واشنطن - من مارك هوزنبول / قال مسؤولون أميركيون ومسؤولون في الدول الحليفة إنهم يشعرون بقلق بالغ من أن يزرع أطباء يعملون مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن قنابل في أجسام متشددين في محاولة لتجنب الإجراءات الأمنية في المطارات لتنفيذ هجمات لنسف الطائرات.
وفي وقت سابق من العام الجاري قال عدد من المسؤولين الأميركيين إن صاروخا أطلقته طائرة بلا طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) قتل طبيبا يمنيا كان قد توصل إلى طرق طبية يمكن استخدامها لزرع عبوات ناسفة في أجسام البشر جراحيا.
لكن متشددا آخر وهو خبير في صنع القنابل ابتكر هذا التكتيك نجا من هجوم صاروخي العام الماضي. وتعتقد أجهزة مكافحة الإرهاب إنه ما زال منخرطا في مؤامرات نشطة ضد الولايات المتحدة وأهداف غربية أخرى.
إضافة إلى ذلك قال ثلاثة مسؤولين اميركيين إن أجهزة مكافحة الإرهاب تقول إن أطباء آخرين في اليمن قادرون على زرع قنابل في أجسام المتشددين جراحيا.
وبدأ المسؤولون الاميركيون يشعرون بالقلق من هذا الاحتمال منذ عام ٢٠٠٩ على الأقل عندما وقع حادثان مرتبطان باثنين من المتشددين أمضيا وقتا مع شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وفي أغسطس آب عام ٢٠٠٩ قام سعودي امضى وقتا في اليمن بمحاولة فاشلة لاغتيال الامير محمد بن نايف المسؤول عن مكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية مستخدما ما اعتقدت السلطات في بادئ الأمر أنها قنبلة وضعت في فتحة الشرج.
وتوصلت السلطات إلى أن القنبلة كانت متطابقة تقريبا مع قنبلة أخرى استخدمها عمر الفاروق عبد المطلب وهو متشدد نيجيري كان يدرس العربية في اليمن في محاولة تفجير طائرة أميركية متجهة إلى ديترويت يوم عيد الميلاد عام ٢٠٠٩ .
واتضح أن كلا من القنبلة التي استخدمها عبد المطلب والقنبلة التي استخدمت في الهجوم الفاشل لاغتيال الامير نايف تم تثبيتها في الملابس الداخلية لمنفذ العملية ولم يتم زرعها داخل أعضاء الجسم أو تجاويفه.
وأشعل الحادثان مخاوف بين أجهزة أميركية وغربية لمكافحة الإرهاب من أن القنابل المزروعة داخل الأجسام ربما تكون وسيلة أكثر فاعلية بالنسبة للمتشددين لتفادي الأجهزة الأمنية الموضوعة في المطارات بما في ذلك أجهزة الأشعة السينية وأجهزة الكشف عن المعادن.
وبعد الهجوم الفاشل الذي استهدف اغتيال الأمير نايف بحثت ثلاثة أجهزة أميركية المخاطر التي قد تمثلها القنابل المخبأة في الملابس أو داخل الجسم على أمن المطارات.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الأبحاث أظهرت أن قنبلة مخبأة داخل تجويف الجسم أو مزروعة في أحد الأعضاء من المرجح ألا تمثل خطورة على سلامة أي طائرة أكثر من قنبلة مخبأة تحت الملابس. إذ إن أغلب قوة القنبلة ستمتصها أنسجة الجسم مما سيسفر على الأرجح عن مقتل الانتحاري لكنها ستسبب خسائر محدودة في هيكل الطائرة.
وعلى العكس من ذلك يقول مسؤولون إن قوة التفجير للقنبلة المخبأة تحت الملابس من المرجح أكثر أن تسبب خسائر مروعة في أي طائرة في حالة تفجيرها أثناء التحليق في الجو.
وقال مسؤولون إنه لمواجهة احتمال استخدام القنابل المزروعة داخل الأجسام تبذل جهود لتعديل امن المطارات بما في ذلك أجهزة مسح للأجسام وأجهزة للكشف عن المعادن تستخدم الآن في محاولة لتحديد المخاطر المحتملة.
وقال مسؤولون إن من أسباب القلق الدور المستمر الذي يقوم به ابراهيم حسن عسيري الخبير السعودي في صنع القنابل والذي تعتبره الآن السلطات الأميركية والاوروبية واحدا من أخطر أعضاء القاعدة في جزيرة العرب والأكثر قدرة على الابتكار حاليا وهو هارب.
ويرجع خبراء مكافحة الإرهاب الابتكار الأصلي للطريقتين إلى عسيري وكان أخوه هو الذي تم تثبيت القنبلة في ملابسه الداخلية ولقي حتفه لدى محاولة اغتيال الأمير نايف.
ويقر مسؤولون بأن التقارير الأولية كانت خاطئة والتي قالت إن عسيري قتل في مجموعة من الهجمات بطائرات بلا طيار والتي أسفرت عن مقتل أنور العولقي العام الماضي وهو داعية يمني متشدد أميركي المولد.
وقالت قناة (إيه.بي.سي نيوز) الاثنين إن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يخشون من أن يحاول تنظيم القاعدة قريبا مهاجمة طائرات متجهة للولايات المتحدة باستخدام قنابل مزروعة في أجسام المتشددين.
وقالت قناة (إيه.بي.سي) إنه بسبب هذه المخاوف تم تكثيف الإجراءات الأمنية في بعض المطارات البريطانية والأوروبية وربما تمت الاستعانة مجددا بحراس الأمن على الطائرات.