وأضاف عمارة، فى مؤتمر صحفى حول الأحداث التى أسفرت حتى الآن حسب حصيلة رسمية عن مصرع أحد عشر شخصا وإصابة المئات، ان الجنود تعرضوا للاستفزاز لجرهم لهذه المواجهات بهدف تخريب الوطن كما قال.
واتهم أطرافا لم يسمها بالعمل بشكل ممنهج على هدم الدولة المصرية.
ونفى اللواء عمارة استخدام عناصر الجيش للقوة، قائلا إنهم لو لجأوا للقوة لكانت النتائج كارثية وعدد الضحايا أكبر بكثير.
و قال المتحدث إن "للقوات المسلحة ثوابت لا ولن تحيد عنها وهي صدق النية في تسليم السلطة لقيادة مدنية، وعدم استخدام العنف مع المتظاهرين" إلا أنه أشار الى أن ذلك لا يسري على من يخربون مرافق الدولة.
وميدانيا، افاد شهود عيان بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بأن نحو ٢٠٠ طالب قد نظموا اضراباً سلميًا فى ساحة الكلية احتجاجا على أحداث مجلس الوزراء التى راح ضحيتها أكثر من عشرة قتلى ونحو مائتي جريح.
وقال محمد عبدالله، المدرس بالكلية فى تصريحات لـ بي بي سي إن أكثر من مائتي طالب ينظمون الآن وقفة بالملابس السوداء امام مبني الكلية فى تظاهرة لهم احتجاجا على أحداث شارع مجلس الوزراء وسقوط قتلي وجرحي هناك.
وكان اتحاد طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة قد أعلن فى وقت سابق عن تنظيم إضراب سلمي الاثنين سيمتد فى جامعة القاهرة من بداية اليوم الدراسى و حتى انتهائه، متشحيين بالسواد احتجاجًا على استخدام العنف المفرط مع المتظاهرين .
فى سياق متصل انتشرت دعوى طلابية على مواقع التواصل الاجتماعى أطلقها نشطاء من طلبة الجامعات عن بدء إضراب عام فى كل الجامعات المصرية غدا الثلاثاء احتجاجًا على انتهاك حرمة الجسد والتعامل العنيف من قوات الجيش مع المتظاهرين.
وفي سياق آخر ورد في بيان للنيابة العامة تلقت "بي بي سي" نسخة منه: "حبس ١٢٣ متهماً في أحداث مجلس الوزراء ٤ أيام على ذمة التحقيقات وإخلاء سبيل ٥٣ آخرين وإحالة ٩ متهمين للعلاج بالمستشفيات قبل التحقيق معهم من قبل النيابة بعد أن لوحظت عليهم إصابات بجروح وكسور."
ونسبت النيابة إلى المتهمين عدة تهم منها التجمهر ومقاومة السلطات و إحراق مبان حكومية وأعمال الشغب.
ويسود الهدوء الحذر حاليا ميدان التحرير وشارع القصر العيني بعد اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية فجر اليوم أدت إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وأكثر من مائتي مصاب تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة .
وتجمع عشرات المتظاهرين وسط ميدان التحرير يرددون الهتفات المنددة بالمجلس العسكري والمطالبة بسرعة تسليمه السلطة إلى المدنيين.
وصرح الدكتور هشام شيحة المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية بأن عدد ضحايا إشتباكات شارع قصر العيني ارتفع إلى ١١ قتيلا فضلا عن سقوط ٢٠١ جريح عولج منهم ٨٥ شخصا في موقع الأحداث فيما تم نقل ١٣٦ آخرين إلى مستشفيات قصر العيني القديم و الجديد ومستشفى المعادي العسكري ومستشفى الهلال الأحمر والشرطة ومعهد القلب والدمرداش ومستشفى المنيرة العام .
يأتي ذلك فيما يعقد حاليا اجتماع القوى الوطنية بساقية الصاوي وهو إجتماع مغلق بدأ الساعة ١١:٠٠ بتوقيت القاهرة وينتظر أن يسمح بدخول الكاميرات ووسائل الإعلام الساعة ١٣:٠٠ بتوقيت القاهرة لعرض المبادرة التي تتضمن التعجيل بانتخاب رئيس الجمهورية ليتسلم السلطة من المجلس العسكري ويدير المرحلة الانتقالية مقابل وقف العنف فورا وإحالة المسئولين عن تفاقم الأحداث إلى جهات التحقيق المعنية.
كانت الصدامات تواصلت في وسط العاصمة المصرية القاهرة بين المحتجين وقوات الجيش والامن لليوم الرابع على التوالي، وفضت القوات محاولة اعتصام جديدة في ميدان التحرير في الساعات الاولى من صباح الاثنين قبل عودة المتظاهرين مجددا الى الميدان.
وتفيد انباء بسقوط ثلاثة قتلى برصاص حي وعشرات الجرحى خلال عمليات الكر والفر في الساعات الاولى من صباح اليوم.
في حين ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلا عن وزارة الصحة المصرية ارتفاع حالات الوفاة إلى ١١ منذ بدء أحداث مجلس الوزراء، كما وصل عدد مصابي الامس الى ٢٠١ جريحا.
وكانت اخر حصيلة رسمية اشارت الى سقوط عشرة قتلى وأكثر من خمسائة جريح، تم علاج غالبيتهم، حسبما صرحت به وزارة الصحة المصرية.
ويسود الآن هدوء حذر بعد عودة مئات المتظاهرين للميدان إثر عمليات كر وفر مع قوات الأمن وقوات الجيش واشتباكات طوال ساعات الليل وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم.
ويبدو ان هناك دعم متزايد بين المتظاهرين للدعوات باجراء انتخابات رئاسيه في الخامس والعشرين من يناير ليتم تسليم السلطة من المجلس العسكري لرئيس منتخب وبرلمان منتخب.
وافادت مصادر من بين المتظاهرين لبي بي سي بأن قوات الأمن والجيش قامت عند اقتحامها الميدان بتكسير عدد من السيارات وإحراق الخيام الموجودة فيه، ومنها الخيام الخاصة بالمستشفيات الميدانية.
وأضافت المصادر باستخدام قوات الأمن والجيش للغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وإلى حدوث تراشق بين الجانبين بالحجارة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أعربت عن "قلقها العميق" جراء أحداث العنف التي تشهدها مصر داعية إلى وقف هذه الأعمال ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما حثت كلينتون قوات الأمن المصرية على احترام حق المصريين في تنظيم احتجاجات سلمية.
وقالت "أحض قوات الأمن المصرية على احترام وحماية حقوق جميع المصريين بما فيها الحق في التعبير عن الرأي والتجمع بحرية".
وأضافت قائلة "ندعو السلطات المصرية إلى محاسبة منتهكي هذه المعايير بمن فيهم قوات الأمن"، وتقدمت بتعازيها إلى عائلات القتلى والجرحى.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه الشديد من تصاعد العنف" متهما قوات الأمن المصرية بالاستخدام "المفرط" للعنف بحق المتظاهرين.
ودعا الأمين العام الحكومة الانتقالية إلى ضبط النفس واحترام حقوق الانسان بما فيها الحق في التظاهر السلمي.
وجاءت هذه الدعوات الدولية بعد ارتفاع أعداد قتلى الصدامات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن منذ يوم الجمعة الماضي.
واعتقلت قوات الأمن المصرية ١٦٤ شخصا وأحالتهم إلى النيابة العامة لمشاركتهم في المواجهات التي بدأت صباح الجمعة حول مقر الحكومة واحراق مبان.
وتعد هذه الاشتباكات الأعنف منذ تلك التي بدأت في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي واستمرت اسبوعا واسفرت عن سقوط ٤٢ قتيلا اغلبهم في القاهرة وذلك قبل ايام على بدء انتخابات مجلس الشعب في ٢٨ من الشهر ذاته.