النجف الأشرف- عادل الفتلاوي
بارك آية الله إمام جمعة السيدية السيد ياسين الموسوي للشعب العراقي والبرلمان تشكيل الحكومة الجديدة التي عاشت مخاضات طويلة مع وجود التناقضات الداخلية والخارجية، مطالباً في الوقت نفسه ان تكون هذه الحكومة فاعلة، وقال: ننتظر منها أدواراً مهمة هي غير ما انقضى من مرارة السنين والأعوام، مشيراً سماحته إلى أهم تلك الأدوار وتتمثل بالقضاء على الفساد الإداري والمالي والخروقات الأمنية وتوفير الأمن والقضاء على الإرهاب وحصر السلاح بيد الأجهزة الأمنية وتوفير الخدمات على كافة الأصعدة سيما الكهرباء التي لم يعين لها وزير لحد الآن كذلك القضاء على الفقر وأنصاف المحرومين.
جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف والتي حضرها المئات من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك أشار سماحة السيد الموسوي إلى عدّة محاور هي:-
السنة الميلادية الجديدة:-
بهذا الشأن بارك سماحته للعالم المسيحي بشكل عام وأبناء الشعب العراقي من المسيحيين بشكل خاص قرب حلول أعياد رأس السنة الميلادية وولادة نبي الله عيسى بن مريم(ع) قائلاً: هذه فرصة نشارك بها أخواننا المسيحيين في العراق عزائهم الذي رفعوه بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة. في الوقت نفسه طالب سماحته منهم ان يتمسكوا بالعراق وان لا يغادروه ولا يجعلوا الإرهاب يتغلب عليهم، وأضاف: ما أصابهم بالأمس قد أصابنا مراراً وتكراراً ولكننا تغلبنا عليهم بصبر شعبنا، رغم أننا لازلنا نعاني من الإرهابيين وقد قدمنا خلال هذه الأيام عشرات الشهداء في مجلس عزاء الإمام الحسين(ع) وأننا نفتخر بالشهادة فهي سبيلنا، ونقول للإرهابيين أنتم الخاسرون.
استشهاد الشهيد بلال الصالحي
وعلى صعيد متصل أشاد سماحته بموقف هذا الشرطي الشجاع الذي احتضن الإرهابي والذي أراد ان يفجر نفسه في موكب عزاء للإمام الحسين بحزام ناسف في ديالى، وقال: هذا موقف البطولي طالما تكرر وسوف لا يكون الأخير، مطالباً الأجهزة الأمنية ان يربوا منتسبيهم بمثل هذه الروح الاستشهادية، مؤكداً:- يجب ان يكون أمن الوطن والدفاع عن الشعب العراقي أهداف عليا لدى القوى الأمنية، وان لا تتحول تلك المبادئ إلى أهداف ضيقة ذاتية تُستغل لأسباب شخصية لا ترتبط بهذا البلد، كما حث على تربية حس الاحترام لدى رجال الأمن الذي سيفرض بدوره احترام المواطنين لهم، وأردف قائلاً: في السابق كان رجل الأمن مكروهاً من قبل جميع الشعب العراقي وكنا نحرّم شرعاً الانتماء إلى الأجهزة الأمنية، لأن رجل الأمن في السابق لم يخدم الشعب وإنما خدم النظام الجائر آنذاك وخدم نفسه، أما الآن وبعد سقوط الصنم العلماء والمراجع العظام يعتبرون رجل الأمن والشرطة والجيش والاستخبارات وغيرهم من منتسبي الأجهزة الأخرى، عملهم يعبر عملاً عبادياً كمن يصلي ويصوم ويثاب عليه لأن العناوين تغيرت عن السابق.
على صعيد متصل أضاف سماحته: أننا في النجف الأشرف أقدس مكان وهي مدينة علي(ع) وعاصمة الشيعة في العالم، ويفترض ان يُحترم هذا الموقع لوجود المرجعية الدينية الرشيدة والحوزة العلمية أيضاً فهما خط أحمر ولابد من حفظ هذا الموقع الصحيح في إدارة هذا البلد وهذا الشعب والأمة وعدم المساس به فالمراجع هم فوق الجميع، مشيراً في السياق ذاته إلى كلمة الشيخ يوسف القرضاوي الذي قال في برنامج(الحياة والناس) ما نصه:- ان الشيعة أكثر تنظيماً وأكثر تقديساً لعلمائهم وان علمائهم أحرار غير تابعين للدولة.
القناة الجامعية العراقية:-
بهذا الخصوص أشار سماحته إلى ان هذه القناة عملها تعليمي وللأسف الشديد تدار من قبل البعثيين كما تدار بعض الأجهزة الأمنية والإدارية حيث بثت هذه القناة يوم عاشوراء والناس في عزاء الإمام الحسين(ع) وفيما يعرف بـ(ركضة طويريج) بثت الأغاني ومشاهد الرقص الطرب وهو أصلاً ليس من ضمن اختصاصها ولهذا فقد أصدر وزير التعليم العالي السابق تعليمات بمحاسبة القناة ولم تغلق قائلاً:- نطالب معالي وزير التعليم العالي الجديد ان يحاسب أولئك الخونة الذين انتهكوا حرمة يوم عاشوراء الذي هو انتهاك لمقدسات جميع العراقيين لأن الإمام الحسين هو للجميع.
طريق (يا حسين)
هنا دعا سماحة السيد ياسين الموسوي الإدارة المدنية في النجف إلى الاهتمام بطريق(يا حسين) حيث ان الأربعين على الأبواب، وقال: نأمل من الإدارة المدنية ان يتمموا أعمال الإدارة السابقة التي خدمت هذه المحافظة والتي طالما يذكرها الناس بالخير، مضيفاً: نطالب من الإدارة المدنية في النجف وبشكل ملح ان يتمموا طريق(يا حسين) لكي يتمكن الزوار الذين سيتهافتون من مختلف محافظات العراق ودول الجوار مشياً على الأقدام إلى زيارة الإمام الحسين(ع) في يوم الأربعين القادم بشكل يسهل عليهم أداء مراسيم الزيارة، مؤكداً ان النجفيين ثبتوا منهج السير نحو الإمام الحسين(ع) والنجفيون أول من قدم الشهداء في هذا الطريق، و يبقى الفخر لهم فهم الرواد وهم قادة المسيرة الحسينية ويبقون يحملون نياشين فخر الحسين(ع) إلى يوم القيامة فعندما سكت الآخرون خرج أهالي النجف ينادون(ابد والله ما ننسى حسيناه) وهذا الموقف النجفي هو الذي أبقى الفخر للنجف وبقيت رايتهم التي رفعوها سنة ١٩٧٧ خفاقة، وأكد مطالبته من الإدارة المدينة مرة أخرى تولي المزيد من الاهتمام بتاريخ هذه المدينة الجهادي بالإسراع في أكمال طريق يا حسين.
هذا وقد تحدث سماحته في الخطبة الدينية موضوع التقوى النظرية، والتقوى العملية فالتقوى النظرية هي حاجة الناس والتعمق في أصول الدين وعلى الناس ان يقرءوا ويتعلموا من كتب العلماء ولابد ان يبحثوا ثم يتيقنوا من أصول دينهم، أما بالنسبة لفروع الدين فيجب ان يرجع الناس إلى المراجع الذين يملكون وسائل الاستدلال والاستنباط وان نظرية حسبنا كتاب الله نظرية خاطئة قد طرحها البعض ولا يمكن ان نوافق عليها ولابد ان نأخذ الرواية من النبي والأئمة الأطهار وقولهم هو حجة على الجميع.