وقال العبادي خلال كلمته بالحفل التأبيني الرسمي ليوم الشهيد العراقي الذي اقيم، في مكتب رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم ببغداد بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم، وبحضور الرئاسات الثلاث وكبار القادة وحشد من المسؤوليين العراقيين وممثلي البعثات الاجنبية: للأسف هنالك من يحاول ان يتحرك وينسى الجرائم التي اقترفتها داعش بحق العراقيين".
وأضاف ان "الشرذمة الداعشية التي تذبح أبنائنا في الموصل والعراق وكل بقاع الارض يتخذون المدنين دروعاً بشرية من اجل ان يرموا بذكك على القوات البطلة التي هي أشرف منهم جميعا ومن أتباعهم وانصارهم ولايمكن ان نسمح لهم بالعودة مرة ثانية، والى المربع الاول ونقطة الصفر".
وأشار الى ان "هنالم تضحيات مضاعفة، والضحية الاولى دخول داعش الى العراق وقتلها لابنائنا وسبيها لنسائنا وأطفالنا وتدمير البنى التحتية، ومن فتحوا الابواب لداعش هربوا الى الفنادق وانشغلوا بتجارة العقارات واليوم يريدون العودة!، أما التضحية الثانية في الدماء التي بذلت لتحرير العراق ومن هب للدفاع عنه والمقدسات وهم قدموا ارواحهم رخيصة لذلك".
وتابع "أننا قدمنا ضحية وتضحية ولاننسانها ولن نسمح لاولئك بذلك وسنتصدى لهم في كل مكان، فالعراق اليوم عزيز بقوة ابنائنا ووحدتنا والدول هي من تأتي ألينا واليوم نحن أقوياء وأعزاء بابنائنا وتضحياتهم وهي أمة حية، ولكن البعض يريد سرقة هذه الفرحة والانتصار".
وأكد العبادي أن "اليد التي تمتد من الخارج والداخل وتريد الانتقاص لقواتنا وحشدنا ستقطع، فالحشد من كل العراقيين وليس من طائفة دون اخرى، وحشدنا وابنائنا المتطوعين عندما ينظر لهم الانسان يخجل من عطائهم غير المنقطع".
وبين "كانت زياراتي لقواطع العمليات أحيانا متأخرة ليلاً وفي أراضي غير مأهولة نجد هناك شباب بعمر الورود يقفون مثل الابطال للدفاع عن العراقيين ولم يأتوا لنصرة هذه الكتلة او تلك وانما جاءوا تلبية لفتوى المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني [دام ظله]، ولم ياتوا للانتصار لهذه الكتلة او غيرها".
وأوضح رئيس الوزراء، انه "وبعد اقرار قانون الحشد الشعبي فأنه أبتعد عن السياسة ولا يجوز استخدامه في الصراعات السياسية فهو لكل العراقيين كم المرجعية لكل العراقيين بل للمسلمين جمعاء".
وشدد "علينا حماية الحشد جميعاً من تلك الايادي التي تريد تشويه صورته او بالاساءة اليه من تسييسه او امور اخرى، فالشباب المضحين لم يضحوا من اجل مكسب بل تجارتهم مع الله ونصرة لبلدهم وشعبهم، ولا يمكن لاحد ان يدعي هذا النصر لوحدة بل تحقق بوحدة العراقيين ونحن الان في المربع الاخير من المعركة".
وأشار الى ان "داعش في نينوى يتخذ من المدنيين رهائن ويعرضوهم للخطر والقتل، والدواعش محاصرون اليوم في المربع الاخير من الجانب الايمن لمدينة الموصل وهم مجرمون لا يتورعون لشي ويستعلمون كل شي لقتل المواطنين" مضيفا ان "الارهابيين احيانا يجمعون ١٣٠ شخصاً بمنزل لا يتجاوز ٢٠٠ متر مربع ويفخخون المنازل ويفجرونها لاتهام قواتنا".
وقال العبادي "فينا سماعون للارهابيين وكأن الدعائية الداعشية تريد ان تنتشر ولكن لن نسمح بذلك واليوم حريصون على شعبنا أكثر من الاخرين، والبعض للأسف يريد استغلال أي إساءة ولم يجدوا الا تحريف الكلام والترجمة الخاطئة للإساءة الى الامة والحشد الشعبي".
وأوضح "كان لدينا إصرار بان كل المقاتلين الذين يقاتلون معاً من جميع الطوائف والمذاهب، ولا يجوز ان نسمح بالعودة الى ذلك المربع الذي أراد ان يضيع وطننا به،" محذرا بان "المعركة مع داعش لم تنته بعد وهي معركة ايدلوجية فكرية وليست عسكرية فقط، وقوانا واستخباراتنا تكشف عشرات العمليات وتحبطها، والمعركة ليست في الميدان ونواجه عدوا واضحا بل امام خبثاء وجبناء، وأمامنا معركة صعبة ونكسر العدو".
وأشار الى تفجير أمس في مسجد للشيعة بشمال غرب باكستان ووقوع أكثر من ٧٠ ضحية بين قتيل وجريح بتفجير انتحاري تبنته حركة طالبان الارهابية.
وقال العبادي "أنهم يفجرون في باكستان لانخفاض التطوع مع داعش لاننا كسرنا طموحهم في العراق ولم يعد هنالك من ينتصر له وتفجيراته في باكستان لايقاع الفتنة، كالتي حصلت في الموصل واستجاب لها البعض، ولكن أبناء السنة اليوم هم أشد المدافعين في الحرب".
وحول الأزمة المالية قدم رئيس الوزراء "شكره للمواطنين الذين صبروا لانهم يعلمون حجم هذه الازمة ولكننا تجاوزناها بصمود شعبنا ولم تؤد الى انهيار الدينار ولا حصول تضخم كبير بالاسعار واليوم هنالك دول حلت بها كوارث اقتصادية بانهيار عملاتهم وارتفاع الاسعار كثيراً".
وعن ذكرى استشهاد الحكيم قال العبادي "في مثل هذا اليوم خسر العراق شخصية بارزة ضحى من أجله، ولقد اراد التكفيريون وبقايا البعث ان ينشروا القتل مرة ثانية والظلم والاستبداد والاستيلاء على الثروات كما فعلوا سابقا وبددوا ثروات العراق وتمدير بناه التحتية وعاثوا بالارض فساداً".
وأضاف ان "الانتصارات التي نحققها اليوم هي بدماء هؤلاء الشهداء ومنهم الشهيد الحكيم والقوافل من بعده، وتصورا بان يوقفوا المسيرة بعمليات القتل والذبح ولكن نواجههم واليوم سر قوتنا هذه الوحدة التي اجتمع عليها العراقييون لمواجهة الارهاب الداعشي والشرذمة التي عاثت بالارض فساداً".