أدان سماحة السيد عمار الحكيم ، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ،في بيان له ، الجريمة البشعة التي ارتكبها الإرهابيون يوم أمس في كنيسة النجاة ببغداد ، كما وجه أنظار الحكومة وأجهزتها الأمنية لوضع حماية أرواح المواطنين على رأس أولوياتها والشروع بالتحقيق للكشف عن المقصرين ومحاسبتهم ، وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
ارتكبت العصابات الإجرامية من اتباع القاعدة الارهابية يوم امس الاحد ٣١/١٠/٢٠١٠ الموافق ٢٥/ذي القعدة /١٤٣١هـ، جريمة العدوان على واحد من كنائس اخوتنا المسيحيين ، اثناء تأديتهم لعبادتهم وتوجههم لربهم ، فقتلت اكثر من اربعين منهم وجرح العشرات راحوا ضحية همجية هذه العصابات الاجرامية.
إن ما يدمي القلب ويستفزّ الضمير الانساني ان يتعرض الابرياء في العراق ومنهم اخوتنا المسيحيون الى القتل بدم بارد من قبل هذه العصابات الاجرامية التي نشرت الخراب والدمار في العراق منذ سبع سنوات ولحد الآن .
كما أن ما يدمي القلب ايضاً ان تتم هذه الجرائم من قبل تنظيمات تدّعي زوراً وكذبا انتمائها الى الاسلام والاسلام منها براء.
ان الاسلام دين التسامح والتعايش ، وهو يرفض اشد الرفض هدر الارواح وقتل الانفس ظلماً وعدواناً ، وما جرى يوم امس من جريمة بشعة تعتبر واحدة من أجلى مصاديق الظلم والعدوان (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة: ٣٢ )
لقد عاش الاخوة المسيحيون في العراق طوال قرون عديدة وكانوا ومازالوا يمثلون جزءاً مهماً من بناة هذا الوطن، وشاركوا اهله في السرّاء والضرّاء ، ولم يتعرضوا للاضطهاد والقتل والتشريد الا على يد هذه العصابات الهمجية التي لا تقيم أي حرمة لدم الانسان.
اننا ندين بشدة هذه الجريمة البشعة ، ونوّجه انظار الحكومة وأجهزتها الامنية ان تضع في أولوياتها حماية ارواح المواطنين العراقيين من الاستهداف الدموي ، كما ندعوها الى التحقيق في هذه الجريمة النكراء ومحاسبة المقصرين.
كما نتقدّم بالعزاء الحار لنيافة الكاردينال عمانوئيل دلي ولكل الاخوة المسيحيين في العراق ، ولاسيما ذوي الضحايا الأبرياء، سائلين المولى عز وجل ان يتغمد الضحايا برحمته الواسعة، وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
ونسأله تعالى ان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
السيد عمار الحكيم
رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي
بغداد ١/١١/٢٠١٠م