وقال البارزاني في تصريح لوكالة الاسوشيتدبرس الأميركية، إن "الأزمة السياسية إذا لم تعالج حتى قبل الانتخابات المحلية في كردستان في أيلول المقبل، من الممكن أن ينظم الأكراد في العراق استفتاءا لاتخاذ قرار حول ما إذا كانوا يرغبون بالبقاء في ظل نظام ديكتاتوري وتحت سيطرة بغداد أو يريدون العيش في دولة مستقلة".
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، كشف في (٢٣ نيسان ٢٠١٢)، أنه سيبدأ بالتشاور مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني والأطراف الكردية لبحث مسألة "استقلال" كردستان لأنها في خطر كبير، مؤكداً أنه إذا كان لا بد من التضحية بالدماء فالأفضل أن تكون "لأجل الاستقلال لا لأجل الفدرالية.
وسبق وأن أكد رئيس الجمهورية جلال الطالباني في (١٧ نيسان ٢٠١٢)، أن انفصال الكرد في دولة مستقلة أمر غير ممكن في الوقت الحاضر، فيما دعا الشاب الكردي المتحمس لإعلان الدولة الكردية إلى أن يكون واقعياً ويدعم العراق الفدرالي بدلاً من الانفصال.
وكانت القيادية في الاتحاد الوطني بزعامة الطالباني آلا الطالباني أكدت في (١٥ نيسان ٢٠١٢)، أن الكرد يبحثون عن دعم محلي ودولي بهدف إنشاء دولة لهم، وفيما لفتت إلى أنهم سيرحبون بذلك في حال ساعدتهم واشنطن بهذا الاتجاه، نفت وجود برنامج لدى الأحزاب الكردية في الوقت الحالي لإقامة تلك الدولة.
وتناقلت وسائل إعلام في تقارير لها أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من تركيا الاعتراف بالدولة الكردية، لأن ذلك يصب في مصلحتها، وأن تركيا قد توافق على هذا الطلب مقابل شروط معينة.
ويؤكد كبار المسؤولين في إقليم كردستان لاسيما رئيس الإقليم مسعود البارزاني مراراً استعدادهم للتعاون مع أنقرة، للتوصل إلى حل نهائي للقضية الكردية في تركيا.
وجدد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، في (١٢ نيسان ٢٠١٢)، هجومه على رئيس الحكومة نوري المالكي، معتبراً أن العراق يتجه إلى "نظام دكتاتوري"، فيما أكد أن تقرير المصير بالنسبة للكرد سيكون الخيار الوحيد في حال عدم تعاون بغداد مع الإقليم لحل المشاكل.
ودعا رئيس الحكومة نوري المالكي، في (١٧ نيسان ٢٠١٢)، الشعب الكردي إلى الحذر من التصريحات غير المسؤولة حتى يبقى يتمتع بخيرات بلده، معتبرا أن إطلاق التصريحات المتشنجة لا تأتي بالخير لعموم الشعب العراقي، فيما حذر البعض من نبرة التحريض التي يلجؤون إليها في محاولة لاستعداء الناس بعضهم ضد الآخر، أو تحريض هذا الطرف القومي ضد الأخر عبر تحريف الأقوال ونزعها من سياقها.
وتصاعدت حدة الخلافات بين الكتل السياسية حين تحولت من اختلاف العراقية ودولة القانون إلى اختلاف الأخير مع التحالف الكردستاني أيضاً، بعد أن جدد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في (٦ نيسان ٢٠١٢)، خلال زيارته للولايات المتحدة هجومه ضد الحكومة المركزية في بغداد واتهمها بالتنصل من الوعود والالتزامات، وفيما شدد على أن الكرد لن يقبلوا بأي حال من الأحوال أن تكون المناصب والصلاحيات بيد شخص واحد، "يقود جيش مليوني".
يذكر أن الكرد أقدموا على تأسيس جمهورية مهاباد في أقصى شمال غرب إيران حول مدينة مهاباد التي كانت عاصمتها، وكانت دويلة قصيرة العمر غير معترف بها دولياً مدعومة سوفييتياً كجمهورية كردية أنشئت سنة ١٩٤٦ وساهم بقيامها تحالف قاضي محمد مع الملا مصطفى البارزاني ولكن الضغط الذي مارسه الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي كان كفيلاً بانسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الإيرانية وقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد ١١ شهراً من إعلانها وتم إعدام قاضي محمد في ٣١ آذار ١٩٤٧ في ساحة عامة في مدينة مهاباد وهرب مصطفى البارزاني مع مجموعة من مقاتليه من المنطقة.