هناك تذمر واسع النطاق من مخاض هذه المبادرة أبرزها حكومة الوفاق الوطني، التي يرى شباب الثورة بأنها شريكة مع القتلة الذين اباحوا دمائهم وخططوا لقتلهم ، فهل للسعودية يد طولية بتلك الحكومة في اليمن؟ هذا السؤال وضعناه على القيادي في اللقاء المشترك سلطان العتواني فقال : " لا يجب أن نشكك في رئيس الحكومة باسندوة، وليس هناك من سيفرض علينا ما لا نريده والسعودية تربطنا بها شراكة سياسية فقط كدولة جارة وفي إطار الانتقال السلمي للسلطة في اليمن واستجبنا للمبادرة الخليجية لتقليل تكلفة الضحايا".
فيما يعتبر المحامي خالد الآنسي – القيادي في الثورة الشبابية الشعبية تلك الحكومة بأنها حكومة "للرياض وواشنطن" فهي ليست حكومة وفاق وطني وإنما حكومة نفاق لا وطني بحد قول الآنسي .
وقال الآنسي في حديثه لـ"اسلام تايمز" أنه من المؤسف أن نرى من يدافع عن المشتركين بالدفاع عن القتلة واللصوص وفي ذات الوقت يهتف " قسما ياشهيد عن دربك لن نحيد".
واتهم الآنسي الولايات المتحدة والسعودية بسعيهما لإغلاق ملف اليمن بشكل أسرع فهما لا تريدان الاعتراف بالثورة اليمنية وتري باعتبار أن بقاء الملف اليمني مفتوح يضع واشنطن والرياض في موقف لا أخلاقي من خلال تأييدهما للثوره في سوريا و رفضهما لها في اليمن.
كما يرى الكاتب والباحث اليمني ثابت الأحمدي أن تدخل السعودية في التشكيل الحكومي الجديد ظاهرا وبدت السعودية وكأنها وصية على قاصرين وعلى الطرفين سواء في نصوص المبادرة الخليجية بصيغها المتعددة أو في مشهد مراسيم التوقيع في الرياض الذي تعمد آل سعود أن يكون في القصر الملكي وبتلك الطريقة المهينة لليمنيين .
واضاف : " ومن نافل القول أن آل سعود يعرفون طبيعة الحكم في اليمن وآليته التنفيذية فهم يقيمون علاقات مباشرة مع كثير من كبار الشخصيات سواء في السلطة أو في المعارضة لتمرير سياستهم من خلالهم، وهذه سياسة متبعة منذ عقود مضت عن طريق ما يسمى باللجنة الخاصة التي تأسست في العام ١٩٦٤م ورأسها الأمير سلطان حتى وفاته قبل أشهر، وبالتالي فرجالاتها جاهزون سلفا ربما منذ بداية المشهد، ومن المعروف أن آل سعود قد عملوا على إسقاط رؤساء سابقين ناهيك عن وزراء لا يرغبون بهم إلا ما ندر، وتصريح الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان الأخير يشي ـ وإن من طرف خفي ـ إلى مدى توغلهم في سياسة الشأن اليمني حين صرح بأن ثمة غرفتي عمليات في سفارتين لمتابعة مدى تنفيذ المبادرة".
واشار : "من غير المملكة صاحبة الشأن الأول هو من يتابع ويوجه ويملي إضافة إلى السفارة الأمريكية، ولا نريد الإشارة إلى أحد بعينه من بعض الشخصيات المرتبطة بها تاريخيا منذ عقود مضت هي واحدة من أبرز من يدير الشأن السياسي خلال الفترة القادمة، وحسنا فعلت المعارضة حين وضعتها في الواجهة لطمأنة الجار المتوجس من أي حركة يمنية من شأنها أن تضع أولى خطواتها على طريق بناء اليمن الحديث ذي النظام المؤسسي والاقتصاد المستقر".
وأردف قائلاً : " المتابع لموقف آل سعود من خلال هذه الأحداث التاريخية للفترة الماضية يجد ـ وبكل سهولة ـ أن مواقفهم كانت مخزية تماما.. لم يقفوا يوما ما إلى جانب الشعب اليمني في أية قضية على الإطلاق بقدر ما وقفوا في طريق أي إصلاح أو تطور سياسي واقتصادي من شأنه أن يحقق دولة الاستقرار في اليمن وقصتهم مع الرئيس الحمدي خير شاهد..".
الدكتور محمد عبد الله نعمان – استاذ القانون الدولي بجامعة صنعاء قال :"بأن السعودية تريد أن تبقي اليمن ضعيفة ولديها عملاء في اليمن يساعدونها على ذلك وتريد المملكة أن يستقي الحاكم لليمن الأوامر منها كما أنها تريد أن ترتب البيت اليمني بما يخدم المصالح السعودية الأمريكية".
يبدو أن المعارضة المتمثلة في "اللقاء المشترك" وقعت في ورطة وطلبت من الشباب في الساحات البقاء في أماكنهم خوفا من أن تكون المؤامرة هي قبرا لهم، فمن يقبل بنصف ثورة يحفر قبره بيده، المعارضة لم تكن أيضا تتوقع أن يوقع صالح على المبادرة الخليجية في تلك اللحظات الحرجة الذي كان صالح قد أوغل في القصف والتدمير وسفك الدماء، لكن الضغوط الدولية السعودية والأمريكية جعلت "صالح" يقبل لتهبه الخروج المشرف .
فهل ستبقى الثورة في اليمن نصف ثورة لأن السعودية ارادت ذلك أم أن شباب الثورة وصمودهم في الساحات وتصعيدهم الثوري سيغير المبادرة أم ان الأيام تخفي مفاجأت ..؟