الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم . بعدها تحدث سماحته عن المفاهيم الاخلاقية والاصلاح والصلاح التي ترفع كشعارات فالصلاح يرفع مقابل الفساد والاصلاح يرفع مقابل الافساد مبيناً الفرق بين هذين المفهومين الاخلاقيين .
كما بين ايضاً وظائف الانبياء والاوصياء الذين جاؤوا للاصلاح . كما ان هذه الدعوات رفعت من قبل المصلحين ومن قبل اولياء الله وانتفضت قيادات مصلحة من اجل ان تصلح المجتمعات التي كانت هي اول من التزم بهذا الاصلاح . فعلى المجتمع ان ينظر من الذي يقف وراء هذه الدعوات وما هي الاهداف فالمجتمع يستطيع ان يشخص ونحن نرى على مر الازمان والعصور قد رفعت شعارات الاصلاح فمنها قد نجحت واستمرت واخرى فشلت لانها زائفة وقد تكون ايضاً الدعوات الصالحة جوبهت بالتسقيط والتظليل من اجل ان يتسنى للمنافقين والمفسدين نشر الفساد .
وقد تطرق سماحته الى ذكرى عاشوراء مثنياً على ابناء شعبنا الذين رسموا اروع الصور من خلال احياءهم لهذه الايام وهذه الذكرى العظيمة . مشيراً في الوقت نفسه الى دعوة الامام الحسين من اجل الاصلاح وهذه الثورة الكبيرة التي سطرها الامام الحسين (ع) . من خلال وقفته امام الكفر والالحاد والفساد والمفسدين معلناً حربه ضد الفساد والمفسدين ومضحياً بالغالي والنفيس من اجل شعاراته ونداءآته وصيحاته وصرخاته . فقد التزم بها لانه رفعها ولم يتخلى عنها لذلك بقيت خالدة . وقد تحصل ان تصد هذه الثورة بسبب تعصب البعض الذين يعرفون اين الحق ولكنهم يدبرون عنه بسبب تعصبهم .
ولذا علينا ان نحذر لان شعبنا بطيبته وفطرته قد يمررون الشعارات على اكتاف الفقراء والمستضعفين لاجل اهداف شخصية او فئوية او حزبية . فالفساد المنتشر تقف وراءه جهات مفسدة تحمل شعارات وعناوين تختلف عن افعالها والمجتمع يعيش ازمة مصلحين يقفون ويتصدون للفساد الاخلاقي والانحراف وغيره فالفساد بدأ ينخر بالمجتمع وينتشر بشكل فضيع وهناك صرخات زائفة وملوثة ولا تمت للواقع بصلة وقد حصل قبل فترة حين صدر قرار من مجلس محافظة بغداد باغلاق محال الخمور خرجت فئة يدعون انهم من المثقفين والواعين يطالبون بحريات مزعومة وحقوق انسان وغيرها من الشعارات الزائفة . فهناك فحشاء ومنكر قد غزى الشارع العراقي متسائلاً سماحته اين المصلحين واصحاب الدعوات ؟ .
وبالتالي فان دعوة الاصلاح يجب ان تاتي ممن هو ملتزم فاليوم ديننا يشكوا فالاسلام عاد غريباً كما بدأ غريباً في ظل هذا الغزو الثقافي والفساد في مختلف اشكاله في سوقنا وفي مؤسساتنا ومعاهدنا وجامعاتنا ومتنزهاتنا . كما ان التكنلوجية الجديدة قد غزت الاسواق وخصوصاً اجهزة الاتصال التي طرحت مؤخراً والتي تعرض الاجسام عارية . كما حمل سماحته المسؤولية للمجتمع والعوائل التي يجب عليها متابعة ابناءها والخوف عليهم من الانحدار الخلقي الخطير وكذا اصحاب المنابر والمصلحين جميعاً .
اما في خطبته الثانية : فقد تحدث سماحته عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد مرور اكثر من تسعة اشهر التي ولدت بمخاض عسير . مؤكداً على ان هذه الحكومة تحمل بين طياتها العديد من المخاوف والشكوك وانها حكومة محاصصة وليست حكومة شراكة كما يزعم البعض . فهناك تقاسم ومحاصصة وتقاسم وصفقات وبالتالي تشكلت الحكومة كما انه من المحزن والمخزي ان يهمش المجاهدون والمضحون وتعطى الوزارات الى شخصيات بعثية ويخزل المجاهدون بوزارة واحدة اعطيت الى شخص مقابل موقف معين .
وان الوزارات التي اعطيت لبعض الوزراء سوف تصبح دكاكين لهم ولاحزابهم فاليوم يبعد الشريف ويقصى لان هناك متاجرات وعمليات بيع وشراء وهذه فالحكومة الحالية يغيب عنها الخبراء امثال باقر جبر الزبيدي الذي عرف بنزاهته وعمله الدؤوب وكذا الاستاذ مهدي الحافظ ووائل عبد اللطيف وغيرهم من الذين ابعدوهم بسبب محاصصاتهم وصفقاتهم وعمليات البيع والشراع .
فبالتالي يبعد الشرفاء وياتون بالفاسدين وقد قلبوا الدستور على وجهه وبدؤا يتعاملون بما يناسبهم . متسائلاً سماحته اين الشعارات التي رفعت خلال ثلاثون عاماً ؟. فماذا ننتظر من حكومة تشكلت بهذه الطريقة واسست على اساس فاشل واساس فاسد . فمن واجهوا الفساد والمفسدين يبعدون اليوم ويحلون محلهم الفاسدين والمفسدين . فالحكومة هذه لم تستطيع ان تلبي طموح الشعب . مبدياً استغرابه من ما يصنعه السياسيون فهم يبحثون عن انفسهم تاركين الجياع من ابناء الشعب العراقي فلم نسمع احد يطالب بمفردات البطاقة التموينة ولم نسمع احد يطالب للمتقاعدين بحقوقم الذين قضوا سنوات عمرهم في خدمة البلد وبالتالي يركنون على جنب وتنسى تضحايته ليلتهمهم الجوع وفي المقابل هناك اناس يتقاضون رواتب بالملايين .. يالها من معادلة ظالمة . ونجد مجلس النواب بدأ يناقش ميزانية ٢٠١١ ونجد ان بعض المحافظات اعادت من ميزانيتها الاموال والغريب في الامر ان هذه المحافظات تتباكى . وعن رواتب مجلس النواب العراقي فقد تسائل سماحته كم من هذه الملايين اعطيتم للفقراء ؟.
كما طالب مجلس النواب العراقي ان يسارع في تشكيل لجانه من اجل الالتفات الى حقوق المحافظات ومن اجل النظر بقضايا الناس ومن اجل الحد من الفساد ومعالجته ان كنتم فعلاً حريصين على مصالح الشعب فالشعب الذي انتخبكم غداً سياتي ويحاسبكوم ويعاقبكم .
اما عن الملف الامني والتصفيات التي تحصل للضباط والمدراء العامين وغيرهم فمن اين ياتي كاتم الصوت ؟. وهذا دليل على ان الوضع الامني هش ويحتاج الى قيادات حقيقية تقود الوزارات الامنية . كما اثنى على موقف مجلس النواب بمحاسبة الاعضاء الذين يتقاضون عدة رواتب ويشغلون عدة مناصب داعياً اياهم بالتحقيق في كافة الملفات . نريد حكومة عادل وحاكم عادل لايميز بين فئة واخرى نريد ان يزن بميزان واحد وهذا ما نريده من جميع المتصدين من السياسيين .واتقوا الله بالفقراء وقوتهم واتقوا الله بالمتقاعدين واتقوا الله بالمجاهدين الذين ضحوا من اجل العراق .