وذكر الجبوري خلال مؤتمر حوار بغداد التربوي الذي اقيم اليوم في مقر البرلمان برعاية عضو هيأة رئاسة مجلس النواب الشيخ همام حمودي انه " حينما يكون المضمون الاصلاحي المطروح كحل متعلقا بالمراحل التأسيسية للأجيال فهذا يعني اننا بصدد اخطر حلقة في التعليم ، وأكثرها أهمية وحساسية" . واكد على " تأسيس فهم جديد يراعي ظروف المرحلة ويخطط لتجاوز أخطاءها وتعقيداتها ويعمل على تحصين الجيل من اثارها المُحتملة اذا ما تركت من غير معالجة واستدراك" . ودعا الجبوري لثورة جادة في تنضيج المناهج التربوية لترتقي الى حجم الكارثة وتداعياتها ، وتراعي متطلبات فقه الأزمة ، فالمراحل التي تعقب الصراعات والحروب تحتاج الى جهد تعليمي وتربوي احترافي وناضج ومسؤول" . وشدد على " ضرورة ان نضع في الحسبان التدرج في اساليب هذه التحول ومحتملات العوائق التي ستواجهنا في هذه المشروع وطرق تكييف هذه الوسائل لصالح مشروع التطوير التعليمي المرتجى" . وبين الجبوري " اننا نوشك اليوم على الانتهاء من مرحلة المواجهة المسلحة مع الإرهاب وتستعد لخوض حرب أكثر تعقيدا وتأثيرا في نصرها وهزيمتها، وليس بيدنا وقت يكفي للهدر والتضييع ، ومقدراتها محدودة الى حد كبير لكن قدرتنا كبيرة وعظيمة بحجم العراق وعنوانه" . وأكد " أننا بحاجة الى صراحة فاقعة في التشخيص والاقتراح ، صراحة من شأنها ان تضعنا على الطريق الأقصر والأنجع ، من خلال طرح الأسئلة الواضحة والجلية وأول هذه الأسئلة عن الجهة او الجهات المعنية بهذا الفعل الاصلاحي ومدى استعدادها للتفاعل مع الحلول التي تتطلب مواقف سخية من هذا الطرف او ذاك" . وأكد ايضا على " ضرورة ان تملك وزارة التربية رؤية لوضع منهج خاص بالمناطق المحررة وطرق قياس حجم التأثير على هذا الأجيال وطرق المعالجة والتصحيح اضافة الى مدى إمكانيتها لإيجاد كوادر متخصصة في هذا المشروع ، وإدارة برامج التأثير المجتمعي الإيجابي وحتى حجم ونوع الخدمات التي تقدمها السلطات المحلية لهذه الطبقة المظلومة من ابناء شعبنا". واشار الى ان " ثروتنا الحقيقية هي ليست التي تحت الارض من النفط والغاز والمعادن وحسب ، بل ان الثروة الأعظم التي يمتلكها العراق هي العراقي والجيل الجديد هو الجزء الاستراتيجي من هذه الثروة الذي نعول عليه في بناء المستقبل ورسم صورة الغد المأمول" . واوضح الجبوري ان " ثروة الجيل الجديد تتعرض اليوم الى عملية تضييع وتفريط ممنهجة مارس جزءا منها الارهاب وأعانه عليه قوم اخرون هم ثلة الفاسدين الذين عملوا على افراغ خزانة البلد من أموال العراقيين التي كان من المفترض ان تتحول الى اقلام ودفاتر ومدارس واجهزة الكترونيك متقدمة وتقنيات تعليم متطورة ، وهو عمل لا يقل جرما من الفعل الإرهابي الدموي" . ولفت الى ان " لجنة التربية والتعليم في البرلمان العراقي تعمل بالتواصل مع الجهات التنفيذية ذات الصِّلة، بوصفها جهة جامعة مشرعة ومراقبة وداعمة لمؤسسات التربية والتعليم في العراق ، ويعمل معها البرلمان على تذليل كل الصعوبات التي تعيق الأجهزة التربوية والتعليمية". ودعا الجبوري في ختام كلمته الجهات التنفيذية بما لديها من اواصر للارتباط والتواصل الفعالة بالمنظمات التربوية والتعليمية الدولية ومن بينها اليونسكو "لإنفاذ ما تم الحديث عنه من برنامج تأهيل المناهج والكوادر الفاعلة في المناطق المحررة من الارهاب ، وتحقق أهداف الخطة الوطنية للتنمية وما أقرته وثيقة العهد الدولي مع العراق". وبدأ صباح اليوم مؤتمر حوار بغداد التربوي تحت شعار {التعليم مابعد الانتصار.. صناعة إنسان وبناء دولة} الذي عقدته مؤسسة بهجة الباقر بمبادرة ورعاية عضو هيأة رئاسة مجلس النواب الشيخ همام حمودي وبالتعاون مع وزارة التربية ونقابة المعلمين. ويعد المؤتمر الأول للتعليم الابتدائي الاول من نوعه الذي يشهده العراق منذ عقود، ويهدف الى الوقوف على تحديات التعليم الابتدائي باعتباره أساس كل المراحل التالية، وبلورة رؤى رصينة للمشاكل القائمة المتعلقة بالفلسفة التربوية، والمناهج والهوية الوطنية، والمباني المدرسية، ووضع المعلم، وغيرها. وستشترك في مناقشة محاور المؤتمر لجنتي التربية والمالية النيابية، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارة التربية، ونقابة المعلمين، وشبكة الاعلام العراقي، ومجالس المحافظات، ومجالس الآباء، وخبراء وباحثين بالشأن التربوي، ومنظمات دولية، وجهات أخرى عديدة.