استهجن سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الاشرف ما كشفت عنه وثائق ويكليكس حول دعوة احد القادة العرب للولايات المتحدة الأمريكية بان تنسى الديمقراطية في العراق بحجة إنه ليس أهلا لها لطبعه الحاد وان يسلطوا عليه الديكتاتورية .
سماحته وبعد ان اكد ان هذه الافكار غير مقبولة لدى الشعب العراقي ،دعا أولئك القادة الى تطبيق الديمقراطية وإجراء الانتخابات في بلادهم ،وقال متسائلا :اذا كنتم تريدون ديكتاتوراً عادلا للعراق لماذا كنتم تؤيدون صدام وهو كان ديكتاتوراً ظالما ًمضيفاً : لا نقبل المقياس على أساس الطباع وهذا المقياس ليس مقياساً لكرامة الإنسان وحرية الرأي.
الى ذلك أكد إمام جمعة النجف الاشرف نجاح العراق في تجربته السياسية وان الشعوب العربية والإسلامية ينظرون الى العراقيين باعتزاز وهيبة ، داعيا في الوقت نفسه الرؤساء العرب الى وجوب ان يقفوا وقفة اعتزاز مع التجربة العراقية الرائدة ، مضيفاً إن العراقيين سيثبتون سنة بعد أخرى انهم للتغير وانهم اهلاً لرسم تجربة لكل المنطقة وعلى كافة المستويات .
على صعيد ذي صلة أشار إمام جمعة النجف الى ما كشفته وثائق ويكليكس حول طلب قادة عرب من الولايات المتحدة لضرب المفاعل النووي الإيراني ، معرباً عن استغرابه تجاه هذا الموقف الذي وصفه بانه لا يليق بعلاقات حسن الجوار وبين الدول الاسلامية ، وقال متسائلاً : على فرض وجود مبررات خوف ،لكن اين الخوف من اسرائيل التي تتقدم يوماً بعد اخر على بيروت وهي التي ضربت المفاعل النووي العراقي وبدايات انشاء المفاعل السوري.
هذا وتناول سماحته محاور اخرى خلال الخطبة هي:
الاستعداد للقمة العرابية في بغداد في اذار عام ٢٠١١م :
حيث اشار سماحة السيد القبانجي ان الاستعدادات جارية على قدم وساق لاستضافة القمة العرابية المقررعقدها في بغداد بعد اربعة اشهر ، داعياً الوزارات المعنية الى اتخاذ كافة الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لذلك.
تشكيل الحكومة:
بهذا الصدد شدد إمام جمعة النجف على ضرورة دعم الحكومة ،مشيراً ان فشلها هو فشل لجميع ونجاحها نجاح للجميع ،وقال: كلنا يد بيد لدعم التجربة العراقية والحكومة الجديدة .في الصعيد ذاته اكد سماحته على ضرورة ترشيح واختيار وزراء من اصحاب التاريخ النظيف ممن هم بعيدون عن الاختلاس والرشاوي وبعيداً عن التلوث بالانتماء الى حزب البعث ،وقال : ادعو رئيس الوزراء الى ان لا يقبل واحد من عناصر حزب البعث .
دعوة مراجع الدين الى تقليص رواتب المسؤولين:
بهذا الخصوص قال سماحته : هذه دعوة صحيحة ونضم صوتنا لها كذلك دعوة عدم التدخل الأجنبي في ترشيح الوزراء .
اعتقال القائمين بتفجيرات كنيسة النجاة وتفجيرات النجف :
بهذا الصدد اشار سماحته الى ما اعلنته الجهات الامنية الى اعتقال المتورطين بحادثة كنسية سيدة النجاة في بغداد كذلك المتورطين بتفجيرات النجف الاشرف التي اكدوا فيها ان من يقف وراؤهم مجموعتين هما القاعدة وعناصر حزب البعث ، واضاف : نشد على ايدي القوى الامنية في ضبط الامن وكشف الحقائق للجمهور .
هذا وكان سماحته قد تناول في الخطبة الدينية محورين هما :
الاستعداد لشهر محرم الحرام:
حيث دعا المؤمنين والمؤمنات في كافة شرائح المجتمع الى الاستعداد لشهر محرم الحرام ،مشددا في دعوته للعراقيين وبالخصوص شيعة اهل البيت الى الاستعداد لهذه النقلة الانسانية العظيمة وقال :ادخلوا جميعا خيمة الحسين الكبيرة وكونوا حسينيين.
في الشان ذاته دعا الاجهزة الامنية الى اتخاذ كافة الاستعدادات والحذر من اعداء الحسين واعداء الشعائر والمواكب الحسينية واخذ الاحتياطات اللازمة.
الظاهرة الكونية في القضية الحسينية :
حيث اكد امام جمعة النجف ان القضية الحسينية اصبحت ظاهرة كونية لان جميع الانبياء بكوا عليه كذلك رسول الله والامام علي حين اشار في معركة صفين لمن سيدفن في كربلاء كذلك النصارى والجن والملائكة واضاف: في يوم عاشوراء جمعت الانسانية كلها بالحسين وكل القيم الانسانية سجلها الامام الحسن (ع)،مؤكدا ان الامام الحسين اثار الانسانية كلها ولا يوجد شخص اثار العالم والقادة الا الامام الحسين في مقابل الذئاب المفترسة التي وقفت امامه.