بسم الله الرحمن الرحیم
إنَّكَ لا تُسمِعُ المَوتَى وَلا تُسمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدبِرِين (النمل: ٨٠)
إن فشل وعجز أعداء الإنسانية في مواجهة صحوة الأمة الإسلامية دفعهم مرة أخرى الى اتخاذ أسخف الأساليب الممكنة للكشف عن حقدهم الدفين ضد الإسلام، حيث قام مخرج صهيوني مقابل مبلغ مالي ضخم باخراج فلم مسيء للنبي الأكرم(ص) وللإسلام.
ولقد تعاون لانتاج هذا الفلم في أمريكا جمع من اليهود الصهاينة، والأقباط اللاجئين في أمريكا والقس المعتوه "تيري جونز" حيث اشترك هؤلاء لتوجيه الإساءة الى النبي الكريم(ص) والدين الإسلامي المبين.
إن المجمع العالمي لأهل البيت(ع) هو مؤسسة عالمية ينضوي تحتها مئات النخب العلمية والفكرية من مختلف البلدان، ويعتبر مرجعية ثقافية لملايين المؤمنين في العالم لذا رأى أن من واجبه التنبيه على النقاط التالية:
١ – إن الإساءة للأنبياء والمقدسين وكل الشخصيات التي تحترمها الأديان السماوية يعتبر عملا مرفوضا لدى كافة الأديان والمذاهب. وعليه فإن من أساء الى النبي الأكرم(ص) لا ينتمي الى أي دين، بل هو من أتباع الشطان.
٢ – من المعلوم أن حالة الاسلاموفوبيا تصاعدت في العالم بعد حادثة ١١ ايلول، وتجلت في السنوات الأخيرة بالإساءات الفنية من الرسوم الكاريكاتورية، وإحراق القرآن الكريم، وإنتاج الأفلام المسيئة للرسول الكريم(ص) الإسلام. ورغم أنه أنه ربما يقال بأن الإساءات السابقة جاءت نتيجة للجهل بالإسلام والقرآن، لكن الإساءة الأخيرة جاءت عن علم وبدوافع سياسية كما صرح بذلك منتجوا هذا الفلم لوسائل الاعلام.
٣ – يشتمل هذا الفلم على أمر عجيب وهو أنه ينسب إلى ودون أدنى خجل كل الجرائم التي ارتكبها الجيش الأمريكي والصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والعراقي والأفغاني وما فعلوه في غوانتنامو وأبو غريب الى الإسلام، مع أن الإسلام هو دين الرحمة كما يشهد له الله سبحانه وتعالى حيث أرسل رسوله الكريم رحمة للعالمين.
٤ – وعلى ما تقدم فإن المسلمين الحقيقيين لا يقومون بعلميات تعذيب أو عنف تجاه أي شخص، وإن من يتبنى أسلوب العنف هم فرقة ضالة ليست من الإسلام في شيء وهم أتباع الوهابية التي يدعمها الغرب وأمريكا ومخابراتها، حيث تقوم بعمليات إرهابية تصب في صالحهم.
٥ – إن انتاج هذا الفيلم من مواطنين ينتسبون الى الشعب المصري الثوري يكشف عن مدى الغضب الأمريكي من الصحوة الإسلامية في المنطقة، حيث رأى الأمريكان والصهاينة مصالحهم تتعرض للخطر فسعوا بهذا المؤامرة الفاشلة أن يعيدوا الأمور لمجاريها.
٦ – تسعى الحكومة الأمريكية الآن للتنصل من هذه الإساءة بعد أن شهدت رد فعل الشعوب المسلمة القوي، لكن هل يعقل أن يتم إنتاج فيلم بميزانية كبيرة (٥ مليون دولار) دون علم ورضا قادة البيت الأبيض؟
٧ – رغم أننا لا نرضى بإراقة دماء الأبرياء ولا بالهجوم على البعثات الدبلوماسية، لكن على الأمريكان والصهانية أن يعلموا أن الهجوم على السفارة الأمريكية في كل من مصر وليبيا ما هو الا رد فعل طبيعي للإساءات المتكررة لمقدسات المسلمين، فلو أن الحكومة الأمريكية ألجمت القس المعتوه "تيري جونز" لما وصلت الأمور الى ما وصلت إليه اليوم، من قتل السفير الأمريكي في ليبيا والهجوم على السفارة الأمريكية في مصر وليبيا.
٨ – يدعو المجمع العالمي الأهل البيت(ع) المسلمين كافة، وأتباع أهل البيت(ع) خاصة، الى التظاهر والاحتجاج السلمي على هذا الفلم، وبذل أقصى الجهود لمنع تكرار هذه الإساءات والخطوات الشيطانية.
ونكرر مناشدتنا للمسلمين الغيارى بالالتزام بضبط النفس، وتجنب العنف، وأن يتبعوا الأساليب المنطقية والسلمية في الاحتجاجات.
٩ – ندعو منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان أن يتخذوا مواقف جادة لمنع تكرار هذه الجرائم الثقافية المعادية للإنسانية تحت ذريعة حرية الفكر والتعبير.
١٠ – وأخيرا نوجه نداء الى القادة الجدد لثورات المنطقة: تسعى أمريكا والغرب الى تقديم الوعود المالية والسياسية لمصادرة الثورات ودماء الشهداء، والى أن تحولكم الى عملاء لها، لكن كما ترون فإن الغرب وأمريكا هم الأعداء الحقيقيون للإسلام، وعليه فبدلا من الاستجابة لأمريكا وحلفائها في المنطقة عليكم أن تستجيبوا لنداء الإسلام ولشعوبكم وأن تعلموا بأن القوة الحقيقية هي في الإيمان بالله والاعتماد على أبناء الأمة الإسلامية.
المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
١٢/٩/٢٠١٢
من جانب اخر خرجت تضاهرات واسعة في اكثر الدول العربية كليبيا ومصر وتونس والمغرب واليمن وهناك انطلاقة في ايران عقب صلاة الجمعة ليوم غد احتجاجا على الاساءات المتكررة لشخص الرسول الاكرم (ص) واله
وعلى خلفية مقتل السفير الامريكي في ليبيا اصدرت ٧ سفارات امريكية في دول مختلفة تحذيرات لاتباعها من احتمال تعرضهم لهجمات او نشوب اعمال عنف او خروج تظاهرات معادية لامريكا بعد نشر الفيلم المسيء للنبي العظيم صلى الله عليه واله .