واعتقل جهاز الأمن الوطني العراقي، مهدي في مطلع شهر حزيران الجاري بعد ٢٤ ساعة فقط من اختراق موقعه الالكتروني وتركهِ رسالة شديدة اللهجة.
وبعد مرور قرابة اليوم من الاعتقال اقدم مجموعة من الهكرز العراقي تسمى (فريق التقنيات المتقدم) اصدقاء مهدي، على اختراق قرابة ٩٦ موقعا رسميا حكوميا عراقيا، إضافة الى مواقع إخبارية غير رسمية.
وبرّرا (فريق التقنيات المتقدم) تهكيره تلك المواقع رداً على اعتقال زميلهم بعد اختراقه بريد الالكتروني لجهاز الأمن الوطني.
كما استطاع مهدي في ذلك الوقت ان يعطل الموقع الالكتروني لجهاز الامن الوطني اذ كتب عبارات كثيرة انتقد فيها المحاصصة والفساد والتعيينات التي لا تمت بصلة للجهاز. وقال وقتئذ إن “الاستهتار بأرواح الناس أحد أهم أسباب الدمار” الذي حل في بلاده.
وسبق لحسين أن اقدم على اختراق الكثير من المواقع الحكومية خصوصا بعد أي انفجار يقع في العراق مشبها الطريقة التي يتم فيها ادارة الملف الامني بمستوى حماية المواقع الالكترونية في البلاد
ملابسات الاعتقال
وقال حسين مهدي إن جهاز الامن الوطني اطلق سراحه قبل نحو ثلاثة ايام، وهو ما اكده مصدر مطلع وأشار الى ان الافراج تم بكفالة.
وأضاف حسين، وهو شاب عشريني، ان الجهاز اطلق سراحه بعدما تعهد بعدم الاقتراب من المواقع الحكومية او تسريب أي معلومات الى “الجهات المعادية”.
ونفى حسين ما اشيع من انه قد تعرض الى تعذيب اثناء فترة توقيفه، وقال إنه تلقى معاملة حسنة “لم يكن يتوقعها احد” لدرجة انها تصل الى حد المزاح معه.
وقال "طلب (جهاز الامن الوطني) مني عدم التعرض الى المواقع الحكومية.. وقلت لهم ان شاء الله لن اتقرب.. انا تقريبا اعتزلت (القرصنة)".
لكن حسين ابقى الباب مفتوحا للعودة الى عالم الاختراق الالكتروني عندما تتحسن حالته النفسية، وقال إنه- وإن عاد مرة اخرى- سيقتصر عمله على استهداف المواقع المؤيدة للارهاب وبخاصة داعش مثلما كان يفعل في السابق.
وذاع صيت حسين مهدي منذ ان اقدم على اختراق مواقع حكومية بسبب التفجير الدموي الذي وقع العام الماضي في منطقة الكرادة بقلب بغداد والذي أسفر عن مقتل اكثر من ٣٠٠ عراقي. وينتقد حسين بشدة طريقة ادارة الملف في العراق ميدانيا والكترونيا.
واخترق الهاكر نفسه موقع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي واخترق الموقع الالكتروني لرئيس البرلمان سليم الجبوري والنائبة حنان الفتلاوي وآخرين.
وعلى مدى الاسابيع القليلة الماضية اخترق قراصنة يبدو انهم عراقيون مواقع وزارات عراقية ودوائر حكومية انتقاما من اعتقال حسين مهدي بحسب الرسائل التي تركوها على المواقع المخترقة.