول العربية الـ٢٨ المنعقد في الأردن، وتابعتها "شبكة فدكـ" إن "الإرهاب والتطرف والانشغال بالنزاعات الداخلية أدى إلى حرف الأمور عن مسارها الصحيح وتبديد الجهود والتضحيات وتحويل الأولويات إلى قضايا ثانوية"، داعياً إلى "موقف عربي موحد تجاه أي تجاوز على السيادة الوطنية للعراق أو أية دولة عربية، وعدم السماح به واعتبار ذلك خطاً احمر في علاقاتنا مع الدول، وان تكون علاقاتنا مع جميع الدول مبنية على الثقة وعدم التدخل واحترام السيادة والتعاون وتبادل المصالح".
وأضاف العبادي، "نحن نواجه الإرهاب الذي يستهدف المدنيين بالسيارات المفخخة والانتحاريين، وعصابات الجريمة المنظمة التي تخرق القانون، ونواجه الفساد الإداري والمالي، ولا نفرق بين الإرهاب والفساد والجريمة المنظمة فبعضهما يكمل الآخر، وجميع ذلك يمثل عدوا وتحديا مشتركا"، لافتا إلى أن "الإرهاب والتطرف والنزاعات الداخلية أدت إلى الانحراف عن المسار الصحيح".
ودعا العبادي إلى "التوجه نحو تحقيق الاستقرار كهدف استراتيجي وإنهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والتفكير بملايين المواطنين الأبرياء النازحين والمهاجرين والمشردين من مختلف الدول العربية والذين يموتون غرقا عبر المحيطات وهم يفرون من جحيم الاقتتال الداخلي، إضافة إلى التركيز على ما يخدم حاضرنا ويرسم مستقبلا زاهرا لشعوبنا ويسمح لهم بالعيش بسلام ومحبة في أوطانهم ويفتح لهم أبواب الأمل بغدٍ أفضل".
وأوضح، أن "ثروات امتنا يجب أن توجه للبناء والاعمار واستخدام التكنولوجيا المتطورة والعمل على بناء شبكة علاقات اقتصادية وتجارية واسعة ورفع المستوى المعيشي وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية وللقضاء على الفقر والجوع والتخلف"، مشيرا إلى أن "شريحة الشباب تمثل الثروة الأهم في الموارد البشرية المنتجة والفاعلة في مجتمعاتنا العربية، ولا بدّ من الاهتمام بمشاكلهم والعمل بجد على إطلاق مشاريع عربية فعالة لتطوير قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم في جميع المجالات، والعمل على توفير فرص عمل تمنع وتحصن الشباب من الانجرار إلى التطرف بكل أنواعه".
وتابع العبادي "أننا نعمل على بسط سلطة القانون في جميع أنحاء العراق وحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على جميع المظاهر المسلحة"، مبيناً أن "مع كل التحديات الصعبة والأزمة المالية التي واجهتنا نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية فقد مضينا بعمليات التحرير وتسليح قواتنا كما مضينا في تنفيذ برنامجنا الإصلاحي الشامل في جوانبه السياسية والاقتصادية والمجتمعية والذي لا يقل صعوبة عن التحديات الأخرى ولكننا قطعنا أشواطا مهمة منه ونحن مصممون على تنفيذه مهما بلغت التحديات".
وأشار إلى أن "العراق مقبل على مرحلة جديدة بعد القضاء على داعش وطردها خارج حدودنا، وهي مرحلة لا تخص العراق وحده وإنما تشمل جميع الدول العربية التي يجب أن تتعاون وتوحد جهودها وتتبادل المعلومات الاستخبارية لمنع عودة داعش أو انتشارها لدول أخرى"، موضحاً "نحن نتطلع معكم إلى عهد جديد من السلام والاستقرار والتعايش الآمن والرخاء الاقتصادي لجميع دولنا وشعوبنا والى تعاون وثيق في جميع المجالات".
وانطلقت، صباح اليوم الأربعاء، أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن لبحث عدد من القضايا العربية والإقليمية في غمرة أزمات عدة تمر بها المنطقة العربية.