وقالت هايلي، في مؤشر على تغيير محتمل في نهج إدارة الرئيس دونالد ترامب حيال الملف السوري بعد الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون، خلال تصريحات لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية "ليس هناك أي خيار لحل سياسي والأسد على رأس النظام".
وتابعت "إن نظرتم إلى أعماله، إن نظرتم إلى الوضع، سيكون من الصعب رؤية حكومة مستقرة ومسالمة مع الأسد".
ولم توضح المسؤولة الاميركية إن كانت إدارة ترامب التي تفادت حتى الآن الدعوة مباشرة إلى رحيل الأسد عن السلطة، بدلت سياستها. لكنها حذرت الجمعة بأن الولايات المتحدة على استعداد لتوجيه ضربات جديدة ضد النظام السوري اذا استدعى الامر.
وقتل ٨٧ مدنيا بينهم ٣١ طفلا الثلاثاء وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، نتيجة تنشقهم لغازات سامة في مدينة خان شيخون السورية في محافظة ادلب.
واتهمت واشنطن والمعارضة السورية قوات النظام بتنفيذ الهجوم من خلال قصف جوي، الامر الذي نفته دمشق بالمطلق مع حليفتها موسكو. وتقول موسكو ودمشق ان الطيران السوري قصف مستودع اسلحة لمقاتلي المعارضة كان يحتوي مواد كيميائية.
وقالت هايلي ان "تغيير النظام هو امر نعتقد انه سيحصل"، مضيفة ان واشنطن تركز ايضا على قتال تنظيم داعش في سوريا والحد من النفوذ الايراني.
وتأتي مواقف هايلي غداة تصريحات لوزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون أكد فيها أن اولوية بلاده في سوريا تبقى هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية حتى قبل أن يتحقق الاستقرار.
وقال تيلرسون في مقابلة لشبكة "سي بي إس" التلفزيونية، نشرت مقتطفات منها السبت، "من المهم أن تبقى أولوياتنا واضحة. ونعتقد أن أولى الأولويات هي هزيمة تنظيم داعش".
وبحسب تيلرسون، فإن التغلّب على تنظيم داعش واستئصال "الخلافة" التي أعلنها سيقضيان على تهديد لا يطال الولايات المتحدة فحسب بل "الاستقرار في المنطقة بكاملها".
وشدد الوزير الاميركي على انه "بعد الحدّ من تهديد تنظيم داعش أو القضاء عليه، أعتقد انه يمكننا وقتها تحويل اهتمامنا في شكل مباشر نحو تحقيق الاستقرار في سوريا".
خلال عهد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، شكل رحيل الاسد مطلباً رئيسياً لواشنطن التي كانت تعد ابرز حلفاء المعارضة، قبل ان تنكفئ تدريجياً عن الملف السوري.
وقبل ايام من الهجوم الكيميائي في خان شيخون، اعتبر تيلرسون ان مصير الاسد يقرره الشعب السوري، في وقت اكدت هايلي أن واشنطن لم تعد تركز على اسقاط الرئيس بشار الاسد.
لكن مواقف ادارة ترامب تغيرت كليا بعد وقوع هجوم خان شيخون الذي اثار تنديداً دولياً واسع النطاق خصوصا بعد تداول صور الضحايا وبينهم اطفال وهم يرتجفون ويصابون بحالات اغماء وخروج رغوة من الفم.
وردا على الهجوم، نفذ الجيش الاميركي فجر الجمعة بأمر من ترامب هجوما على مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص (وسط)، عبر إطلاق ٥٩ صاروخا عابرا من طراز "توماهوك" من البحر.
وهي الضربة الاميركية العسكرية الاولى المباشرة ضد النظام السوري منذ بدء النزاع منتصف اذار/مارس ٢٠١١.
وكان ترامب وجه خطابا الى الأمة من منزله في فلوريدا بعد بدء الضربة، وصف فيه الأسد بـ"الديكتاتور". وقال "باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد ارواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة".
واثارت الضربة الاميركية غضب دمشق التي وصفتها بانها تصرف "ارعن غير مسؤول"، نافية بالمطلق استخدامها لأي نوع من السلاح الكيميائي في خان شيخون.
ويعد هجوم خان شيخون ثاني اكبر هجوم كيميائي بعد الغوطة الشرقية في العام ٢٠١٣ والذي تسبب بسقوط المئات من الضحايا ووجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق.
ووافقت الحكومة السورية في العام ذاته على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي اميركي. وجاءت الموافقة في ظل تهديد أميركي بقصف سوريا.
الا ان اتهامات عدة وجهت الى دمشق منذ ذلك الحين بتكرار استخدام غازات سامة في مناطق عدة.
وسارع داعمو النظام السوري وعلى راسهم روسيا وايران الى الدفاع عن دمشق ازاء الاتهامات باستخدام غازات سامة في خان شيخون.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي اجراه بالرئيس السوري، ان الاتهامات الموجهة إلى سوريا "لا أساس لها من الصحة"، مشدداً على أن "الهجوم الأميركي هو انتهاك للقوانين الدولية ولميثاق الأمم المتحدة".
واكد خلال الاتصال الذي جرى مساء السبت، وفق ما نقلت الرئاسة الإيرانية على موقعها الإلكتروني، ان "الشعب الإيراني سيقف إلى جانب الشعب السوري في الكفاح ضد الإرهابيين ودفاعا عن وحدة وسلامة أراضي سوريا" معتبرا ان "استخدام أسلحة كيميائية، وهو عمل لا يغتفر، كان يهدف إلى تحويل أنظار الرأي العام العالمي عن حقيقة الواقع في سوريا".
ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن الأسد قوله إن "الهجوم الأميركي يأتي بعد هزائم الإرهابيين الفادحة وتفككهم. وهو مسعى لرفع معنوياتهم وإضعاف الشعب والجيش السوري".
وقتلت امراة السبت في خان شيخون جراء غارة قال المرصد السوري انه من المرجح ان طائرات روسية نفذتها. كما تجدد القصف الاحد على المدينة وفق المرصد من دون توفر اي حصيلة.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ العام ٢٠١١ بمقتل اكثر من ٣٢٠ الف شخص وبدمار هائل ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.