توفي نيل أرمسترونغ، عن عمر يناهز ٨٢ عاما يوم أمس السبت بعد مضاعفات مرضية جراء خضوعه لجراحة في الشرايين التاجية للقلب في وقت سابق من الشهر الجاري.
وصدر عن أسرته بيان يعلن وفاته في بيان تضمن: "بعميق الحزن ننقل لكم نبأ وفاة نيل أرمسترونغ بعد المضاعفات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية"، وأضاف البيان: "رغم حزننا لفقدان إنسان رائع.. لكننا أيضا نحتفل بحياته الرائعة ونأمل أن تكون مثالاً للشباب في جميع أنحاء العالم للعمل بجد لتحقيق أحلامهم، والتحلي بروح الاستكشاف بتفان لخدمة قضية أكبر من أنفسهم."
توفي أرمسترونغ في ولاية أوهايو التي ولد فيها عام ١٩٣٠ وتنقل مع أسرته بين ٢٠ مدينة قبل أن يستقروا في مدينة صغيرة تدعى واباكونيتا، وبعد إتمامه المرحلة المدرسية توجه للتخصص بعلوم الطيران، وعند حصوله على درجة البكالوريوس بعلوم تكنولوجيا الطيران، انضم إلى مجموعة من أمهر رواد الفضاء، فعلى الرغم من رؤيته الموت بأم عينيه في رحلته الفضائية الأولى "جيميني ٨" في عام ١٩٦٦، عندما انفجر أحد الصواريخ الدافعة، وتسبب بأضرار للمركبة الفضائية، إلا أنه تمكن من العودة سالما ليصر على بلوغ المستحيل، فخاض التحدي الأكبر في مهمته الثانية إلى الفضاء في تموز/يوليو عام ١٩٦٩، إذ انطلق ارمسترونغ وزميليه باز الدرين ومايكل كولينز، على متن "أبولو ١١" في رحلة ٤ أيام وصولاً الى القمر، حيث خرج أرمسترونغ من المركبة الفضائية على مرأى الملايين من سكان الأرض المتابعين للنقل الحي والمباشر بين القمر والأرض، فقفز من على درج المركبة الفضائية و عندما خطا على سطح القمر قال عبارته الشهيرة :" هذه خطوة واحدة صغيرة لرجل، لكنها قفزة عملاقة للبشرية."
وبالرغم من تأريخ وقائع "ترويض البشر للقمر" بتسجيلها على أشرطة فيديو، إلا أنها كانت مادة دسمة لكل المهتمين بالفضاء الذين انصرفوا بدراسة الظلال والأعلام المثبتة على سطح القمر لتتعاظم موجة التشكيك في مصداقية التسجيلات وتبلورت بسلسلة من الاتهامات بأن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت مادة مصورة بإحدى الاستوديوهات على أنها الهبوط على القمر، وان كان هو الأول فمن ثبت الكاميرا التي سجلت هبوطه إذا؟ وأيا كانت الحجج والبراهين إلا أن رائد الفضاء نيل أرمسترونغ كرم أينما حل وفي إطار زيارته إلى الاتحاد السوفيتي في عام ١٩٧٠، قدم عينة من تراب الفضاء ولكنها كانت كابوسا مستمرا من التكذيب من جهة والمراقبة المستمرة له من جهة أخرى .
بعد سنوات من الرحلة المشهورة، انصرف نيل أرمستروغ للتدريس في أحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ومزاولة أعمال حرة إلا أنه لم يخرج عن دائرة المراقبة يوما لخوف وكالة الفضاء الأمريكية من إفشاء سر الرحلة إلى القمر، كما أن تصفية عنصرين من طاقم الرحلة في مناطق متفرقة من العالم أضاف إشارات استفهام كثيرة حول رحلة مضى عليها أكثر من نصف قرن من الزمن .