في مؤشرات ميدانية على قرب تحرير ما تبقى من الجانب الأيمن من الموصل خلال الأيام القليلة المقبلة، وجهت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» نداءً إلى سكان ٩ مناطق بوجوب مغادرتها «فوراً» للقضاء على ما تبقى من شراذم «داعش» الارهابي وإعلان الموصل محررة بالكامل،
وفي وقت حررت فيه قطعات الشرطة الاتحادية مباني حيوية مكنت قواتنا من فرض قدرتها النارية على المنطقة المحيطة بمنارة الحدباء في البلدة القديمة، واصلت قوات الحشد الشعبي تقدمها في عمليات «محمد رسول الله الثانية» لتحرير قضاء البعاج حيث نفذت عملية نوعية بين القضاء والعدنانية وتمكنت خلال ٤٨ ساعة من تحرير عشرات القرى والمناطق.
ودعا قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله سكان المناطق التي لا تزال غير محررة في الجانب الأيمن من الموصل إلى مغادرتها "فوراً"، ونقلت خلية الإعلام الحربي عن يارالله في بيان قوله: "الى أهلنا في مناطق: الزنجيلي - الصحة الأولى - باب سنجار - الشفاء - الفاروق - رأس الكور - الميدان - باب الطوب وباب جديد، أكملت قواتكم المسلحة بعون الله وهمة الأبطال تدمير العدو "الداعشي" في عموم مناطق الساحل الأيمن، وما تبقى شراذم تحاول العبث بأرواح المدنيين في مناطقكم واستخدامكم دروعاً بشرية".
وأضاف البيان، ان "الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، حريصون عليكم ومسؤولون عن سلامتكم ومصرون على اكمال التحرير لكل شبر من أرض العراق"،
وخاطب يار الله السكان قائلاً: "ولتحقيق هذه الغايات الوطنية النبيلة وتجنيبكم أية خسائر يريدها العدو حجة لاضطهادكم، ولفسح المجال الى قواتكم المسلحة لإكمال مهامها في التحرير سريعاً، نطلب منكم جميعاً الخروج والتوجه على الفور الى الممرات الآمنة التي سنحددها لكم ميدانياً، وستجدون بانتظاركم أدلاء وحمايات وعجلات توصلكم الى الأماكن الآمنة".
بشائر النصر
وعقب صدور البيان، ألقت طائرات القوة الجوية مئات الآلاف من المنشورات على مناطق الجانب الأيمن، وأكدت خلية الإعلام الحربي أن "طائرات القوة الجوية العراقية ألقت مئات الآلاف من المنشورات التي تتضمن مطالبة المواطنين بمغادرة المناطق في مركز مدينة الموصل في الجانب الايمن التي ما زالت غير محررة من خلال ممرات آمنة تمهيدا لاقتحامها وتحريرها".
وأكد المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريح صحفي أمس الجمعة، ان "الايام القليلة المقبلة ستشهد تحرير ما تبقى من مدينة الموصل على الرغم من صعوبة المعارك فيها"، وأضاف، ان "ما تبقى من الساحل الايمن لمدينة الموصل لا يتجاوز بضعة احياء اضافة الى اجزاء من الموصل القديمة، وستحمل الأيام القليلة المقبلة بشارة تحرير الساحل الايمن بالكامل وبعده بوقت قصير تعلن الموصل محررة من رجس الدواعش".
منارة الحدباء
بدوره، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن قوات الشرطة الاتحادية سيطرت على مبان حيوية أمس الأول الخميس في المنطقة القديمة في الجانب الأيمن لمدينة الموصل،
وأوضح جودت في بيان أمس الجمعة، ان "قوات من الشرطة الاتحادية نفذت واجبات قتالية محددة استهدفت اهدافا للدواعش في باب الطوب داخل المدينة القديمة وسيطرت على مبان حيوية مكنت قواتنا من فرض قدرتها النارية على المنطقة المحيطة بمنارة الحدباء"،
وأضاف الفريق جودت، أن "كوادرنا الهندسية تفتح ممرات ومسالك آمنة لاجلاء النازحين وطرقا خاصة للامداد اللوجستي تربط مناطق الاشتباك في المدينة القديمة بمراكز القيادة والعمليات في بادوش تمهيدا لانطلاق عمليات تحرير ما تبقى من مدينة الموصل".
من جانبها، أوضحت قيادة جهاز مكافحة الإرهاب، ان "مساحة سيطرة تنظيم "داعـش" في الجانب الأيمن لمدينة الموصل تقلصت الى حد كبير جدا"، وأكدت القيادة أن "قواتها ستشارك في معارك تحرير المدينة القديمة بالموصل"، متوقعة "حسم المعارك خلال الأيام العشرة المقبلة".
عمليات الحشد الشعبي
إلى ذلك، باشرت قوات الحشد الشعبي، أمس الجمعة، تنفيذ عملية نوعية لقطع طريق إمداد "داعش" بين العدنانية والبعاج، لطي الصفحة الثانية من عمليات تحرير البعاج غرب مدينة الموصل. فيما تمكن ابطال الحشد من تحرير قاعدة سنجار ومجمع دوميز والسكني.
وقال اعلام الحشد الشعبي في بيان إن "اللواءين الحادي عشر والاربعين التابعين للحشد الشعبي نفذا، عملية نوعية لقطع طريق إمداد "داعش" بين العدنانية وقضاء البعاج غرب الموصل"، مشيرا الى ان "أسلوب الحشد بالوقت الحالي هو تخطي القرى إذ تجاوز ثلاثاً منها وتقدم ٦ كم من قرية قبة الوهبي المحررة مؤخرا وما زال التقدم مستمرا"،
وأضاف ان "وصول الحشد الشعبي لهذا الطريق سيطوي الصفحة الثانية من عمليات (محمد رسول الله الثانية)"، مشيرا الى ان "نقطة ارتكاز "داعش" حاليا في القحطانية والعدنانية".
وواصلت قوات الحشد الشعبي أمس الجمعة تقدمها صوب قضاء البعاج في العملية التي حملت اسم "شهداء سنجار" من عدة محاور، وتمكنت من تحرير عشرات المناطق في العملية التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي، حيث وصلت قطعات الحشد إلى مجمع دوميز المحاذي لجبال سنجار، وقطعت الطريق الرابط بين سنجار والبعاج بمسافة ٣٣ كم، وجرى تحرير قرى: امليحات، رفيع، قبة الوهبي، كوجو، تل غزي، بسكي الشمالية، بسكي الجنوبية، الحاتمية، القابوسية، رنبوسي. وتكبد "داعش" الإرهابي خسائر فادحة في عملية "شهداء سنجار"،
وقال بيان للحشد الشعبي مساء أمس الأول الخميس: إنه "جرى قتل ٣٨ ارهابيا من "داعش" بينهم ٤ انتحاريين، وتدمير ١٣ مفخخة على يد قوات الحشد وطيران الجيش، وتدمير ٨ عجلات تقل عناصر "داعش"،الارهابي كما قامت مديرية الدعم اللوجستي في الحشد الشعبي بنقل العوائل النازحة باتجاه القرى المحررة وتوفير آليات النقل ومستلزمات الإغاثة الطبية والإنسانية بعد ان تمكنت قوات الحشد الشعبي من إخراجهم عن طريق الممرات الامنة في القرى المحررة".
